تصعيد حوثي يبدد سكون التهدئة.. وأطفال تعز يفتقدون الحماية من آثار الصراع
منذ سنة
(شبكة الطيف) عدن – تعزفيما تتواصل الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى إبرام اتفاق شامل للسلام في اليمن، بدد تصعيد ميليشيا الحوثي سكون التهدئة التي دخلت شهرها السادس عشر؛ حيث هاجمت مواقع القوات الحكومية في جبهات شرق وغرب محافظة تعز، كما أجرت مناورة بحرية بواسطة الزوارق المفخخة
قوات الجيش اليمني ذكرت أنها خاضت مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي في حي التشريفات في الجبهة الشرقية لمدينة تعز وأحبطت محاولة تسلل أخرى في جبهة مقبنة في الريف الغربي للمحافظة، بالتزامن مع مصرع أحد عناصر الميليشيا وجرح آخر في انفجار عبوة ناسفة حاولا زراعتها في الجبهة الشمالية لعاصمة المحافظة
وقبل ساعات من ذلك كانت قوات الجيش قد تصدت لمحاولة تسلل نفذتها ميليشيا الحوثي في عدد من المواقع في جبهة الضباب، غرب المدينة
وتكبدت الميليشيا خلال ذلك خسائر فادحة في العتاد والأرواح وفق ما جاء في بلاغات عسكرية وزعها محور تعز القتالي
الملاحة الدولية وفي البحر واصلت ميليشيا الحوثي التصعيد في سواحل محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرتها، وقالت إنها أجرت تجارب على زوارق مفخخة جديدة وصواريخ أيضا، في خطوة استفزازية تهدد أمن وسلامة الملاحة الدولية في هذه المنطقة الهامة من العالم حيث يمر فيها نحو 20 % من النفط العالمي، وذكرت مصادر حكومية أن الميليشيا استغلت التهدئة وتعمل على إعادة ترتيب صفوفها واستحداث المزيد من المواقع في المنطقة الساحلية ومجموعة الجزر المقابلة له وبالذات جزيرة كمران والجزر الصغيرة القريبة منها في حين تتمركز القوات الحكومية في جزيرتي زقر وحنيش القريبتين من الممر الملاحي الدولي قرب باب المندب
على صعيد آخر يشعر نبيل حميد بالأمان لأن بإمكان أطفاله أن يلعبوا في مساحات مفتوحة أمام منزل والده في القرية، فبعدما نزح بهم مجدداً من مدينة تعز اليمنية، لم يعد يخشى عليهم نيران القناصة أو المدفعية أو المسلحين والسيارات والدراجات النارية، وبعد شهر سيعمل على إلحاقهم في مدرسة مجاورة
يقول حميد: «كنت حزيناً لأن والدي لم يبنِ لنا بيتاً في المدينة، والآن اكتشفت صواب رأيه، فبعد عودته من الغربة اشترى أرضاً في تعز (جنوب غرب اليمن) ثم باعها وبنى بيتاً في القرية، حيث يفضّل الهدوء وتربية المواشي، أنا وأطفالي نحب المدينة أكثر، لكن سنوات الحصار جعلت الحياة فيها فيلم رعب»
نجا أحد أطفال نبيل من قذيفة أطلقها الانقلابيون الحوثيون على مدرسة «7 يوليو» في حي الروضة شمال المحافظة قبل ثلاثة أعوام، وتسببت بإصابته، رغم أنه لم يكن طالباً في المدرسة، لكنه هرب من مدرسته للقاء صديقه الذي يدرس في تلك المدرسة، وبينما هو يقضي وقته رفقة صديقه عند انتهاء اليوم الدراسي، وقعت القذيفة التي أصابته باضطرابات نفسية لاحقاً
بدأت منذ أيام في المحافظة حملة لحماية الأطفال وتعزيز الوعي بحقوقهم وضمانها خلال الحرب، فبعد شهر واحد من العودة إلى المدارس؛ يشعر غالبية أطفال المحافظة بعدم حصولهم على الترفيه الكافي خلال العطلة الصيفية، في حين لا تحقق لهم المدارس الحماية من آثار الحرب أو التحصيل العلمي
وتستهدف الحملة التي ينظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) المدارس والأسواق العامة، بالرسومات الجدارية ضمن مشروع تعزيز الوعي وضمان حقوق الأطفال أثناء الحرب في اليمن؛ وذلك للفت الانتباه إلى الانتهاكات الستة الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال في اليمن
والانتهاكات الستة التي يتعرض لها الأطفال في اليمن هي التجنيد، والاختطاف، واستهداف المدارس، والمرافق التعليمية، والقتل والتشويه ومنع وصول المساعدات