تحت عنوان "لا إمام سوى العلم".. مؤتمر إسطنبول يحذر من اختفاء تاريخ اليمن ويطلق حركة وعي جديدة : مؤتمر إسطنبول يحذر من اختفاء تاريخ اليمن ويطلق حركة وعي جديدة
منذ 8 ساعات
اختتم مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين أعماله في اسطنبول تحت شعار لا إمام سوى العلم، الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان، محذرا من أن اليمن يقف أمام أزمة الاختفاء من التاريخ نتيجة تهميش دور المعرفة وانشغال البلاد بسياسات الحرب والصراع
تحول المؤتمر إلى منصة فكرية لإعادة توجيه البوصلة الوطنية نحو قضايا التنمية والتعليم والصحة والاقتصاد والطاقة والهوية، مؤكدا أن طريق الخلاص يبدأ من استعادة دور العلم والعقل
حيث الإنسان
رؤية لتحريك الوعي اليمنيفي الكلمة الافتتاحية، أكدت مسك الجنيد المدير التنفيذي للمؤسسة على أن رؤية كرمان تنطلق من مبدأ حيث الإنسان، خصوصا في مناطق النزاع، مشيرة إلى أن المؤتمر يأتي ضمن مشروع يهدف إلى تحريك مياه الوعي الراكدة وخلق نموذج تنموي جديد لنهضة اليمن
وأضافت الجنيد أن المؤتمر يمثل استكمالا لطريق الوعي بالديمقراطية والتنمية وبناء السلام الحقيقي القائم على المعرفة لا الشعارات
تحذير الغفوري من خطر الصمت العلميوقال الدكتور مروان الغفوري في كلمته إن أزمة اليمن ليست في غياب الحلول، بل في غياب من يتحدث عنها، مؤكدا على أن المشكلة تكمن في أن الذين يعرفون لا يتحدثون، والذين لا يعلمون يتكلمون، وهو ما جعل البلاد تواجه خطر الاختفاء من التاريخ
ودعا الغفوري إلى استعادة صوت الباحثين والخبراء ليكونوا مرجعية حقيقية في النقاش العام وصناعة القرار
العلم والمعرفة
طريق الخلاص الوطنيكما ركز المؤتمر على ضرورة تحويل العلم والمعرفة إلى محور استراتيجي لبناء الدولة، وتجاوز التعامل مع البحث العلمي كترف فكري
وتناولت أوراق المؤتمر قضايا التعليم النقدي، وأهمية أن يكون هدف التعليم توليد الأسئلة لا التلقين، وكذا بناء الإنسان المفكر القادر على النقد والإبداع
كما ناقشت الأوراق أزمة الصحة المزدوجة في اليمن، بين الجسد والنفس، مؤكدين على أن السلام لا يمكن أن يتحقق دون سلام نفسي، وأن الصحة النفسية يجب أن تكون جزء من مفاوضات السلام الوطني
أزمات الصحة والدواء
فوضى بلا رقيبوسلط عدد من الباحثين الضوء على مخاطر سوق الدواء في اليمن الذي تحول إلى سوق مفتوحة للأدوية غير المأمونة، مع انتشار مصانع عشوائية وتهريب للأدوية، وضعف في الرقابة والتخزين
كما ناقش المشاركون تراجع الخدمات الطبية وتوقف العديد من العيادات والمراكز الصحية، مؤكدين على أن الحل يبدأ من التخطيط العلمي، والربط بين الجامعات ومراكز البحث، وبناء قاعدة بيانات وطنية لدعم التنمية الصحية
الاقتصاد اليمني بين لعنة النفط وفرص النهوضبدورهم تناول الخبراء الاقتصاديون أسباب انهيار الاقتصاد اليمني خلال السنوات الأخيرة، معتبرين أن غياب الإدارة الرشيدة للموارد حول الثروات إلى لعنة
ودعا المتحدثون إلى إعادة توجيه الاستثمار نحو النفط والغاز والمعادن النادرة والثروة السمكية والطاقة المتجددة، مؤكدين على أن اليمن يمتلك موقعا استراتيجيا وثروات طبيعية قادرة على تحويله إلى قوة اقتصادية واعدة إذا ما تم استثمارها برؤية وطنية واضحة
الهوية الوطنية ومواجهة الإمامة الفكريةوناقش المؤتمر الجذور الفكرية للصراع في اليمن، وخصوصا نظرية الاصطفاء الإلهي التي قامت عليها الإمامة، مؤكدين على أن اليمنيين بحاجة إلى مراجعة فكرية شاملة لإعادة الاعتبار لفكرة المواطنة المتساوية
وأكد الباحث نبيل البكيري أن الهوية الوطنية ليست هبة تاريخية، بل بناء اجتماعي وثقافي يتشكل عبر العدالة والمساواة
فيما أشار الدكتور عبدالعزيز الزراعي والأستاذ زايد جابر إلى أن الحركة الوطنية منذ نشوان الحميري وحتى ثوار سبتمبر واجهت احتكار العلم والسلطة، ونسفت نظرية البطنين التي قسمت اليمنيين إلى سادة وأتباع
من التاريخ إلى الجمهورية
نداء الباحثينكما أوصى المؤتمر في ختام أعماله بضرورة ركوب سفينة الجمهورية باعتبارها الإطار الوحيد لبناء دولة العدالة والمواطنة
ودعا المشاركون إلى تحويل التعليم من التلقين إلى منظومة تغرس التفكير الحر والابتكار، مؤكدين على أن اليمن لن ينهض إلا بالشراكة لا الهيمنة، وبالعدل لا الظلم
كما وجهوا رسالة إلى دول الجوار والإقليم بضرورة شراكة حقيقية في البناء والتنمية، لأن سلام اليمن هو أساس استقرار المنطقة بأسرها
خلاصة المؤتمر
عودة العقل إلى القيادةواختتم الدكتور مصطفى بهران المؤتمر متسائلا بجدية: ماذا بعد؟، مشددا على أن التحدي الحقيقي يبدأ من اليوم، داعيا إلى ترجمة التوصيات إلى خطط عملية
وأكد بهران على أن العلم هو الضامن الوحيد لبقاء اليمن في التاريخ، وأن البلاد لن تخرج من أزماتها إلا إذا أُعيد الاعتبار للباحث والعالم والمعرفة باعتبارها القوة القادرة على صنع مستقبل اليمن