تغييرات في «الموقف الخليجي» تجاه الأزمة اليمنية
منذ 5 أشهر
عدن – شذى سعيد مازالت الجهود مستمرة للوصول إلى اتفاق سلام دائم باليمن، الأمر الذي لا يكتمل دون دعم خليجي واضح، وهو ما اقترب كثيرًا في بيان مجلس التعاون الخليجي الأخير الذي دعا الحوثيين لتنفيذ كافة التزاماتها المعلنة
وهذه الدعوة هي الأولى من نوعها التي قدمها مجلس التعاون الخليجي لجماعة الحوثي، في مؤشر واضح على تغيُر الموقف الخليجي تجاه الأزمة اليمنية
إذ لم يكتفِ المجلس بها، فقد وجه دعوةً مماثلةً إلى الأمم المتحدة لاتخاذ موقف حازم تجاه ممارسة الحوثيين التي تتعارض مع جهود الأمم المتحدة ودول المنطقة لإحلال السلام باليمن
ويرى الباحث عادل دشيلة أن هذه الدعوة من دول مجلس التعاون الخليجي لجماعة الحوثي أتت بعد أن وصل الجميع إلى طريق مسدود مع الجماعة
وأشار دشيلة لـ«المشاهد»، إلى أن الحوثيين يماطلون على مدى السنوات والأشهر الماضية
وأضاف الباحث بمركز جامعة كولومبيا العالمي للدراسات الشرق أوسطية، كان واضحًا أن جماعة الحوثي تريد حل بعض الاشكالات الاقتصادية ومشكلة الطيران
مستدركًا: لكن الجماعة غير مستعدة للانخراط مع بقية القوى في تسوية عادلة وشاملة
وأوضح دشيلة: الحوثيون يدركون بأن أي تسوية سياسية عادلة وشاملة لن تصب في صالح مشروعهم السياسي والعسكري بشكل خاص
ورغم تقديم مجلس القيادة تنازلات عديدة لجماعة الحوثي، فيما يخص الجوانب الاقتصادية، وفتح الموانئ إلا أن الجماعة مازالت تحتجز بعض أصول شركة اليمنية للطيران، بحسب دشيلة
مرجحًا أن جماعة الحوثي رأت أن ضغوطها المتكررة على السعودية حققت لها هذه المكاسب، ما يعزز الوصول إلى طريق مسدود معها
التصعيد الإيرانيواستبعد دشيلة خفض التصعيد والدخول في حوار بناء وجاد، مشيرًا إلى إرسال الإدارة الإيرانية الجديدة سفيرًا لها إلى صنعاء، في دلالة على أن إيران غير مستعدة للتعامل مع السعودية التي عقدت معها اتفاقًا سياسيًا العام الماضي، بوساطة صينية
وتسأل دشيلة عن كيفية دخول السفير الإيراني الجديد إلى صنعاء، ما رأه بقاء الملف اليمني على حاله، مضيفًا أنه لا يمكن الوصول إلى تسوية عادلة وشاملة، ولا يمكن الخروج من هذا المأزق إلى مرحلة الدولة والأمن والاستقرار
ونوه إلى إطالة أمد الحرب وتفكيك النسيج المجتمعي للدولة اليمنية، والقضاء على ما تبقى من مؤسسات رمزية للدولة، لافتًا إلى أن هكذا وضع يخدم الأجندات الإقليمية
واستبعد دشيلة أن يُغيّر إعلان مجلس التعاون الخليجي من الواقع في شيء، ما لم يكن هناك خطوات عملية تجبر جماعة الحوثي على القبول بالتسوية السياسية العادلة والشاملة
معتبرًا أول هذه الخطوات هو التعامل مع الحكومة اليمنية المعترف بها؛ لبسط سيطرتها على الأرض وليس فرض الإملاءات على هذه الحكومة لتنفذ أجندات دول الإقليم
التزام خليجي من جانبه، يرى المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي، أن الموقف الخليجي أعاد الالتزام الخليجي تجاه الملف اليمني الداعم للحل السلمي، ورفضهم للممارسات الحوثية
وقال آل عاتي لـ«المشاهد» إن البيان الخليجي أوضح التزام دول مجلس التعاون بدعم الحل السلمي للأزمة اليمنية وممارسة الضغوط الكفيلة بإذعان جماعة الحوثي لمشروع السلام
مشيرًا إلى دعوة البيان للحوثيين بتنفيذ المتطلبات المفروضة عليهم، سواءً من الأمم المتحدة أو من دول الوساطة الخليجية “السعودية وعمان”
ولفت آل عاتي إلى وجود جهود تبذل في سبيل التزام كل الاطراف بالهدنة الإنسانية، وبالهدنة غير المعلنة
منوهًا إلى استمرار التزام الحوثي بما تم التوصل إليه من مشاورات مع المملكة العربية السعودية عبر مخرجات ومعطيات زيارة السفير السعودي لصنعاء
وأشار إلى أن هذه المواقف الخليجية هي التزام على استمرار الدعم الخليجي للحكومة الشرعية وتمسكهم بالحلول السياسية
وكان المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، دعا في دورته الـ161، جماعة الحوثي، إلى تنفيذ كافة التزاماتها التي أعلن عنها المبعوث الأممي في ديسمبر/كانون أول الماضي
تحرك سعوديوكان السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، قد أجرى لقاءات مع مسؤولين بريطانيين في لندن؛ لبحث مستجدات الملف اليمني، وجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية
واعتبر آل عاتي هذه التحركات تمسكًا بالنهج السعودي الذي يتخذ كل السبل الكفيلة بإعادة الأمن والاستقرار لليمنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية ومشاريع البنى التحتية للإسهام في إعادة إعمار اليمن
ووصف آل عاتي خطوات السعودية بـ”التحرك الواقعي” من خلال طرق كل الأبواب الكفيلة للضغط على كل الاطراف اليمنية للعودة لطاولة المفاوضات والعودة للالتزام في مشروع السلام باليمن
وفيما يتعلق بخارطة السلام في اليمن، قال آل عاتي: إنها تحتاج مزيدًا من الوقت والدعم، من كل الأطراف الإقليمية والدولية، وإيمان كل الاطراف اليمنية بها
وأضاف، أن اتفاقية السلام بين السعودية وإيران تمثل دعمًا حقيقيًا لخارطة السلام في اليمن
مشيرًا إلى أن الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني للمملكة العربية السعودية، ستصب في مصلحة دعم كل مشاريع السلام في المنطقة، بما فيها السلام في اليمن
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير