تحديات تعيق التعليم المدرسي في ريف تعز
منذ 4 أشهر
تعز- يحيى طارقيفتقر الطلاب في العديد من المناطق الريفية بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن، إلى الفصول المدرسية والمدرسين والكتب الدراسية، ويجدون صعوبة في التنقل إلى المناطق البعيدة للحصول على التعليم
قرية الزتان، في عزلة الشراجة، في مديرية جبل حبشي، في الريف الغربي لمحافظة تعز، واحدةً من القرى الريفية التي تعاني الافتقار للمرافق التعليمية، ما يدفع السكان إلى العزوف عن مواصلة التعليم
الأطفال في قرية الزتان يستطيعون الدراسة حتى الصف الثالث فقط في فصول دراسية غير مسقوفة، وآيلة للسقوط
وعندما يصل الطلاب إلى الصف الرابع، فإنهم يتوجهون إلى مدارس أخرى في مناطق تبعد من ثلاثة إلى خمسة كيلو متر
عبدالملك ناجي، مواطن من قرية الزتان في عزلة الشراجة بمديرية جبل حبشي، يقول لـ “المشاهد”: “يعاني طلاب الصف الثالث الابتدائي في مدرسة الخير الابتدائية في قرية الزتان، ومنهم ولدي أمجد، من الدراسة في فصل غير مسقوف، ويتعرضون لحرارة الشمس الحارقة وللرياح والغبار، وهذا الأمر يؤثر في حالته الصحية
”يشير عبد الملك إلى أن الفصول غير مؤهلة تؤثر في التحصيل العلمي للطلاب في ظل قلة المدرسين والكتب المدرسية
يضيف: “إن عدم توافر الكتب المدرسية وتهالك الفصول المدرسية يؤثر على سير العملية التعليمية
في الوقت الراهن، يتشارك الطلاب الكتب، حيث إن الكتاب الواحد يستخدمه ثلاثة إلى أربعة طلاب، وهذا الأمر لا يخدم مصلحة الطالب
” عادل عبد الغني، مدير مدرسة الخير الابتدائية في قرية الزتان، يقول:” نحن في قرية الزتان لدينا مدرسة صغيرة تتكون من فصلين قديمين، بُنيت قبل عشرين عاماً، بتعاون وتكاتف أبناء القرية وعلى نفقتهم الخاصة دون أي مساعدة من السلطة المحلية”
يضيف عادل: “بدأت آثار الانهيار لسطح هذه المدرسة تظهر بعد تآكل الأخشاب فيها
يشعر الطلاب بالهلع لأن السقف قد ينهار في أي وقت
هذا الأمر يعتبر أحد أسباب عزوف الطلاب عن التعليم بالإضافة لتأثيره على استيعاب الطلاب لدروسهم”
يتابع: “المواطنون، خلال العامين الماضيين، بدأوا بإضافة فصل دراسي ثالث من خلال مبادرة مجتمعية
وتم حفر وتشييد القواعد والأعمدة وبناء الجدران، إلا أن الظروف التي يعيشها المواطنون في هذه القرية لم تسمح لهم بعمل السقف لهذا الفصل، وظل الطلاب يدرسون تحت حرارة الشمس الحارقة
” سمير محمد، 16عامًا، طالب في الصف التاسع، يقول لـ “المشاهد” إنه يذهب كل صباح إلى مدرسة التصحيح في قرية مدهافة بني بكاري، ويسير على الأقدام أكثر من 3 كيلو، من أجل إكمال دراسته في المرحلة الإعدادية
ويضيف: “في قريتي، نستطيع الدراسة إلى الصف الثالث فقط، وبعض الطلاب الذين يرغبون في إكمال تعليمهم يذهبون للدراسة في القرى المجاورة، فأنا واحدً من هؤلاء الطلاب الذين يقطعون يومياً مسافة طويلة يوميًا
والمؤلم في الأمر، عندما نصل إلى المدرسة، ويكون المدرسين غائبين، فيجعلنا نصاب بالإحباط
”صعوبات تؤدي إلى التسرب من المدرسةتشير بيانات كتلة التعليم في اليمن إلى وجود أكثر من مليونين و661 ألف طفل يمني في سن التعليم خارج المدارس، بينهم مليون و410 آلاف فتاة ومليون و251 ألف من الذكور، هذه النسبة تشكل ما يقارب ربع عدد الأطفال اليمنيين في سن التعليم والمقدر بـ 10,8 ملايين طفل
أدت الحرب المستمرة منذ العام 2015 إلى تدهور جودة التعليم بشكل كبير، حيث أدت الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام الأمان إلى نقص الموارد التعليمية وتراجع مستوى التعليم
أدهم سيف، طالب يدرس في الصف الثالث الثانوي في مدرسة طارق بن زياد، في قرية الهفار بمديرية جبل حبشي، يقول: “أسير على الأقدام لأكثر من 2 كيلو متر حتي أصل إلى المدرسة، وهذه المسافة التي نقطعها على الأقدام هي جبال شاهقة، وهذا يضاعف المعاناة، بخاصة مع شدة حرارة الشمس في أيام الصيف
”يشير إلى أنه وغيره الكثير من طلاب قريته لم يحصلوا على جميع الكتب الدراسية، بالإضافة إلى عدم وجود مدرسين للفيزياء والكيمياء واللغة الإنجليزية
يضيف: “نشعر وكأن هذه المواد غير مقررة علينا، على الرغم من أهميتها، إلا أننا نضطر إلى قراءتها ومذاكرتها بأنفسنا
كل هذه المعاناة تجعلنا نفكر كثيراً في ترك الدراسة والبحث عن عمل
”محمد الجهمي، ناشط مجتمعي في مديرية جبل حبشي بتعز، يقول إن العديد من الطلاب يتركون التعليم، بسبب المسافة الطويلة ووعورة الطرق الجبلية التي يسيرون فيها إلى القرى أو العزل المجاورة
يرى الجهمي أن هناك تقصير من الجهات المعنية بشأن غياب التعليم المدرسي في قرية الزتان بمديرية جبل حبشي
يوضح الجهمي: “لا يوجد أي دور للدولة تجاه هذه المدرسة، إذ يقتصر دورها على اعتمادها وضمها إلى مكتب التربية والتعليم فقط بعد المتابعة من أبناء القرية
كان يعتقد سكان قرية الزتان أن الدولة ستولي هذه المدرسة اهتمامًا، كونها أُنجزت بمساهمة مجتمعية من المواطنين، إلا أنها لم تلق أي اهتمام
”يختم الجهمي حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “نأمل أن تكون هناك لفتة كريمة من السلطة المحلية ومكتب التربية لهذه المدرسة وترميمها، وإضافة فصول دراسية فيها، حتى يتسنى لأبناء هذه القرية نيل حقهم في التعليم، كغيرهم من المواطنين أسوة بالمناطق الأخرى”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير