تعز: صورة تضع حياة صحافي وزوجته في خطر

منذ 3 أيام

تعز- عدي الدخينيلم يكن الصحفيان صلاح الواسعي وزوجته هبة التبعي يدركان مدى خطورة نشر صورة بسيطة وعفوية على حسابها في منصة “فيسبوك”

فما إن انتشرت الصورة في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى انهالت عليهما العديد من التعليقات المسيئة التي تضمنت اتهامات بالتكفير والإساءة للدين

 وبسبب نشرهما لصورتهما، تعرض الزوجان للتهديد بالقتل، مما أجبرهما على الفرار بحثًا عن مكان أكثر أمانًا

 تقول الصحافية هبة لـ”المشاهد”: “في التاسع من نوفمبر، نشر زوجي صلاح الواسعي صورة تجمعنا، التُقطت بواسطة كاميرا الهاتف، وكانت صورة عفوية

ظهرت فيها بشكل محتشم، وكنت أرتدي الحجاب ووجهي مغطى بالكمامة

”توضح هبة أن التفاعل مع الصورة كان كبيرًا، حيث حصلت على أكثر من ألفين في غضون دقائق، وكانت جميع التعليقات إيجابية ومحفزة

تضيف: “لكن بعد ذلك قام الشيخ عبدالله العديني بالتعليق على الصورة في صفحته على “فيسبوك”، وتزايد التفاعل مع منشوره بشكل لافت

”وفقًا لهبة، لم يكن متوقعًا أن تصبح تلك الصورة مصدر رعب لها ولزوجها، إذ تعرضا للسب والشتم، والعديد من التهديدات العنيفة

ترى هبة أنها لم ترتكب جريمة، وتصف الحملة ضدهما بـ “الممنهجة، دون أي مبرر أو حدث يستحق ذلك

”تقول هبة لـ “المشاهد”: “تلقى زوجي العديد من المكالمات من أرقام مجهولة، وهددونه بالقتل

قررنا أن نغادر، وتحركنا في منتصف الليل في العاشر من نوفمبر

”الهروب إلى مكان آمنبعد أن انتشرت صورة هبة مع زوجها في مواقع التواصل الاجتماعي، غضب أفراد أسرتها، بخاصة أنها تعرضت للسب والشتم من قبل بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

بعض الأشخاص حرضوا أسرة هبة بشكل مباشر، بهدف ملاحقتها وتعذيبها

لم يكن لها وزوجها من حل سوى الهروب من المنزل

تقول هبة لـ “المشاهد”: “تلقى زوجي العديد من المكالمات من أرقام مجهولة، وهددونه بالقتل

قررنا أن نغادر، وتحركنا في منتصف الليل في العاشر من نوفمبر

”تضيف: “الآن نقيم في مكان آمن، ونحاول أن نسعى لإصلاح هذه المشكلة، بخاصة مع أسرتي، ونحاول أن نكون بعيدين عن خطر التهديد والتحريض

”وقال الصحافي صلاح الواسعي في تصريح سابق: “نشرت صورتي أنا وزوجتي الصحافية هبة التبعي، وهي صورة محتشمة ومحترمة غير مخلة بالآداب العامة، ولكني فوجئت بسيل من الانتقادات الواسعة من بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض تناولها من زاوية دينية، والبعض من زاوية أخلاقية والبعض من زاوية اجتماعية، وتلقيت سيلاً من التحريض والتجريح والسب والشتم”

ويأمل الواسعي أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات سريعة لحمايتهما وضمان سلامتهما في ظل التهديدات المستمرة ضدهما

وعبّر فرع نقابة الصحافيين اليمنيين في تعز عن استنكاره لحملة التحريض ضد الحريات الشخصية، واعتبر ما يجري “مؤشراً خطيراً ينبغي على السلطات أن تضع حداً له”

ودعا البيان السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في تعز إلى توفير الحماية العاجلة للزوجين من أي تهديد لسلامتهما

يواجه العاملون في الإعلام باليمن العديد من التحديات، ويتعرضون لأشكال متعددة من الانتهاكات في ظل تكاثر الجماعات المسلحة وهشاشة الدولة منذ نشوب الحرب عام 2015

في الربع الأول من هذا العام، رصدت نقابة الصحافيين اليمنيين 17 حالة انتهاك ضد الحريات الإعلامية في اليمن

وأشار تقرير النقابة إلى أن الانتهاكات التي تعرضت لها حرية الصحافة خلال الربع الأول من العام الجاري تنوعت بين حجز الحرية بـ 4 حالات، والاعتداء على صحافيين ومؤسسات صحافية بـ 4 حالات، والتهديد والتحريض على الصحافيين بـ 3 حالات، والمصادرة والمنع والإيقاف بـ 3 حالات، والمحاكمات والاستدعاء بحالتين، والترحيل القسري لصحافي من دولة خارجية بحالة واحدة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير