تعرّف على سبب نفوق الدلافين في سقطرى
منذ 12 ساعات
سقطرى- سعد عبدالله – شرى الحميديرجّح فريقٌ ميداني حكومي في أرخبيل سقطرى أن الطحالب الخضراء قد تكون وراء النفوق الأخير لمئاتٍ من الدلافين، مطلع يونيو الجاري
الفريق الحكومي الذي عاين جثث الدلافين الميتة في سواحل قلنسية أعدّ تقريرًا مفصلًا عن الحادثة شمل وصفًا للكائنات البحرية المتضررة والبيئة المحيطة
النتيجة التي توصل إليها الفريق ودونها في تقريرٍ شاركه مع السلطات المعنية، بما في ذلك وزارة الثروة السمكية والمياه والبيئة، تتفق مع نتائج بحثٍ علمي عن حالاتٍ مشابهة لنفوق الدلافين في مناطق أخرى من العالم
قام الفريق الذي عاين الحادثة الأخيرة في سقطرى بفحص عينةٍ من الدلافين النافقة
ويشير التقرير إلى أن جثث الدلافين النافقة لم تظهر عليها أي أثّرٍ لتلوثٍ نفطي أو الوقوع في شباك، أو الاصطدام بالسفن
كما لم تظهر عليها أي انتفاخات
وكانت الحالة الظاهرة للجثث مجرد إصابات في الرأس، الظهر والبطن بسبب اصطدامها بالصخور على الشاطئ، حسب التقرير
ووجد الفريق ما بين 15-20 حوتًا نافقًا على كل 200 مترًا، ووجد 17 حوتًا على قيد الحياة، لكنه لم يتمكن من إعادتها للمياه؛ بسبب ثقل وزنها
أما حالة البحر وقت الحادثة فقد كانت الأمواج عالية بارتفاع 3
5 مترًا، مع انتشارٍ ملحوظ للطحالب في الشاطئ
وقام الفريق بتشريح جثة حوتٍ واحد لمعرفة الأسباب
وظهرت أمعاء الحوت الذي تم تشريحه منتفخةً؛ ولصعوبة الوصول إلى المعدة قام الفريق بتشريح الأمعاء ووجد مادةً خضراء داخل الأمعاء
وقال الفريق إن وجود المادة الخضراء داخل أمعاء الحوت يرجّع إلى ازدهار الطحالب الخضراء في أعماق البحر
وقد تكون وراء الحادثة؛ حيث تعمل على إنقاص الأكسجين؛ الذي يؤدي إلى اختناق الحيتان وإصابتها بهستيريا
تقرير الفريق: إن وجود المادة الخضراء داخل أمعاء الحوت يرجّع إلى ازدهار الطحالب الخضراء في أعماق البحر
وقد تكون وراء الحادثة؛ حيث تعمل على إنقاص الأكسجين؛ الذي يؤدي إلى اختناق الحيتان وإصابتها بهستيريا
”تقول إن بي سي الأمريكية، إنه تم اتهام الطحالب الضارة بحالات نفوق دلافين وحيتان على الساحل الجنوبي في كاليفورنيا الأمريكية
وتوضح أن الثدييات البحرية مثل الدلافين والحيتان تتغذى على الطحالب
وبعض هذه الطحالب ضارة وتنتج سمومًا مثل الـ domoic acid التي تتراكم داخل هذه الكائنات؛ وتؤدي إلى تسممها ومشاكل عصبية حادة تسبب الوفاة
ويقول موقع التنوع البحري الكندي إن تحلل كميات كبيرة من الطحالب الميتة يستهلك الأكسجين في الماء؛ مما يخلق مناطق نقص أكسجين
ويؤدي نقص الأكسجين في الماء إلى اختناق الكائنات البحرية التي لا تستطيع الهروب
ويشمل هذا الحيتان والدلافين التي قد تصاب بالاختناق أو الهستيريا بسبب نقص الأكسجين في أعماق البحر
وبحسب دراسة بحثية نُشرت في نوفمبر 2024، فإن السموم الناتجة عن الطحالب الضارة تسبب اضطرابات عصبية وسلوكية في الثدييات البحرية؛ مما قد يؤدي إلى ارتباكها وصعوبةً في التنفس أو الهروب من الظروف الضارة، وبالتالي زيادة معدلات النفوق
دراسة بحثية: السموم الناتجة عن الطحالب الضارة تسبب اضطرابات عصبية وسلوكية في الثدييات البحرية؛ مما قد يؤدي إلى ارتباكها وصعوبةً في التنفس أو الهروب من الظروف الضارة، وبالتالي زيادة معدلات النفوق
”وينوه موقع التنوع البحري الكندي أنه بينما تنتشر هذه الطحالب بشكل طبيعي في البيئات البحرية، فإن الأنشطة البشرية قد أدت إلى تكاثرها بشكل غير مسبوق تعمل على تدمير النُظم البيئة، وتهدد الصحة العامة وتخنق الاقتصادات المحلية
مما يستدعي اهتمامًا عاجلًا من العلماء وصانعي السياسات والمجتمعات على حد سواء
طالب تقرير مشترك صادر عن مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة ومكتب الهيئة العامة للمصائد السمكية بمحافظة أرخبيل سقطرى، باتخاذ سلسلةٍ من الإجراءات العاجلة؛ لتعزيز قدرات الاستجابة المحلية، وتوفير المعدات الأساسية لإدارة حالات الطوارئ المستقبلية للحياة البحرية
تأتي هذه التوصيات في التقرير الذي اطلع عليه “المشاهد” حول نفوق حوالي 350 دلفينًا؛ عقب جنوحها على شاطئ “نيت” بمديرية قلنسية في سقطرى، مطلع يونيو الجاري
وقال التقرير إن الدلافين في سقطرى تحظى بأهميةٍ بيئيةٍ وسياحيةٍ واقتصاديةٍ، فهي تسهم في التوازن البيولوجي كحيواناتٍ مفترسة متوسطة، كما أنها تجذب السياح والباحثين من مختلف دول العالم
منوهًا بأن هذه الكائنات البحرية تواجه تهديداتٍ متزايدة في السنوات الأخيرة، على رأسها أنشطة الصيد الجائر، التلوث البحري، الضوضاء الناتجة عن السفن؛ مما يحتم تعزيز الجهود لحمايتها وضمان استدامة بيئتها الطبيعية
وشدد التقرير على الحاجة الماسة لتحسين البنية التحتية والتدريب للتعامل بكفاءةٍ مع الكائنات البحرية الجانحة
التقرير الذي أعدته لجنةٌ مشتركة من مكتبي الهيئة العامة لحماية البيئة والهيئة العامة للمصائد السمكية، طالب بتنمية قدرات الفرق المحلية وتعزيز مهارات الفريق المحلي حول كيفية التعامل الشامل مع الكائنات الجانحة
وضرورة التدريب لتحقيق استجابة طوارئ أكثر فعاليةً وتنسيقًا
كما شملت التوصيات تزويد الفريق الميداني بأدوات السلامة الكافية؛ لتسهيل عملهم أثناء هذه الحوادث
وأوصى التقرير بتوفير أدوات إنقاذ مخصصة للحيوانات الجانحة
كون هذه الأدوات حيوية لجهود إنقاذ الحيوانات الحية التي قد يتم العثور عليها أثناء حوادث الجنوح
وأوصى التقرير بإنشاء مختبراتٍ داخل المكاتب المتخصصة للتحليل وفهم أسباب الجنوح
وقع الجنوح الجماعي للدلافين في 3 يونيو 2025، عندما تلقّى فريق اللجنة بلاغًا من مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة حول الحادث على شاطئ “نيت”، بمديرية قلنسية
وأشارت التقديرات الأولية إلى جنوح حوالي 70 دلفينًا فجر الثلاثاء 3 يونيو، وارتفع العدد بشكلٍ مأساويٍ إلى حوالي 350 بحلول الساعة الحادية عشر صباحًا
ويقول التقرير إن الدلافين التي نفقت مؤخرًا هي من نوع الحيتان الطائرة والاسم المحلي لها “فديم”، وهي عبارة عن دلافين مهاجرة تقوم بالهجرة مرة سنويًا من مكان لآخر
في يناير الماضي سجلت السلطات في الصومال حادثة جنوح مشابهة للدلافين
ونقلت وكالة رويترز عن وزير الثروة السمكية في إقليم بونتلاند، عبدالرزاق عبدالله حقا، أنه تم عد ما لايقل عن 110 دولفينًا نافقًا بالقرب من ميناء بوساسو
وأضافت رويترز نقلًا عن حقا أن نفوق الدلافين حينها لم يكن بسبب شباك الصيد؛ لأنه لم يظهر على جثث الدلافين النافقة أي جروح ولا يعتقد أنه بسبب موادٍ سامة؛ لأن الصيد في المنطقة التي شهدت نفوق الدلافين لم يتأثر
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير