تصعيد جماعة الحوثي .. وواقع عمل المنظمات والسلام في اليمن
منذ 6 أشهر
عدن – شذى سعيد:يستمر مسلسل التصعيد الحوثي ضد مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وسط تخاذل هذه الجهات، فبعد حادثتين من اختطاف عشرات الموظفين الأمميين في مايو ويونيو المنصرمين، عاودت الجماعة، الأسبوع الماضي، اقتحام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في صنعاء، والاستيلاء على وثائق المكتب وكافة ممتلكاته
فيما اكتفت المفوضية بإصدار بيان إدانة ومطالبة بالإفراج الفوري عن موظفيها ومغادرة الحوثيين لمكتبها وإعادة الوثائق والأجهزة التي صادرتها الجماعة
يرى الباحث عادل دشيلة أن التصعيد الحوثي ضد مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بما فيها المنظمات التي تعمل في مجال المجال الصحي، سيعمق الأزمة الإنسانية في ظل انهيار الوضع الاقتصادي والصحي والمعيشي في البلد أكثر من أي جانب آخر
ويتوقع دشيلة صمت المنظمات الدولية إزاء هذا التصعيد، واكتفاءها ببيان الإدانة المطالب بالالتزام بالقانون الدولي وإعادة الممتلكات التي تمت مصادرتها، معللًا ذلك في حديثه لـ”المشاهد”: المنظمة الدولية كمؤسسة بيد القوى العظمى غير قادرة على اتخاذ القرار، مضيفًا أنها لا تسعى لأن تكون في مواجهة طرف، بل تحاول أن تكون منظمة محايدة، وبالتالي قد تصمت عن هذه الانتهاكات
ويضيف: لا يمكن التعويل على أية خطوة من المجتمع الدولي، لافتًا إلى أن هذه الأعمال قد تساعد الحوثيين للحصول على تنازلات من الأمم المتحدة والدول التي تشرف على الأمم المتحدة ودول الإقليم
يتفق معه الموظف الأممي السابق صادق الوصابي، بوصفه للتصعيد الحوثي ضد منظمات الأمم المتحدة مسألة تتعلق باستمرار ابتزاز الجماعة من أجل كسب الأموال والمنح المقدمة عبر هذه المنظمات
ويضيف في حديثه لـ”المشاهد”: يعمل الحوثي على تهديد المنظمات وترهيبها خشية إغلاق مكاتبها ونقلها إلى عدن
مشيرًا إلى أن الحوثي يلعب بورقة تواجد أكبر نسبة سكان في مناطق سيطرته
ويستغرب الوصابي صمت الأمم المتحدة تجاه ما وصفها بالانتهاكات الحوثية التي شملت عرقلة أعمال المنظمات، الأمر الذي يتوجب عليها اتخاذ مواقف جادة وحازمة من قبل هذه المنظمات
موضحًا أن عملية الابتزاز وإهانة هذه المنظمات تأتي نتيجة استجداء الجماعة حيث تقدم هذه المنظمات المزيد من التنازلات، من تقديم الأموال وتوظيف أفراد من عناصرها في هذه المنظمات، ومنعها من نقل مكاتبها الرئيسية إلى محافظات أخرى تحت سيطرة الحكومة الشرعية
عملية السلاميؤكد السياسي عبدالسلام رزار، في حديثه لـ”المشاهد”، أن جماعة الحوثي تفهم صمت الأمم المتحدة بأنه محفزات أممية له للاستمرار في عملية التصعيد وفي عرقلة فكرة عملية السلام
ويقول رزاز: رغم تكرر التصعيد الحوثي ضد مؤسسات وموظفي الأمم المتحدة في صنعاء، لم نجد أي موقف ضاغط عليه من قبل الأمم المتحدة
مشيرًا إلى أن ردود الأفعال من المجتمع الدولي محدودة في نطاق حماية المصالح في البحر الأحمر من قبل أمريكا وبريطانيا، لافتًا إلى أن الحوثي لن يقبل بالسلام إلا إذا تم كسره عسكريًا، بحسب قوله
ووفقًا لدشيلة، فإن خارطة السلام اليمنية لم تأتِ بحلول واقعية للأزمة اليمنية، مشيرًا إلى أنها محاولات ترقيعية بعد حوارات بين الحوثيين والسعودية، مؤكدًا ضرورة وجود حل جذري للأزمات من خلال رؤية يمنية موحدة
يشار إلى أن جماعة الحوثي قامت باقتحام مكتب المفوضية، الأسبوع الماضي، وأجبرت الموظفين المحليين على تسليم ممتلكاتهم، بما في ذلك وثائق وأثاث ومركبات، فضلًا عن مفاتيح المكتب
وكانت الجماعة أصدرت في وقت سابق، قرارًا بحظر سفر جميع الموظفين الدوليين الأجانب العاملين في المنظمات الأممية والدولية التي تتخذ من صنعاء مقرات لها
وكانت الجماعة اعتقلت في شهر مايو/ أيار الماضي، عشرات موظفي المجتمع المدني والأمم المتحدة تعسفيًا دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، واحتجزوهم بمعزل عن العالم الخارجي
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير