تراجع الحركة السياحية في «حمّام الطوير» السياحي بتعز
منذ 7 أشهر
تعز- هائل الفقيهيقع حمّام الطوير في عزلة اليمن بمديرية مقبنة في الريف الغربي لمحافظة تعز، ويُعد أحد أهم المعالم البديعة في تلك المديرية
يتميز الحمّام بست عيون كبريتية حارة، خمس عيون تنبع من جهة شرق الوادي، بارتفاع مترين إلى ثلاثة أمتار، والعين السادسة تنبع من جهة غرب الوادي، وتسمى (عين الجارية)، وهي الأكثر غزارة
لا يزال حمّام الطوير العلاجي الوجهة الأولى للكثير من الزوّار والمرضى
ومع أن الطرق المؤدية إليه ترابية ووعرة، إلا أنه لا زال يحظى باهتمام كبير من قبل المواطنين
يتجه الزوار من المديريات والعزل المجاورة إلى وادي الطوير للقرب من جمال الطبيعة ، أو بقصد العلاج والاستشفاء في مياه الحمام
لكن لم يعد عدد الزوار كما كان قبل الحرب التي بدأت عام 2015، وأثرت على السياحة الداخلية في البلاد
عبد الغني البكاري، 39عامًا، مغترب يمني في السعودية، يقول لـ “المشاهد”:”جئتُ إلى حمام الطوير في إجازاتي هذا العام، وتربطني بهذا المكان ذكريات الطفولة، حيث كنت أزوره مرارًا برفقة جدتي وعمي”
يضيف: “حرصتُ على تخصيص وقت لزيارة هذا المكان الذي أشعر فيه براحة نفسية، وأشعر باسترخاء وأنا أنظر للمياه وهي تعبر في هذا الوادي والأشجار المنتشرة، بالإضافة إلى الحشائش والأعشاب التي تكسوا الجبل والوادي”
تأثير الحربعبد العليم الطويري، أحد سكان قرية الطوير، يقول إن حمّام الطوير في السابق كان يشهد وصول الكثير من المواطنين قبل نشوب الحرب في اليمن، لكن عدد الزوار تراجع بعد الحرب، نظرًا لقربه من جبهات القتال، وتخوف الناس من تجدد الاشتباكات في أي وقت
يشير الطويري إلى أن حمام الطوير كان الوجهة الأولى للكثير من المرضى، لاسيما كبار السن من النساء، إذ كانت تبقى العديد من النساء في الخيام لأسابيع، بخاصة في شهري فبراير ومارس من كل عام، بغرض العلاج والراحة
يضيف: “وادي الطوير يشكل مكانًا لتجمع الناس من أجل عملية البيع والشراء المنتجات التي يشتهر بها وادي وقرية الطوير، مثل الجبن والبلح والزيتون وخزف النخيل والمنتجات الخزفية”
العلاج بالمياه الحارةيتوارث الكثير من الناس طرق علاجية تقليدية من الآباء والأجداد، لاسيما في الأرياف، ويرى معظم المواطنون أن الحمّام وسيلة طبيعية للشفاء من الأمراض، مثل الروماتيزم، وآلام المفاصل والأمراض الجلدية
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول الدكتور صلاح مقبل، أخصائي علاج طبيعي، وباحث في الطب البديل: “لا شك بأن طرق العلاج الطبيعية والتقليدية لها حيز مهم في الطب الشمولي عموماً، فالعلاج بالحمامات الطبيعية، وخصوصاً التي تحتوي على مياه كبريتية حارة، حيث بإمكان المياه الكبريتية أن تقضي على بعض الأمراض، لكن يجب أن يأخذ المريض وقتاً كافياً للمعالجة، حسب درجة الحالة المرضية وشدتها”ويضيف: “الكثير من الحمامات الطبيعية التي تخرج منها مياه حارة تشتهر بأنها مياه كبريتية لاحتوائها على عناصر كيميائية مهمة، أبرزها كبريتيد الهيدروجين بالإضافة إلى عناصر أخرى كالصوديوم والكالسيوم وغاز الرادون”
يشير مقبل إلى أن هذه المجموعة المهمة من العناصر الكيميائية هي التي تعطي هذه المياه الخاصية العلاجية، فضلاً عن الحرارة الناتجة من مركب كبريتيد الهيدروجين، والتعرض لحرارة هذه المياه هي التي تسبب الاسترخاء
ويؤكد مقبل أن هذه المياه تعالج الكثير من الأمراض، ومنها علاج آلام المفاصل، وآلام العضلات والتهابات العظام، والأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية
صدام حسن يسرد قصة أخته جليلة، 14عامًا، ويقول لـ “المشاهد”: “عانت أختي من آلام والتهابات في المفاصل وضعف شديد في الجسم
ذهبنا بها إلى بعض الأطباء لمعالجتها، لكنها لم تتحسن، ما دفعني للذهاب بها إلى حمام الطوير من أجل معالجتها بالمياه الكبريتية الحارة مع التدليك بأوراق الحناء والسدر وزيت الزيتون
لاحظنا أنها تحسنت بشكل كبير، وهي في تحسن مستمر
جئنا إلى هنا قبل أكثر من شهر، وسنواصل حتى تتعافى بشكل كامل”
محمد سيف، أحد الساكنين بالقرب من الحمام في وادي الطوير، يقول لـ “المشاهد” إن الكثير من المرضى الذين يعانون من أمراض المفاصل والروماتيزم تماثلوا للشفاء بعد التزامهم بالتعرض للمياه الكبريتية مع التدليك
يوضح سيف بأن حالات مزمنة فشل الأطباء في علاجها، لكنها تعافت بعد الاستحمام بالمياه الكبريتية في حمام الطوير
الافتقار إلى الخدماتفواز فاضل، أحد المدرسين في مدرسة الطوير، يقول إن خدمات الطرق والكهرباء والفنادق والمطاعم غير موجودة في حمام الطوير، ويرى أن من الأهمية بمكان إعادة تأهيل الطرقات المؤدية إليه، بالإضافة إلى بناء استراحات وغرف بهدف تمكين الزوار من البقاء لمدة أطول
ويضيف: “هناك حاجة لتحويل حمام الطوير إلى منتجع سياحي، وقاعدة للاستشفاء الطبيعي، لكي يصبح منطقة جذب سياحي، بالإضافة إلى افتتاح صالة للعلاج الطبيعي لتوسيع خدماته الطبية، وعدم اقتصارها على المياه الكبريتية”
خليل غالب، مهندس جيولوجي ومدرب في مجال التنمية بتعز، يقول لـ “المشاهد”: “ينبغي إجراء الكشف عن ينابيع الحمام المطمورة بفعل أمطار السيول، وإعادة تأهيل الحمام بما يناسب مكانته وأهميته السياحية والعلاجية، وإعادة تأهيل ينابيعه بشكل أفضل”
يحث المهندس غالب المستثمرين بالتركيز على الاستثمار في وادي الطوير، بالإضافة إلى إرسال فريق هندسي وطبي للكشف عن العناصر التي في المياه الحارة بحمام الطوير، ومعرفة مقاديرها ونسبها، وتحديد قيمتها العلاجية وفوائدها الطبية، ومعرفة الأمراض التي تعالجها هذه المياه
يختم حديثه، ويقول: “تتطلب المنطقة التي يقع فيها حمام الطوبر بنية تحتية لتسهيل وصول الزوار، وتهيئتها بالمنشئات والتجهيزات الطبية، والعمل على تطوير السياحة العلاجية فيها، وبناء مركز للعلاج الطبيعي”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير