تعز: أمطار غزيرة تفاقم معاناة النازحين
منذ 6 أشهر
تعز-هائل الفقيهالنزوح رحلة من المعاناة التي قد تستمر لسنوات طويلة، والنازحون في اليمن ينتظرون مصير مجهول في ظل استمرار الحرب التي تشهدها البلاد
مخيم الرحبة في عزلة الشراجة، بمديرية جبل حبشي في محافظة تعز، واحد من مخيمات النازحين التي تعاني كثيرًا، بخاصة في فصل الصيف وموسم هطول الأمطار
يسكن معظم النازحين في خيام متهالكة، حيث لا تقيهم تلك الخيام حرارة الشمس الحارقة، ولا تصمد أمام الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة، وتعد فئة الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى هي الفئات الأكثر تضرراً في هذه المخيمات
نعمة عبد الوهاب، 62عامًا، تقول لـ “المشاهد”: “نزحت من قرية الطوير، بعد أن دمرت الحرب بيتي، وجئت لأعيش هنا، في مخيم الرحبة قبل أكثر من أربع سنوات
منذ ذلك الحين، لم تتوقف معاناتي”
تضيف: “نعاني الحر الشديدة في فصل الصيف، ونسكن في هذه الخيام الركيكة، ولا نحصل على طعام كاف وماء نقي للشرب، ولا رعاية صحية
وعندما تهطل الأمطار بغزارة، تصبح معاناتنا أشد”
أدت الحرب في اليمن إلى نزوح أكثر من 4 ملايين شخص، ويعاني أغلبهم ظروفًا صعبة، بما في ذلك النازحون في محافظة تعز
وضاعفت الأمطار الغزيرة وتوقف المساعدات وانعدام الخدمات، وغيرها من العوامل الأخرى منذ نشوب الحرب عام 2015، معاناة آلاف الأسر في العديد من المحافظات اليمنية
عبد الكريم الصوفي، 36عامًا، نازح من قرية حمرة، يقول لـ “المشاهد” إن حر الصيف والأمطار ضاعفت من معاناة النازحين، حيث تسربت المياه إلى المخيمات، وأصبح النازحون لا يستطيعون النوم داخل الخيام
يوضح عبد الكريم: “العواصف والرياح الشديدة المصاحبة للأمطار هي الأكثر تهديداً لوجودنا في المخيم
تمزقت الخيام بسبب الشمس الحارقة، ثم جاء موسم هطول الأمطار، وأصبح حالنا أسوأ”
سيف الزبح، 44عامًا، نازح من قرية المدافن بتعز، يقول لـ “المشاهد”: “نتمنى العودة إلى منازلنا والعيش فيها بأمان
لو لا الحرب لما خرجنا منها
نتألم اليوم دون أن نحصل على دعم كاف
في الوقت الراهن، اشتدت معاناتنا بسبب الأمطار الغزيرة التي دمرت خيامنا المهترئة”
الحاجة إلى خيام جديدةعبدالعليم الطويري، مسؤول مخيم النازحين في منطقة الرحبة بتعز، يشير إلى أن النازحين يواجهون صعوبات كثيرة، بخاصة في موسم الأمطار وفصل الصيف في ظل عدم قدرة الأسر النازحة على شراء خيام جديدة
يضيف: “النازحون يحتاجون لخيامٍ جديدةٍ بدلاً عن الخيام المتهالكة، وهذا قد يسهم في حمايتهم من الأمطار، ويحتاجون إلى حلول لكي تمنع وصول مياه الأمطار إلى داخل الخيام
الرياح الشديدة تؤثر على سلامة خيام النازحين، وتؤدي إلى تمزقها كما حصل مع بعض الأسر، وتنتشر الحشرات والبعوض في المخيم، وتنعدم وسائل التعقيم والعناية الشخصية”
يؤكد الطويري ظهور أمراض جلدية بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة نتيجة لتسرب مياه الأمطار إلى داخل الخيام في ظل عدم توفر الرعاية الصحية للنازحين
ويدعو الطويري المنظمات الإغاثية والإنسانية والصحية إلى القيام بدورها في النزول إلى المخيم، والتعرف على معاناة النازحين عن قرب وتلمس احتياجاتهم ووضع الحلول اللازمة
يُذكر أن مخيم النازحين في منطقة الرحبة تم افتتاحه في عام 2019، ويحوي 213 أسرة، نزحت من قرى الرحبة والمدافن وحي جنة، وقرية حمرة بتعز
مخيم الأشروح المئات من النازحين في مخيم الأشروح في عزلة الأشروح يعانون أيضًا، وتتضاعف معاناتهم بسبب الأمطار الكثيرة والرياح الشديدة، بخاصة خلال الأيام القليلة الماضية، وفقًا للمنهدس مهيب النمر، مندوب الوحدة التنفيذية في مخيم الأشروح للنازحين
بدأ مخيم الأشروح في عام 2021، ويحوي أكثر 86 أسرة نازحة نزحت من قرى الطوير والقشعة والمناطق المجاورة في مديرية جبل حبشي
ويشير النمر إلى أن مخيمات النزوح في فصل الصيف تعد بيئة صعبة للعيش في موسم هطول الأمطار، حيث أدى هطول الأمطار الغزيرة في مطلع هذا الشهر إلى أضرار جسيمة في خيام النازحين وتضرر بعضها بشكل كلي، والكثير منهم يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة
يدعو النمر المنظمات الإغاثية والإنسانية إلى توفير الخيام للنازحين لكي تتراجع المعاناة التي تتسبب بها الرياح الشديدة والأمطار المستمرة، وتقديم الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية التي يتطلبها النازحون في تعز أو غيرها من المحافظات اليمنية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير