تداعيات إضراب المعلمين

منذ شهر

تعز – عميد المهيوبيبينما يتواصل إضراب المعلمين في عدد من المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف دوليا، يحرم الآلاف من الطلاب من الوصول إلى التعليم

بدأ الإضراب في عدن  في 2 ديسمبر الماضي، ثم لحقتها في نفس الشهر تعز

وامتد الامر في يناير إلى أبين، شبوة، لحج والضالع

 يأتي الإضراب احتجاجًا على عدم صرف رواتب المعلمين ومطالب بتحسين الوضع المالي للمعلمين في التعليم العام

وقد أدى الإضراب إلى توقف التعليم في المدارس الحكومية بجميع الصفوف الدراسية

وبحسب أولياء أمور، فإن الإضراب يشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل الطلاب، خاصة أنه جاء في وقتٍ حرج من العام الدراسي

وكانت نقابة المعلمين بتعز نفذت مسيرة أسمتها “مسيرة كرامة المعلم”؛ للمطالبة بحقوق التربويين، بعد استنفاد الوسائل المشروعة كالوقفات والإضراب الشامل

وركزت مطالب النقابة على تحسين الرواتب وصرف بدل غلاء المعيشة

لكن احتجاج المعملين يلحق أثرا سلبيا على تعليم الأطفال

يقول المواطن عارف مهيوب، مقيم في تعز، إن “التعليم في اليمن تدهور بشكل كبير، خاصةً خلال سنوات الحرب، وفاقمتها كارثة الإضراب

وأضاف لـ«المشاهد»: الإضراب عن التعليم قضية تمس المجتمع بأكمله، وتؤثر بشكل مباشر على مستقبل الأجيال القادمة

”وتابع: كوني ولي أمر، أرى أن الإضراب يؤثر سلبًا على الحياة اليومية والمستقبل العلمي للطلاب؛ نتيجة تراجع تحصيلهم المعرفي

” معتقدًا أن الإضراب يفاقم مشكلة تسرب الطلاب من المدارس، ويكثف الضغط عليهم بالمقررات، ويضيع عليهم نسبة كبيرة من الحصص الدراسية

ويستمر مهيوب: تفاءلنا خيرًا بقرار إلغاء إجازة السبت بالمدارس؛ لما فيه مصلحة الطلاب؛ حتى تكون الاختبارات النهائية قبل شهر رمضان

وقال: خاصةً كنت أجد أبنائي وكأنهم لم يتعلموا شيئًا بسبب إجازة شهر رمضان الطويلة، ويحتاجون لتدريس جديد

ويستطرد: توقعنا الانتهاء من العام الدراسي قبل شهر رمضان، لكننا تفاجئنا بالإضراب

”ويواصل: هذا الاضراب كارثة كبرى على الطلاب والأسر، ويفرض على أولياء الأمور تعويض أبناءهم بحصص دراسية بالأجر اليومي

موضحًا أن الكثير من الآباء غير قادرين على ذلك وسط وضع اقتصادي متدهور أدى لتسرب العديد من الطلاب لمساعدة أسرهم معيشيًا

”المواطن عارف مهيوب: هذا الاضراب كارثة كبرى على الطلاب والأسر، ويفرض على أولياء الأمور تعويض أبناءهم بحصص دراسية بالأجر اليومي

الكثير من الآباء غير قادرين على ذلك وسط وضع اقتصادي متدهور

”يقول مهيوب أن من حق المعلمين المطالبة بحقوقهم، لكن في نفس الوقت من حق الطلاب الحصول على التعليم بشكل كامل

” داعيًا الحكومة اليمنية المعترف بها إلى إعطاء كل من الطلاب والمعلمين حقوقهم

 مختتمًا حديثه بالقول: نأمل من المختصين إيجاد حلول مناسبة لقضايا المعلمين؛ بما يساعد على تجاوز الأزمة وضمان استمرارية التعليم

تطالب نقابة المعلمين في تعز الحكومة بصرف المستحقات المتأخرة منذ عام 2016- 2017 أسوة ببقية المحافظات المحررة، وإعادة النظر في سلم الأجور والمرتبات

 ووفقًا لبيان النقابة فقد طالب أيضًا بتوفير التأمين الصحي والخدمات الأساسية، ومعالجة قضايا السكن بما يضمن الاستقرار المعيشي للمعلمين

وقالت النقابة إن تجاهل المطالب يدفع المعلمين إلى الاستمرار في التصعيد لضمان حقوقهم، وتحقيق العيش الكريم والاستقرار النفسي والاجتماعي

معلمون وتربويون عبروا عن استيائهم من الصمت المستمر الذي تتعمده الحكومة إزاء مطالب المعلمين

واصفين أن هذه المطالب مشروعة والرجوع عنها يمثل استهانةً بالمعلمين ومكانتهم

وبهذا الشأن، يتهم النقابي والموجه التربوي، عبد الله الحداد، الحكومة اليمنية “بتهميش دور المعلم، وخاصةً في تعز

ويقول “تتعمد الحكومة عدم مساواة معلمي تعز ببقية محافظات الجمهورية؛ لأن قرارها ليس بيدها

”مضيفًا: راتب المعلم في تعز لا يتجاوز 100 ألف ريال يمني (ما يعادل 180 ريال سعودي)

وقال الحداد: المعلم لا يستطيع بهذا الراتب توفير قوت أسرته، وبالتالي يجد نفسه مضطرًا للعمل في مهنٍ أخرى غير التدريس

التربوي عبدالله الحداد: راتب المعلم في تعز لا يتجاوز 100 ألف ريال يمني (ما يعادل 180 ريال سعودي)

وقال الحداد: المعلم لا يستطيع بهذا الراتب توفير قوت أسرته، وبالتالي يجد نفسه مضطرًا للعمل في مهنٍ أخرى غير التدريس

”ويواصل: هذا كله تسبب بقصور في التعليم ناهيك عن المذلة التي يعيشها المعلم، والتداعيات النفسية المرتبطة بها

ويتابع: المعلمون الذين صمدوا بوجه كل الظروف والنكسات وجدوا أنفسهم اليوم عاجزين عن توفير احتياجاتهم الأساسية

ويقول الحداد إلى أنهم اضطروا لإعلان إضراب مفتوح وإغلاق مدارس تعز، رغم التأثيرات السلبية على الطلاب والعملية التعليمية

واستدرك: لكن ليس أمام المعلم في تعز سوى هذه الوسيلة الوحيدة كي يستعيد حقوقه المسلوبة منه

”ترى الصحفية المهتمة بالشؤون الاجتماعية، نجوى حسن، أن إضراب نقابة المعلمين في الوقت الراهن يمثل أزمةً حقيقية تهدد استقرار التعليم

وتشير إلى أن للإضراب تأثير مباشر على مستقبل الطلاب، الذين هم أمل المجتمع في التنمية والتقدم

وتعتقد نجوى أن استمرار الإضراب يعطل حق الطلاب في التعليم، ويضعف من فرصهم بتحقيق أحلامهم في مستقبل أفضل

وتستمر بالقول: لا يقتصر التأثير على الطلاب فقط، حيث يؤدي إلى تأخر التنمية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية

وتزيد: فالتعليم أساس أي نهضة، وعندما يتوقف، يتأثر المجتمع بأكمله

داعيةً إلى ضرورة أن تكون هناك حلول يمكن اتخاذها لإنهاء الأزمة وتحقيق التوازن بين مطالب المعلمين وضمان استمرارية التعليم

مطالبةً بضرورة أن تكون هناك حوارات بناءة بين الحكومة ونقابة المعلمين للوصول إلى حلول وسط تُلبي احتياجات المعلمين وتضمن حقوقهم

وتقترح الصحفية نجوى إمكانية تفعيل الشراكات مع المنظمات المحلية والدولية لدعم القطاع التعليمي، وتوجيه الموارد لتحسين البنية التحتية والبيئة المدرسية

وتضيف: يجب وضع آلياتٍ فاعلة لضمان استمرارية التعليم حتى في أوقات الأزمات، مع تقديم الدعم النفسي للطلاب لتخفيف آثار الانقطاع والإضراب

وتختم: نأمل التوصل إلى حلول سريعة لإنهاء الإضراب؛ فمستقبل الوطن مرتبط بأبنائه، ولن ينهض أي مجتمع دون تعليم

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير