تحديات تعيق فتيات ماوية بتعز من الالتحاق بالتعليم الجامعي
منذ 9 أشهر
تكمل الآلاف من الفتيات التعليم الثانوي في اليمن كل عام، وتتوقف الكثر منهن عن الحلم بمواصلة التعليم الجامعي نظرا للعوامل الاقتصادية والاجتماعية
تبدو فتيات المدينة أكثر حظًا في الالتحاق بالتعليم الجامعي مقارنة بفتيات الريف، إذ يتطلب انتقال الفتاة من الريف إلى المدينة مبالغ مالية كبيرة لتوفير متطلبات السكن والمعيشة، ما يدفع الآباء إلى الإحجام عن دفع بناتهم لمواصلة التعليم
في مديرية ماوية بتعز، التحاق الفتيات بالتعليم الجامعي حلم يصعب تحقيقه، إذ تسهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية في حرمانهن من الذهاب إلى الجامعة
أحلام محمد، 24 عاما، من مديرية ماوية بتعز، تقول لـ “المشاهد”: “كان حلمي أن التحق بالجامعة، وأصبح طبيبة
كنتُ متفوقة في المدرسة، وكنتُ أحصل في أغلب الصفوف الدراسية على المرتبة الأولى”
انتقال أحلام من ريف مديرية ماوية إلى مدينة تعز يتطلب المال والسكن
كان بإمكان أسرة أحلام أن توفر المبالغ التي تتطلبها الدراسة في الجامعة، لكن المشكلة كانت تتعلق بالسكن
لم يكن لأحلام أقارب في مدينة تعز لتسكن معهم، وكان ذلك سببًا لفشل أحلام في السفر إلى المدينة والالتحاق بالجامعة
تضيف: “طرحت فكرة السكن الجامعي على والدي، وأخبرته بأن الجامعة تُوفر سكنًا للطالبات اللاتي لا يملكن أقارب أو سكنًا في المدينة، لكنه لم يوافق، بالإضافة إلى عدم قبول بعض الأقارب فكرة الاعتماد على السكن الجامعي لأسباب اجتماعية”
حتى اليوم، لا زالت أحلام تشعر بالحزن، لأن حلمها لم يتحقق، وجهدها طوال 12 عاما في المدرسة لم يحقق لها فائدة، سوى القدرة على القراءة والكتابة
تقول أحلام إن شهادة الثانوية التي حصلت عليها كانت تعتبرها كجواز سفر إلى التعليم العالي، لكنها اليوم تعدها وثيقة تجلب لها الحزن كلما تنظر إليها
سمير خالد، 35، مواطن من مديرية ماوية بتعز، يقول لـ “المشاهد” إن معظم الأسر ترفض إرسال الفتيات إلى المدينة، خوفا عليهن بسبب البعد الجغرافي والطرق المقطوعة بسبب الحرب التي تشدها تعز منذ عام 2015
يضيف: “تختلف مديرية ماوية عن بقية مديريات محافظة تعز، كونها تشتهر بزراعة القات، وهو ما جعل أغلب أبناء المديرية يعيشون فيها، دون حاجتهم لمغادرتها للبحث عن عمل، ولهذا ليس هناك الكثير من الأسر من أبناء ماوية يعيشون في المدينة
بحسب سمير، سكان المديريات الأخرى يغادرون إلى المدينة للبحث عن فرص للعمل، ولهذا تجد فتيات تلك المديريات الأخرى فرصة أكبر لمواصلة التعليم بسبب وجود بعض الأقارب في المدن والسكن معهم
الدكتورة خيراء الأغبري، طبيبة مختبرات من مديرية ماوية، استطاعت أن تحقق حلمها وتكمل تعليمها بمساندة قوية من والدها
في حديثها لـ “المشاهد”، تقول خيراء: “كان والدي سندًا لي، فقد شجعني على مواصلة التعليم الجامعي، وزرع في نفسي منذُ أن كنتُ طفلة فكرة أن أصبح دكتورة في المستقبل، وكان يناديني يا دكتورة، يا مديرة، ولا زال حتى اليوم”
تضيف: “قبل أن أكمل الصف الثاني الثانوي، أخبرني والدي أنه سيُدخلني مدينة تعز كي أدرس الصف الثالث الثانوي كون التعليم في المدينة أكثر جودة من مديرية ماوية
شعرتُ حينها من خلال تعامل والدي أنه كان حريصًا جدًا كي أواصل التعليم، وأحقق حلمًا غرسه في قلبي منذُ الصغر، ما زاد في نفسي الحماس لتحقيق حلم والدي قبل أن يكون حلمي”
أكملت خيراء تعليمها الجامعي، وكسرت القيد الذي كان مفروضًا على الفتيات في قريتها، وكانت أول فتاة في القرية استطاعت الحصول على شهادة جامعية
بحسب مكتب الخدمة المدنية في مدينة تعز، يبلغ عدد المسجلين في الخدمة من الإناث ٣٩٠٣٣
تحل مديرية القاهرة في المرتبة الأولى من حيث عدد الفتيات المُقيدة أسماؤهن في الخدمة المدنية، حيث يصل عددهن إلى ٧٢٦٥، وتأتي مديرية ماوية في المرتبة قبل الأخيرة ، حيث إن عدد الفتيات اللاتي المقيدة أسماؤهن في الخدمة المدنية بلغ ١٠٤ فتاة بدرجة بكالوريوس، و ٩١ فتاة بشهادة دبلوم، وتأتي مديرية “ذوباب” في المرتبة الأخيرة بواقع ٢٤ فتاة فقط
تسببت الحرب في اليمن بحرمان الكثير من الفتيات في تعز من الالتحاق بالتعليم الجامعي، بخاصة في مديريات «شرعب السلام، وشرعب الرونة ، والتعزية، ومقبنة ، ودمنة خدير ، وماوية»، ويظل إغلاق الطرق وصعوبة التنقل من الأسباب الرئيسة لتوقف الفتيات عن مواصلة التعليم الجامعي
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير