تعز: إقبال ضعيف على شراء الملابس الشتوية
منذ 2 أشهر
في موسم البرد لهاذا العام، تشهد مدينة تعز، جنوب غرب اليمن، إقبال ضعيف على شراء الملابس الشتوية
حيث سجلت أسعار الملابس هذا العام ارتفاعا وصل 50-150% مقارنة بالعام السابق
ويعود ذلك إلى انهيار العملة المحلية أمام سعر صرف العملات الأجنبية في مناطق سيطرة الحكومة بما في ذلك تعز
حيث وصل سعر الدولار في الربع الأخير من 2024 إلى أكثر من الفين ريالا، مقابل 1500 ريالا، في الفترة نفسها للعام الذي قبله
عبد الله عبده صالح، أبٌ لأربعة أولاد، يعيش في تعز
يقول صالح لـ«المشاهد»: ذهبتُ لشراء “جاكيت” لأحد أبنائي ذي العشرة أعوام، وتفاجئتُ بالأسعار التي صعقتني عند سماعها
”وأضاف: ارتفاع أسعار الملابس الشتوية، وصل إلى مستويات غير مقبولة
” وصل سعر “الجاكيت جودة متوسطة” إلى نحو 35 ألف ريال يمني، ما يعادل 17 دولار أمريكي
هذه الأسعار، تجعل من الملابس الشتوية بعيدة المنال عن غالبية الأسر ذوي الدخل المحدود
ويتابع صالح حديثه بنبرة حزن: “لم أستطع شراء “جاكت” واحد وعدتُ خالي الوفاض”
عيسى قاسم، مالك محل ملابس، وسط مدينة تعز، يقول لـ«المشاهد» أن الإقبال على الشراء هذا العام ضعيف للغاية
” انخفض مستوى الشراء في هذا الموسم 80 % تقريبًا
يقول قاسم: أخجل من عرض السعر على الزبائن؛ لأنه يفوق توقعاتهم
” مضيفا “يأتون يسألون عن الأسعار ثم يغادرون دون شراء
”عيسى قاسم، مالك محل ملابس: أخجل من عرض السعر على الزبائن؛ لأنه يفوق توقعاتهم
” مضيفا “يأتون يسألون عن الأسعار ثم يغادرون دون شراء
”فأسعار الألبسة الشتوية تراوحت نسبة ارتفاعها خلال الموسم الحالي ما بين 50 – 150 %، لمختلف الأصناف
يحدث هذا رغم أن الموسم الحالي ما زال في بدايته، فالمعروض حاليا يعود للعام الماضي، بحسب عيسى
وسبق لـ«المشاهد» استعراض آراء المواطنين وتجار الملابس، في عدد من المحافظات اليمنية
موسم البرد لهذا العام يتفاقم مع تأخر صرف مرتبات موظفي الدولة لنحو شهرين – ثلاثة شهور على التوالي
يقول التربوي، إبراهيم سعد، لـ«المشاهد” إن الملابس الشتوية لم تعد من الأولويات، فهناك ضروريات أخرى مثل الغذاء
” مضيفا ” حتى المواد الغذائية لا يكفيها الراتب لشراء نصفها
”مشيرًا إلى انقطاع المرتبات للشهر الثالث تواليًا
وهذا ما يمثل بحد ذاته تحديًا كبيرًا
لذلك ف يجبر سعد أبناءه على ارتداء ملابس شتوية قديمة تقيهم من البرد
بدوره يقول تاجر الملابس، طارق نصر، إن تدهور العملة المحلية، زاد من ارتفاع أسعار الملابس
وبالتالي ارتفع تكلفة استيراد الأقمشة والمواد الخام اللازمة لصناعة الملابس
وهذا انعكس بشكل مباشر على أسعار البيع النهائية
تدهور العملة ضاعف أيضا من ارتفاع تكاليف النقل
حيث تعاني اليمن بشكل عام من ارتفاع رسوم النقل؛ بسبب الحرب
مما يزيد من تكلفة جلب البضائع من وإلى تعز، وبالتالي ارتفاع أسعارها
ويضيف: الضرائب والرسوم التي تفرضها النقاط على البضائع المستوردة والمحلية زادت من أسعار المنتجات النهائية
”استمرار توقف صادرات النفط منذ هجوم جماعة الحوثي على موانئ النفط في أكتوبر 2022، فاقم الوضع الاقتصادي
في أكتوبر الماضي، وصلت خسائر اليمن أكثر من ستة ملايين دولار نتيجة توقف صادرات النفط والغاز
يقول تقرير البنك الدولي: أنه بين عامي 2015 و2023، شهد اليمن انخفاضاً بنسبة 54% في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي
” مشيرا أن هذا يترك أغلب اليمنيين في دائرة الفقر
”وحسب التقرير فإن إيرادات مالية الحكومة المعترف بها دولياً انخفضت بأكثر من 30%، في 2023 بسبب انخفاض عائدات النفط
مضيفا: أن استمرار الضغوط على المالية العامة والانقسام الاقتصادي بين المناطق الشمالية والجنوبية يزيد من تعقيد جهود التعافي
ويشهد اليمن انقساما نقديا منذ نقل إدارة البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن في سبتمبر 2016
إذ تحظر سلطات صنعاء تداول العملة المحلية المطبوعة في عدن مما أوجد سعرين مختلفين للعملة اليمنية
وقال الصحفي الاقتصادي، وفيق صالح، أن السلع المستوردة ومنها الملابس الشتوية في اليمن يتم شرائها بالدولار
وهذا ينعكس سلبًا على أسعار السلع المستوردة، ومنها الملابس الشتوية
كما أن مستور الرسوم والجبايات الضريبية والجمركية على السلع المستوردة توثر على أسعار السلع بما في ذلك الملابس
تلك الضرائب تتحول إلى أعباء مالية على التجار؛ يدفع ثمنها المواطن المستهلك في الداخل اليمني؛ حد قول صالح
يقول صالح: لن يكون هناك أي إستقرار لأسعار السلع المستوردة، إلا برفع نقاط الجبايات المفروضة على المواد المستوردة في معظم مداخل المدن، واستقرار سعر صرف العملة المحلية
”الصحفي الإقتصادي، وفيق صالح: لن يكون هناك أي إستقرار لأسعار السلع المستوردة، إلا برفع نقاط الجبايات المفروضة على المواد المستوردة في معظم مداخل المدن، واستقرار سعر صرف العملة المحلية
”وفي ظل استمرار هذا الوضع لا يعلم صالح هل يستطيع شراء جاكت في الموسم القادم أم لا
ومن غير الواضح كيف سيكون الإقبال على شراء الملابس الشتوية في تعز في ظل استمرار توقف صادرات النفط والانقسام النقدي في البلاد
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير