تعز: “شاشة تلفاز” تحرم مواطنين من المساعدات

منذ 3 ساعات

تعز- مختار شدادالمواطن أسامة القاضي، من أبناء منطقة عصيفرة في محافظة تعز، أحد المستفيدين من المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي

لكنه بات يخشى سقوط اسمه من قائمة المساعدات؛ بسبب امتلاكه “شاشة تلفاز” اشتراها له أخيه المغترب في السعودية من أجل أطفاله

يتحدث القاضي لـ”المشاهد” قائلًا: “من غير المنطقي أن يتم استبعادنا من كشوفات الإغاثة؛ لأني أمتلك شاشةً دون مراعاة الظروف المعيشية الأخرى

فالمرتب الذي أستلمه 50 ألف ريال يمني لا يكفي لشراء الأساسيات الضرورية

ونحن في الشهر الخامس دون مرتبات، والوضع سيصبح كارثيًا إذا تم اعتماد المعايير الجديدة لتوزيع المساعدات”

يأتي هذا في خطوةٍ أثارت استياءً واسعًا من قبل المواطنين، بعد قرار برنامج الغذاء العالمي استبعاد عددٍ كبيرٍ من الأسر المستفيدة من المساعدات الغذائية في بعض مديريات محافظة تعز

وتشمل المديريات المستبعدة خلال العام القادم: مديريات: القاهرة، صبر المواد، مشرعة وحدنان، المسراخ، الشمايتين، وجبل حبشي

ويشير مدير اللجنة الفرعية للإغاثة بتعز، محمد عبدالله، إلى أن قرار استبعاد المديريات الست ليس مؤكدًا، لكنه من المحتمل أن يتم

التلويح بهذا القرار جاء بعد اعتماد معايير وصفها المستفيدون بأنها تعجيزية؛ مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة معدلات الجوع بتعز

في حديثه لـ”المشاهد” يقول عبدالله، إن هناك عشرة معايير للاستبعاد، وتسعة أخرين للاستهداف

وستخفض المعايير الجديدة عدد الأسر المستفيدة بتعز، في مناطق سيطرة الحكومة لوحدها من 147,555 أسرة، إلى 35,402 أسرة فقط

وهو ما يعني فعليًا استبعاد 76 % من الأسر المستفيدة

مدير اللجنة الفرعية للإغاثة: هناك عشرة معايير للاستبعاد، وتسعة أخرين للاستهداف

وستخفض المعايير الجديدة عدد الأسر المستفيدة بتعز، في مناطق سيطرة الحكومة لوحدها من 147,555 أسرة، إلى 35,402 أسرة فقط

وهو ما يعني فعليًا استبعاد 76 % من الأسر المستفيدة

ويقول عبدالله أن برنامج الغذاء العالمي هم من يقوم بعملية المفاضلة بعد رفع الكشوفات وعند تحديد الأسر المستحقة فإن الأولوية هي لمن تنطبق عليهم عدد أكبر من معايير الاستهداف مقابل حظا أقل لمن توفرت عندهم معيار أو معيارين

ويضيف عبدالله: “هناك إشكالية مع البرنامج الأممي في أنه يعاني من نقصٍ شديدٍ في التمويل

وأبلغ الشركاء بالتوقف عن تسجيل الأسر في ست مديريات، على أساس أن هذه المديريات في المرحلة الثالثة من مراحل انعدام الأمن الغذائي

لكن الواقع يشير إلى أنها من أكثر المديريات تضررًا، وتعاني انعدامًا حادًا للأمن غذائي، كونها تقع في مناطق جبلية صعبة الوصول”

مدير اللجنة الفرعية للإغاثة في تعز، محمد عبدالله: هناك إشكالية مع البرنامج الأممي في أنه يعاني من نقصٍ شديدٍ في التمويل

وأبلغ الشركاء بالتوقف عن تسجيل الأسر في ست مديريات، على أساس أن هذه المديريات في المرحلة الثالثة من مراحل انعدام الأمن الغذائي

لكن الواقع يشير إلى أنها من أكثر المديريات تضررًا، وتعاني انعدامًا حادًا للأمن غذائي، كونها تقع في مناطق جبلية صعبة الوصول”

ويشير إلى أنه تم مخاطبة برنامج الأغذية عبر المحافظ، وجاء الرد بأن القرار تحت المراجعة من قبل البرنامج الأممي

ووفقًا “للأمم المتحدة” فإن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الحالي، حتى نوفمبر الجاري، تم تمويلها بنسبة 22 % فقط من إجمالي الاحتياج البالغ 2

8 مليار دولار

وتتضمن الشروط الجديدة استبعاد الأسر التي ينطبق عليها معيار واحد، كامتلاك الأسرة سيارة أو شاحنة أو أربعة أجهزة الكترونية، كشاشة تلفاز، ثلاجة أو غسالة ملابس وغيرها

بالإضافة إلى امتلاك الأسرة مشروعًا أو كان يعمل أحد أفرادها بائعًا لـ”القات”

ولتسجيل مستفيدين جدد، يفرض البرنامج أن ينطبق على الأسرة معيارين على الأقل، كإعاقة ربّ الأسرة أو تجاوز عمره 50 عامًا، أو كانت ربّة الأسرة مطلقة ولديها طفل لم يتجاوز 15 سنة

بالإضافة إلى الأسر التي يبلغ عدد أفرادها المعالين ستة أفراد أو أكثر لكل معيل

وكان برنامج الغذاء العالمي قد استبعد في أكتوبر من العام الماضي 33 ألف أسرة، من إجمالي 120 ألف أسرة مستفيدة في مناطق تعز الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دوليًا

وتطبيق المعايير الجديدة لا شك من أنه سيضيف أسرًا مستبعدةً جديدة من قوائم المساعدات

يأتي هذا في وقت تعاني فيه اليمن من أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث تشير “منظمة الأمم المتحدة للأغذية” والزراعة (الفاو) في نشرتها الدورية عن السوق والتجارة، نشرت في 26 أكتوبر 2025، أن أكثر من 18 مليون شخص في البلاد، أي ما يقرب من نصف السكان، سيضلون يعانون انعدامًا للأمن الغذائي الحاد حتى فبراير 2026

تستضيف مديرية القاهرة آلاف الأسر النازحة التي تعيش ظروفًا اقتصاديةً صعبة، وتعتمد بشكل كبير على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتها اليومية

بالإضافة إلى عودة مئات الأسر النازحة سابقًا

ناهيك عن قرب المديرية من خطوط التماس، حيث تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء

ويعيش العديد من السكان في منازل متهالكة ومتضررة من آثار الحرب

يقول أمين عام المجلس المحلي بمديرية القاهرة بتعز، عبدالملك أمين، إن مؤشر الجوع مرتفع نسبيًا؛ نتيجة للظروف التي تمر بها المديرية، فهناك ما يقارب 7200 أسرة نازحة

بالإضافة إلى ما يزيد عن 15 ألف أسرة عادت من النزوح

ويضيف في حديثه لـ”المشاهد”: “هناك أيضًا أسر بدون عائل، وقرابة ألفي أسرة معتمدة على السلل الغذائية

ويوجد مخيمات لأسر أشد فقرًا، وحالات سوء تغذية ومناطق خط نار

ناهيك عن البطالة وتأخر صرف الرواتب لأشهر، وارتفاع الأسعار، كلها عوامل فاقمت المعاناة إلى جانب أن المدينة واقعة تحت الحصار”

يشير عبدالملك أمين إلى أنه جرى التواصل مع الجهات المعنية ورفعت مذكرات مرفقة بتحليل الوضع الإنساني إلى برنامج الغذاء العالمي ووزارة التخطيط والتعاون الدولي والجهات ذات العلاقة

وأسفر التواصل مع لجنة الإغاثة بالترتيب للقاءٍ جمع مدراء المديريات ولجنة الإغاثة والشريك المنفذ للبرنامج مع السلطة المحلية

وأقر الاجتماع مخاطبة البرنامج الأممي أن السلطة المحلية ترفض استبعاد أي مديرية من قوائم المساعدات الغذائية

   من جانبه يقول المستشار القانوني إيهاب الدهبلي في حديثه لـ”المشاهد”: إن مدينة تعز ما زالت من أكثر المحافظات احتياجًا للمساعدات الإنسانية؛ نتيجة لاستمرار النزاع المسلح وتدهور الخدمات العامة وانعدام فرص العمل

“لذلك تبقى المساعدات الإغاثية عنصرًا أساسيًا لتخفيف معاناة الأسر، خصوصًا في الريف والمناطق المحاصرة”

المستشار القانوني إيهاب الدهبلي: إن مدينة تعز ما زالت من أكثر المحافظات احتياجًا للمساعدات الإنسانية؛ نتيجة لاستمرار النزاع المسلح وتدهور الخدمات العامة وانعدام فرص العمل

“لذلك تبقى المساعدات الإغاثية عنصرًا أساسيًا لتخفيف معاناة الأسر، خصوصًا في الريف والمناطق المحاصرة”

وبخصوص المعايير التي وضعها البرنامج الأممي لتسجيل الأسر المستهدفة، يشير إيهاب الدهبلي إلى أن “تطبيق المعايير الحالية سيؤدي إلى تقليص عدد المستفيدين الحقيقيين، وربما حرمان فئات ضعيفة من الدعم الإغاثي؛ مما قد يفاقم معدلات الجوع والاعتماد على الديون والقروض”

وبحسب الدهبلي فإن “قرارات البرنامج الأممي من شأنها أن تزيد أعباء الأسر المعيشية، وتضعف ثقة المجتمع بالجهات الإغاثية، إذا لم تقم بمراجعة المعايير بما يتماشى مع مبادئ العدالة والشفافية والاحتياج الإنساني الفعلي”، حد قوله

ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن