تحليل أمريكي: غياب إصلاح مجلس القيادة الرئاسي يترك اليمن في دوامة الجمود السياسي والمعاناة الإنسانية

منذ 8 ساعات

ذكر تحليل لمركز ميدل إيست فورم أوبزرفر الأمريكي، إن غياب إصلاح جاد لمجلس القيادة الرئاسي اليمني يهدد بإبقاء البلاد في حالة من الجمود السياسي والانهيار الاقتصادي، محذرًا من أن المستقبل يبدو قاتمًا في ظل تفشي الخلافات ومعاناة ملايين اليمنيين جراء انقطاع الرواتب والخدمات الأساسية

وأوضح التحليل الذي أعدّه الخبير في الشأن اليمني فرناندو كرفخال، العضو السابق في لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، أن العملية العسكرية الأمريكية الفارس الخشن ضد الحوثيين في مارس وأبريل 2025 كان تأثيرها محدودًا على الجماعة المدعومة من إيران، إذ سرعان ما استأنف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية في مضيق باب المندب، إلى جانب هجمات صاروخية على إسرائيل، في حين بقي خصومهم اليمنيون غارقين في الخلافات السياسية دون تحرك فعّال

وأشار التحليل إلى أن مجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل بوساطة سعودية قبل ثلاث سنوات، يعاني من ضعف السلطة القانونية وغياب الإطار الدستوري المنظم لعمله، مما جعل أعضاءه — وهم رشاد العليمي، عيدروس الزبيدي، طارق صالح، سلطان العرادة، عبد الله العليمي، عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، عثمان مجلي، وفرج البحسني — عاجزين عن تحقيق تقدم سياسي أو اقتصادي ملموس

ولفت التحليل إلى أن الخلافات السياسية بين القوى اليمنية في عدن وحضرموت ومأرب وشبوة وتعز أعاقت جهود توحيد القوات العسكرية وإعادة بناء مؤسسات الدولة، رغم الحديث المتكرر عن تشكيل قوة قوامها 80 ألف جندي لاستعادة العاصمة صنعاء من الحوثيين، وهو المشروع الذي لم يرَ النور بسبب تضارب المصالح وانعدام الثقة بين الأطراف

وأضاف أن تردد دول الجوار في تغيير الوضع الراهن خوفًا من تهديدات الحوثيين بضرب أراضيها ساهم في إدامة الجمود، بينما تنشغل الأطراف اليمنية المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا بالحفاظ على مواقعها أكثر من اهتمامها بتخفيف معاناة المواطنين أو إصلاح الاقتصاد المنهار

وختم التحليل بالقول إن إصلاح مجلس القيادة الرئاسي لا يزال خارج أولويات المجتمع الدولي، إذ لم تتطرق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي إلى هذا الملف، معتبرًا أن أي مستقبل مستقر لليمن سيظل بعيد المنال ما لم يتوصل القادة اليمنيون إلى تسوية سياسية شاملة تعيد بناء الدولة وتوحد مؤسساتها