تعز… قيادة السيارات دون رخصة تضاعف حوادث السير  

منذ شهر

تعز – وفاء غالبدعاء منصور، 30 عاما، تدريت على سياقة السيارة لمدة أسبوعين، وشعرت بالثقة في قدرتها على القيادة في شوارع مدينة تعز المزدحمة

 في الأسبوع الأول من تجربتها لقيادة السيارة في الشوارع والأماكن المكتظة بالناس والمركبات، لاحظت منصور أن العديد من سائقي المركبات، بخاصة سائقو الحافلات، يتجنبون الاقتراب منها قدر الإمكان، خوفا من الأخطاء التي قد ترتكبها أثناء السير

ينظر العديد من سائقي الحافلات والمركبات الأخرى إلى المرأة خلف عجلة القيادة كسبب رئيس للعديد من الحوادث المرورية، ولهذا يفضلون الابتعاد عن السيارات التي تقودها النساء

 تقول منصور لـ”المشاهد”: “سائقو الحافلات وغيرهم لا يثقون في مهارات النساء في قيادة السيارة، وهم أحياناً على صواب لأن العديد منهن يقدن السيارات وليس لديهن الخبرة الكافية”

 خلال السنوات الأخيرة، تزايدت أعداد النساء اللاتي يقدن السيارات في مدينة تعز، وارتفعت نسبة حوادث السير، حيث أشارت تقارير لشرطة السير في تعز للعام 2023 إلى وقوع 212 حادثاً مرورياً؛ منها 74 حادث صدام دراجات نارية، خلال الفترة بين يناير وأغسطس 2023، تسببت بوفاة وإصابة 243 شخصا

وفي عام 2022، سجلت شرطة السير بمحافظة تعز مقتل وإصابة 2179 شخصا جراء الحوادث المرورية في المحافظة، وبلغ عدد الحوادث 2500 حادثة مرورية

ومع تزايد حوادث السير في المحافظة، يرى العديد من السائقين أن القيادة دون تدريب كاف تعد من الأسباب الرئيسة لحوادث السير، ويعتقدون أن هناك تساهلًا في تطبيق المعايير الصحيحة لمنح رخصة القيادة

على الرغم من أن الأخطاء التي يرتكبها السائقون سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، إلا أن البعض يعتقد أن الإناث يتسببن بعدد كبير من حوادث السير في مدينة تعز

العقيد طاهر الفائشي، نائب مدير شرطة السير بتعز، يقول إن نسبة حوادث النساء أقل من حوادث الرجال، نظرا لمحدودية التحرك بالمركبات، لكن مخالفات السير أكثر عند النساء، كالقيادة بلا رخصة، أو قيادة مركبة غير مسجلة، والوقوف وسط الطريق، أو عكس اتجاه الطريق وغيرها

يشير الفائشي إلى تزايد أعداد النساء اللواتي يقدن السيارات في تعز، حيث يحضرن لاستخراج رخص القيادة، ويحصلن على النصائح الإرشادات والتعليمات لقيادة آمنة، ويؤكد على أن التدريب الذي تحصل عليه النساء ليس كافيا؛ فالأغلبية منهن يتعلمن القيادة بواسطة الأهل، والقليل يفهمن كل المعلومات المتعلقة بالقيادة الآمنة، التي تحمي السائق والآخرين من الحوادث

كادر نسائي للتدريبتزايد إقبال الفتيات على تعلم قيادة السيارة في تعز، وعملت بعض النساء كمدربات، الأمر الذي شجع المزيد من الفتيات على تعلم قيادة السيارات

 لبنى شميس، من مدينة تعز، اتخذت من تدريب النساء على القيادة مهنة لها، وتستقبل العشرات من النساء والفتيات كل شهر، وتدربهن أساسيات، وأساليب قيادة السيارة

في حديثها لـ “المشاهد”، تقول شميس: “كان هناك إقبال كبير على تعلم القيادة، لكن الإقبال تراجع، لأن من تعلمت القيادة لأيام قليلة، بدأت بتعليم غيرها، وهو أمر خطير، كون المدربات الجدد لا يملكن الخبرة الكافية

لا بد من أن تتلقى المتدربات تدريبًا مكثفًا، ومن الضروري تعليمهن القيادة في الخط السريع والشوارع المزدحمة”

خطوات لتعلم أفضلترى سماح عبد الله،  طالبة جامعية في تعز، أن الاعتماد على تدريب الأهل أو حتى المدربات لا يعد كافيا، كون الأمر يتطلب ممارسة بشكل يومي للقيادة لمدة كافية أثناء التعلم

تضيف عبد الله لـ”المشاهد”: “قمت بشكل شخصي بتعليم قريباتي وصديقاتي قيادة السيارة، وبرغم جهودي معهن إلا أن ذلك غير كافٍ، ولكي تصل المتعلمة إلى مرحلة الإتقان لا بد من معرفة الكثير من قواعد السير، حيث إن التهاون يتسبب في وقوع الحوادث”

تنصح عبد الله الفتيات بالاستفادة من الإنترنت، لتعلم المزيد عن قيادة السيارة وأخلاقياتها، وعدم إهمال صيانة المركبة لتجنب الحوادث التي تحدث بسبب الأعطال المفاجئة

 تضيف: “أصبح من اليسير إصدار رخصة القيادة في اليمن دون الحصول على التدريب والاختبارات اللازمة بخاصة خلال فترة الحرب، وهو ما أدى بشكل عام إلى عدم التزام الأغلبية بقواعد المرور، والقيادة بشكل فوضوي، والتسبب في المزيد من الحوادث المرورية”

منذ اندلاع الحرب في تعز عام 2015، شهدت المحافظة نزوج الآلاف من الأسر، وتدفق الكثير من النازحين إلى مدينة تعز، وتضخمت الكثافة السكانية، وزاد الطلب على شراء واستخدام المركبات والدراجات النارية، وأصبحت حوادث السير سببًا لموت وإصابة المئات كل عام

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير