تأثير الحرب على محميات الطيور في عدن

منذ شهر

عدن – علي ناصر :تميزت عدن بالمحميات الطبيعية الخاصة بالطيور، والأحياء البحرية، وتعد محمية بحيرة البجع واحدة من المعالم الطبيعية في المدينة الساحلية في جنوب اليمن

خلال سنوات الحرب التي اندلعت في عام 2015، تعرضت محمية بحيرة البجع للسطو من قبل نافذين، وتقلصت مساحتها تدريجيا، ولا زالت هذه المحمية تتعرض للاعتداءات المتكررة حتى اليوم، وفقًا لمواطنين في عدن

تشير مصادر محلية في عدن إلى أن مدينة عدن شهدت موجة سطو كبيرة على الأراضي بعد نشوب الحرب، وتم دفن الكثير من مساحات الأراضي الرّطبة، لغرض البناء، ما أدى إلى انخفاض أعداد الطيور المهاجرة

تمتد محميات الأراضي الرطبة من مديرية خور مكسر إلى مديرية المنصورة جنوبًا، وتقدر مساحتها بنحو 110 هكتار

وهذه المحميات هي محمية المملاح، ومحمية مصب الوادي الكبير، ومحمية الحسوة، ومحمية بير أحمد، ومحمية بحيرة البجع

في فصل الشتاء، تحديدا من أكتوبر إلى فبراير سنويًا، تتوافد آلاف الطيور إلى محميات الأراضي الرطبة ضمن الهجرة الشتوية للطيور

ومن ضمن تلك الطيور البجع، وملك العقبان،  والنورس أبيض العين، والبلشون، وغيرها

تبحث الطيور عن الأسماك الصغيرة في الأراضي الرطبة كونها بعيدة عن التيارات البحرية والتغيرات المناخية الحادة

تعد بحيرة البجع المكان المفضل لمراقبة في محميات الأراضي الرطبة بعدن

في حديثه لـ”المشاهد”، يقول ناصر الجعدني، مدير مديرية خورمكسر، إن السلطة المحلية في عدن تسعى لجعل بحيرة البجع موقع للاستثمار السياحي في البيئة، لكن هذا المشروع، بحسب الجعدني، يحتاج إلى جهود مشتركة من قبل السلطة المحلية والمواطنين، والمنظمات المحلية والدولية الداعمة للبيئة من أجل تهيئة المناخ

انتهاكات متعددةتنص المادة 35 من القانون رقم 26 لسنة 1995 بشأن حماية البيئة على أنه لا يجوز لأي جهة مختصة أن تأذن أو تمنح أو تصدر ترخيص لإقامة أو تشغيل أو تعديل مشروعات أو منشآت تضر بالبيئة، أو تسهم في تدهورها، أو تتسبب في تلويثها أو تسهم في تحقيق ذلك، أو تضر بصحة الإنسان أو الكائنات الحية الأخرى إلا وفقاً للمقاييس أو المعايير أو المواصفات أو الشروط التي يحددها مجلس النواب

وفقًا لمحمد الخراز، المسؤول في  الهيئة العامة لحماية البيئة، العديد من الانتهاكات طالت بحيرة البجع منذ اندلاع الحرب حتى اليوم، وأبرز تلك الانتهاكات  كانت  في ديسمبر 2015، حيث قام أحد رجال الأعمال القيام بردم أجزاء من البحيرة بالحجارة، لكن مواطنين منعوه من تنفيذ مخططه

 وفي فبراير 2017، نفذ  أحد السياسيين النافذين أعمال ردم لجزء من بحيرة البجع الواقعة خلف مستشفى البريهي، بالحجارة والرمل

وفي مايو 2021، أقدم مسلحون على قنص مجاميع من الطيور المهاجرة التي كانت  تتواجد في طريق خط الجسر البحري إلى طريق كورنيش المحافظ بمديرية المنصورة في عدن

الحاجة لتضافر الجهودتشرف الهيئة العامة لحماية البيئة والمنطقة الحرة في عدن على بحيرة البجع، لكنهما لم تقوما بدورهما كما هو مفترض، وفقا لنزار عدنان، ناشط بيئي في عدن

يقول عدنان لـ “المشاهد”: “حتى الجمعيات المهتمة بالبيئة في عدن تراجع عملها، ولم تعد تهتم كما كانت سابقا بمواجهة الانتهاكات التي تطال البيئة والأراضي الرطبة”

يؤكد عدنان على أهمية تضافر الجهود بين الحكومة ممثلة بوزارة المياه وهيئة البيئة والمنظمات والجمعيات الخاصة المعنية بالبيئة من أجل المحافظة على سلامة  البيئة، من خلال منع البناء العشوائي والردم في الأراضي الرطبة وبحيرات البجع مهما كانت المبررات

فوزي العريقي من مجلس حماية البيئة في عدن يدعو المواطنين إلى الإبلاغ عن الانتهاكات التي تطال المحميات الطبيعية، ويحث المؤسسات البحثية والأكاديمية إجراء دراسات معمقة حول واقع ومستقبل الأراضي الرطبة في واتخاذ الإجراءات التي تحول دون تراجع مساحتها

يقترح العريقي رفع الوعي حول محميات الأراضي الرطبة، ووضع آليات لحمايتها لكي تخدم السياحة البيئية في مدينة عدن، بالإضافة إلى تشجيع هواية مراقبة الطيور في المدارس والمؤسسات البيئية

 ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير