تجاهل خطر الكلاب الضالة في تعز
منذ سنة
تعز- عدي الدخيني :قبل أشهر، كان الطفل جميل غالب ماشيا من منزله في حي الحصب بمدينة تعز إلى إحدى البقالات القريبة
باغته كلب مسعور في الطريق، وعضه في رجله اليسرى
يتذكر والد جمال تلك اللحظة، ويقول ل “المشاهد”: “كنت أسمع طفلي يصرخ بصوت عال ويناديني: بابا الكلب عضني، فأسرع إليه، وأسعفته إلى وحدة داء الكلب في مستشفى السويدي بمدينة تعز، وقام الطبيب بإعطائه أول جرعة من لقاح فيروس داء الكلب”
استمر غالب في الذهاب بابنه إلى المستشفى للحصول على اللقاح بانتظام وفقا لتعليمات الطبيب، ولم يتبق له سوى جرعة واحدة حتى الآن
دون تلك اللقاحات، لم يكن لجمال النجاة من الموت، بحسب والده
تنتشر الكلاب الضالة في العديد من مديريات تعز، ويزيد تكاثرها باستمرار، الأمر الذي يشكل خطرا على العديد من السكان، لا سيما طلاب المدارس وكبار السن
تزايدت أعداد ضحايا داء الكلب في مدينة تعز وضواحيها؛ فمن شهر يناير من العام الجاري إلى نهاية شهر نوفمبر، بلغت الإصابات المسجلة بداء الكلب 547 إصابة، منها حالتا وفاة
يقول الدكتور عبده يحيى، مساعد رئيس قسم وحدة داء الكلب في مستشفى السويدي بتعز، ل (المشاهد): “منذ بداية العام الجاري 2023م، سجلنا 547 حالة إصابة، بالإضافة إلى حالتين وفاة ناجمة عن عضات الكلاب الضالة في تعز”
يوضح يحي أن نسبة المصابين من الأرياف بلغت % 60، و % 40 من المدينة
لا تزال آثار أنياب الكلب ظاهرة على ساق الحاج عبد الرقيب محمد (55عاما) الذي عضه كلب مسعور أثناء مروره في منطقة وادي القاضي في أغسطس من هذا العام
يقول محمد لـ” المشاهد”: “أثناء مروري في منطقة وادي القاضي تفاجأت بهجوم مباغت من إحدى الكلاب الضالة، ولم أستطع الفرار، فتعرضت لعضة في ساقي الأيمن”
بعد ساعات من الحادثة، بدأ محمد يشعر بالحمى والصداع، ليدرك أنها أعراض أولية لداء الكلب، وتم إسعافه إلى وحدة داء الكلب في مستشفى السويدي وسط مدينة تعز، وتلقى اللقاح الخاص بداء الكلب
يعتقد محمد أنه كان محظوظا لأنه تمكن من تلقي العلاج اللازم في الوقت دون تأخير، مشيرا إلى أن الكثير ممن يتعرضون لعضات الكلاب في الأرياف لا يسعفهم الوقت للسفر إلى مدينة تعز للحصول على اللقاح، والبعض لا يملكون قيمة اللقاحات
أعراض المرضيتحدث الدكتور يحي عن أعراض داء الكلب، ويوضح أن أعراض داء الكلب تبدأ بالظهور بمجرد وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض، ثم الوفاة إذا لم يحصل المصاب على الرعاية واللقاح
يضيف: “الأعراض التي تظهر على المصاب هي الشعور بالضيق، الصداع والحمى التي تتزايد لتتحول إلى ألم حاد، وحركات عنيفة، وتهيج لا إرادي، والاكتئاب ورهاب الماء، وينتاب المريض في النهاية نوبات من الجنون والخمول، مما يؤدي إلى غيبوبة، وعادة ما يكون السبب الرئيسي للوفاة هو قصور التنفس”
تراجع دور الجهات المعنيةيعود تزايد انتشار الكلاب الضالة في مختلف مديريات تعز لأسباب عدة، منها ضعف العمليات الدورية للحد من انتشار الكلاب، مقارنة بما كان يحصل في السابق من قبل إدارات صحة البيئة وصندوق النظافة
صلاح الرحال، ناشط مجتمعي في تعز، يقول لـ”المشاهد” إن هناك تزايدا كبيرا للكلاب الضالة في المدينة، وأصبح هذا الأمر مصدر قلق إضافي لسكان تعز لأن داء الكلب مميت إذا لم يتم علاجه سريعا
يضيف: “انتشرت الكلاب الضالة في شوارع تعز، لا سيما في المناطق التي ترمى فيها المخلفات، حيث تظل أكوام القمامة على حالها لأيام في المدينة، ولم تقم الجهات المعنية بأي خطوات بالتخلص من الكلاب المسعورة والضالة”
يؤكد الرحال أهمية تحرك الجهات المختصة لإنقاذ حياة السكان بالتخلص من الكلاب الضالة، وتوفير مزيد من جرعات داء الكلب المجانية في المشافي، وأن تعمل الجهات المعنية على تمويل البرامج التي تهدف لمكافحة داء الكلب وانتشار الكلاب الضالة في تعز
نقص اللقاحاتتسببت الحرب في اليمن بانعدام العديد من الأدوية وغلاء أسعارها، بما في ذلك الجرعات الخاصة بداء الكلب
يشير يحيى إلى أن اللقاحات لا تتوفر في وحدة داء الكلب بشكل دائم، حيث كانت تصل إلى المستشفى كمية من اللقاحات من عدن، لكنها لم تصل منذ أشهر، وإن وصلت، تكون الكمية قليلة
يصل سعر لقاح داء الكلب 15 ألف ريال يمني، ما يعادل (10 دولارات أمريكي)، بحسب يحي ، ويؤكد أن من الأخطاء التي تؤدي إلى ارتفاع أعداد الوفيات هي استخدام اللقاح بشكل عشوائي، دون استشارة طبيب
ويوصي يحيى عند وقوع إصابة بعضة كلب أو أي حيوان آخر بالمسارعة إلى تنظيف الجرح بالماء الجاري والصابون، بطريقة جيدة تضمن نظافة الجرح
يختم حديثه بالقول: “التنظيف الجيد للجرح يضمن % 50 من نجاح المعالجة، ويجب أن يظل الجرح مكشوفا لخروج السوائل المسببة للمرض”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير