تظاهرات وحروب في صنعاء تقوّض السيطرة الحوثية

منذ سنة

يعتزم المئات من ضباط الحرس الجمهوري والقوات الخاصة في صنعاء تنظيم تظاهرة حاشدة لهم غداً الخميس في ميدان السبعين بقلب أمانة العاصمة

 وقال منظمو التظاهرة إن الفعالية التاسعة لملاك المدينة السكنية الخاصة بهم، في حي العشاش، حدة مديرية السبعين ستبدأ في ميدان السبعين عند المنصة الجنوبية، وهي التظاهرة التاسعة لهذه المجموعة

 بينما فشلت مليشيا الحوثي حتى الآن من انتزاع المدينة السكنية الخاصة بهم، لكنها تحاول بكثافة السيطرة عليها بمختلف الوسائل، وسط إصرار واضح للأهالي على المقاومة

 في شرق صنعاء، تدخل الحملة الحوثية العسكرية على قرية صرف بني حشيش شرقي صنعاء، أسبوعها الرابع على التوالي من خلال اقتحامات متواصلة ليلاً ونهاراً للسيطرة على قرابة عشرة آلاف لبنة عقارية، تضم كسارات ومزارع وغيرها

 أما في أرحب في الشمال الشرقي من صنعاء، اندلعت المعارك بين فصيلين حوثيين من نفس القبيلة، هما الشيخ فارس الحباري والشيخ نبيه أبو نشطان، خلفت ثلاثة قتلى وعدة جرحى دون انتصار أحدهما على الآخر

 المعارك التي تشهدها صنعاء، ومحافظات أخرى مثل إب، وذمار وعمران، هي إحدى المؤشرات الرئيسية على تنامي سخط المجتمع، وفقدانه الثقة بقدرة مليشيا الحوثي على إدارة الصراعات فضلاً عن حلها

 وبعد هجوم حوثي ممنهج على القضاء، الذي كان أحد أهم أدوات إسقاط الدولة والجمهورية، لصالح الحوثي، تعرض هو الآخر لهجوم شنيع من مليشيا الحوثي، أدى بالنهاية إلى ضعف ثقة الناس به، ولجوء المتخاصمين، إلى وسائل أخرى بما فيها الحرب والاقتتال القبلي

 وبينما تهدف مليشيا الحوثي إلى إشعال الحرب الأهلية بين القبائل، لمزيد من السيطرة عليها، فإن تلك الحروب تتطور، وتنهي سمعة الحوثي وتدمر هيبته وصفة الرعب التي أحاط الحوثي نفسه بها، وذلك إحدى شروط مهمة تقود إلى حراك اجتماعي وشعبي واسع ضد الحوثي حتى من بين أنصاره

 وعلى عكس ما يدعو الحوثي أتباعه ويحثهم عليه في الفترة الأخيرة، بل ويحذرهم من ثورة يصفها بالفتنة، فإن قدرة الحوثي على استعادة الحد الأدنى من عمل المؤسسات العامة التابعة له، تنهار أكثر فأكثر بالتزامن مع تنامي غضب شعبي واسع ضدهم، يؤججه الركود الاقتصادي الذي يضرب السوق في صنعاء، وموجة التضخم، وندرة السيولة النقدية، وغيرها، وانعدام الأفق بأي انتصار حتى بين الحوثيين أنفسهم