تزامنًا ويومهم العالمي.. رؤى “شباب اليمن” تجاه السلام
منذ 3 ساعات
عدن – بديع سلطان من ظلام الحرب الحالك إلى بصيص الأمل، يعبر عدد من الشباب اليمني عن رؤاهم تجاه السلام في اليمن
وبمناسبة اليوم العالمي للشباب، 12 أغسطس/آب يبرز التساؤل حول دور الشباب اليمني ومساهمتهم في تحقيق السلام، وإنهاء الحرب في اليمن
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن الشباب اليمني مجرد رقم تم تقديمهم كوقود للحرب
يعتقد آخرون أنهم ساهموا في إحياء الأمل بتحقيق مستقبل أفضل لليمن
لكن كيف ساهم الشباب اليمني بذلك؟، نخبة من الشباب يجيبون عن التساؤل
تقول رئيسة مؤسسة “معًا نرتقي” لرعاية المرأة والطفل، بشرى السعدي، إن شباب اليمن ليسوا مجرد وقود في الحرب الدائرة
ولكنهم وقود حقيقي لتنمية هذا البلد
وأضافت: “رغم التهميش والصراعات التي تمر بها اليمن، إلا أننا كشباب نبادر ونصنع المستحيل حتى نأخذ هذه الفرصة لمساعدة اليمنيين”
من جانبها، ترى الناشطة الحقوقية بمجال الشباب والمرأة والأشخاص ذوي الإعاقة، الرميصاء يعقوب، أن الشباب هم الأمل الذي يواجه التحديات
وتشير إلى أنه رغم الظروف التي نعيشها اليوم إلا أن الشباب لم يفقدوا شغفهم بالحياة أو إرادة التغيير الإيجابي لأوطانهم
فيما يعتقد الناشط الشبابي، أيمن محمد، أن اليمنيين كانوا على بعد خطوات من إنجاز حلمهم بتحقيق دولة عدالة ومؤسسات ومواطنة
لكن هذا الحلم سرق في اللحظات الأخيرة، وانزلقت البلاد إلى حرب مستمرة منذ عشر سنوات؛ دفع فيها اليمنيون أثمانًا باهظة
معتبرًا أن الجزء الأكبر من هذه الأثمان دفعه الشباب
وتابع: “رغم ذلك اضطلع الشباب بأدوار إيجابية في قيادة جهود السلام، ساعدهم في ذلك تخففهم من أعباء النزاع
حيث أنهم أكثر مرونة وبراغماتية، وأكثر إبداعًا، وهذا يحتم أن يكونوا جزءًا محوريًا من مرحلة بناء السلام؛ لضمان نجاحها”
الناشط في مجال السلام وحقوق الإنسان، فارس قميح، يشير من جهته إلى أن الشباب اليمني فاعل حقيقي في ميدان الصمود
ويسعون بشكل أساسي للتعلم والأمل والمبادرة لتحقيق مستقبل أفضل، رغم معاناتهم ظروفًا اقتصاديةً صعبة بدرجة أساسية
لكن ما زال شباب اليمن يعملون على تعزيز سلامٍ مستقر رغم كل الصعوبات المتواجدة
ترى، بشرى السعدي، أن الشباب هم العنصر الوحيد القادر على تغيير المفاهيم الموروثة، كونهم وسيط بين جيلين
ويمثلون جسر تواصل بين الأجيال، وإذا نالوا الفرصة فإنهم قادرون على تحويل الصراعات إلى ساحات بناء وتعايش
وهو ما عاضدته، الرميصاء يعقوب، واصفةً الشباب بـ”القوة الدافعة” لأي عملية سلام مستدام، وقادرون على تجاوز الانقسامات الحاصلة بالوقت الراهن
كما أنهم قادرون على بناء مجتمع أكثر شمولًا وعدلًا للجميع
ويوضح الناشط، أيمن محمد، أن الشباب اليمني يواجه تحديات عديدة، سياسية، أمنية، وتعليمية
لكن أكثر التحديات تكمن في التحدي الاقتصادي؛ كونه مرتبط بالحالة المعيشية
كما أن هذا التحدي يغذي العنف ويسهم بشكل أو آخر في استمرار دورة النزاع
وبات الشباب ضحايا للعنف والواقع المعيشي، وهذا يدفعهم لامتهان العنف عبر الانضمام لفصائل مسلحة ليحصلوا على مصدر دخل لهم وأسرهم
من جهته، يعتبر الناشط فارس قميح أن الشباب يمثلون حجر الزاوية لأي عملية سلام قادمة، وقادرون على تصميم عمليات حوار
وتعزيز الوعي المجتمعي ونبذ الخلافات
كما أنهم يحتاجون للمساحة الكافية والدعم الكامل ليحدثوا تغييرًا حقيقيًا بالمجتمع
وزاد: “لا يمكن أن يكون هناك عملية سلام حقيقية في اليمن ما لم يكن الشباب متواجدون فيها بشكل فاعل
حيث لديهم القدرة على تكوين المبادرات من واقع حقيقي يعاني منه الشباب والمجتمع
وتحقيق مسار شامل لعملية السلام القادمة في اليمن”
للناشطين نظرات مختلفة تجاه الشباب اليمني، فرئيسة مؤسسة “معًا نرتقي” لرعاية المرأة والطفل، بشرى السعدي، تصفهم بـ”المعلّقين”
وتضيف: “أنهم معلقين بين الحاضر والماضي، معلقين بين الحرب وبين محاولاتهم للتعايش وتحقيق السلام
ويواجهون مجتمعًا لا يتقبلهم ويعتبرهم غير أكفاء وبلا مسؤولية، ووقتهم لم يحن بعد”
ودعت السعدي إلى ضرورة إعطاء الشباب فرصتهم كونهم قادرين على التواصل بين الأجيال وبناء جسور مستدامة
وتحويل اتجاه الصراع وصناعة بيئة يعيش فيها الجميع بسلام
الرميصاء يعقوب تجد أن الكلمة المتناغمة والمتناسبة مع أوضاع الشباب الحالية هي كلمة “التحدي”
وقالت: “رغم أنهم يعيشون أوضاعًا اقتصادية وأمنية صعبة
ويعانون من صعوبة التعليم وانعدام الفرص، حتى المشاركات السياسية، إلا أن الشباب ما زالوا يشكلون فارقًا للوصول إلى مستقبل أفضل
كما أنهم متكيفون على التغيير والإبداع والعمل في ظل هذه الظروف والأوضاع”
والشباب في نظر الناشط، أيمن محمد، يقومون بأدوار كبيرة لبناء السلام، كجهود الإغاثة والأنشطة الإنسانية، والوساطات المحلية ومبادرات التماسك المجتمعي
داعيًا إلى إشراك الشباب في المستويات العليا لبناء السلام، وأن يكونوا جزءًا من أجندة أي اتفاق سياسي مقبل
بينما يختتم الناشط فارس قميح رؤيته بكلمة تلخص وضع الشباب اليمني وهي “الصمود”، عطفًا على ما يعيشونه من ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية
لكنه يتصور أن أبرز التحديات التي تواجه الشباب تكمن في التهميش وغياب الفرص لإثبات ذواتهم
بالإضافة إلى الحرب المستمرة، مع عدم الاعتراف بجهود الشباب داخل المجتمعات المحلية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير