تشقق التربة… خسائر جديدة للمزارعين في تعز
منذ 7 أشهر
تعز- عدي الدخيني في الثامن عشر من يونيو هذا العام، ظهرت تشققات أرضية في منطقة الواد بعزلة الحقل بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز
الأمطار الغزيرة تسببت بجرف التربة في الحقول الزراعية لأول مرة، وأحدثت انهيارات عميقة في الأراضي الزراعية، وأثارت قلقًا كبيرًا لدى المزارعين
محمد البركاني، مزارع في عزلة الحقل بمديرية جبل حبشي، يقول لـ “المشاهد”: “كان ظهور التشققات مفاجئًا لنا بعد هطول كثيف للأمطار، ولم نعرف سبب تلك التشققات غير المسبوقة حتى اللحظة”
يشير البركاني إلى أن مساحة الأراضي الزراعية التي تضررت تبلغ حوالي 100 متر طولاً وخمسين متراً عرضًا، ما يشكل تهديدًا خطيرًا لمعيشة المزارعين، وسببًا في تراجع إنتاج المحاصيل
حتى اليوم، لا يعلم المزارعون كيف يمكنهم معالجة تلك التشققات العميقة في حقولهم الزراعية
يقول البركاني: “نطالب مكتب الزراعة والري في مديرية جبل حبشي بالنزول إلى موقع الأراضي التي يحتمل أن تنزلق بشكل أكبر في حال استمر غياب التدخل لحماية مزارعنا التي نعتمد عليها كمصدر للرزق
نحنُ في حاجة ماسة إلى مساندة فورية لإنقاذ أراضينا وحمايتها من المزيد من الانهيار”
مطالبات بتدخل الجهات الحكومية المزارع عمر النميري، 30 عامًا، من منطقة الحقل بتعز، يقول إن اتساع التشققات في الأراضِي الزراعية تسبب بضعف المحصول من الذرة والعلف الذي يحصل عليه من أرضه
يضيف: “ليست خسارة المحصول فقط هو ما نخشاه، بل أن التشققات التي حدثت تشكل خطرًا على حياة المزارعين والأطفال والمواشي في حال اقتربوا منها
قد يسقط شخص أو حيوان في تلك الفتحات الواسعة والعميقة، وسيكون من الصعب إنقاذه”
يدعو النميري الجهات المختصة في الحكومة اليمنية بالنظر إلى مأساة المزارعين في منطقة الحقل في جبل حبشي بتعز، ووضع حلول عاجلة لمنع اتساع التشققات في الأراضي الزراعية
يضيف:”هذه المشكلة أعاقت حراثة الأرض والاستفادة منها
تتسرب مياه الأمطار إلى التشققات العميقة المتواجدة في الأودية الزراعية، وتسبب ذلك في إتلاف المزروعات كونها لا تحصل على المياه التي تحتاجها للنمو”
يطالب المزارعون الخبراء في علوم الأرض إلى زيارة موقع التشققات وإجراء تقييم شامل لتحديد الأسباب، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع الأضرار التي قد يتعرض لها السكان في المنطقة
حلول مقترحةالمهندس البيولوجي فهد البراق يرى أن الانشقاقات التي حدثت في منطقة الحقل بتعز ناتجة عن الأمطار الغزيرة التي أدت إلى تشبع المدرجات الزراعية بالمياه، في ظل عدم وجود جدران ساندة في نهاية المدرجات، تحميها من الانهيار
في حديثه لـ “المشاهد”، يضيف: “خلال موسم تساقط الأمطار، تتشبع التربة بالمياه، وتختلط التربة مع الحطام الصخري، فتصل المياه إلى الطبقة الطينية التي تتشبع بالمياه، ما يؤدي إلى تناقص تماسكها، ويحدث الانهيار والتشقق في باطن الأرض”
يقترح البراق عمل جدران ساندة على امتداد الجزء الأسفل من مكان حدوث التشققات، وتصريف المياه بعيدًا عن الجزء المتصدع، وإذا كان هناك مؤشر لظهور عيون ماء، يتم تحديد منبعها، وتصريف المياه بواسطة أنابيب بعيدًا عن المنطقة المنهارة
يختم حديثه، ويقول: “يمكن للمزارعين ردم الفراغات الناجمة عن التشققات لمنع دخول مياه الأمطار ووصولها للسطح القابل للانزلاق، وزراعة نبتة الحشائش في أطراف المدرجات التي تبدو معرضة للانهيار، وبهذا يستطيع المزارعون إيقاف التشققات في المساحات الزراعية، أو على الأقل التخفيف من انهيارات التربة”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير