تقرير أجنبي يكشف خفايا الصراع الأمني في منطقة البحر الأحمر وازدياد نشاط إسرائيل والدور الحوثي

منذ 2 سنوات

اليمن في التناولات البحثية والاعلامية الدوليةشملت التناولات البحثية الدولية حول اليمن، خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022م، مناقشة قضايا الأمن الدولي في البحر الأحمر، والصراع الإقليمي والدولي حوله، ومآلاته المستقبلية، بالإضافة إلى الرؤى والأفكار الأمريكية بشأن إنهاء حالة الاحتراب في اليمن، وكذا انتقادات أمريكية غير مسبوقة ضد الحوثيين حيال تنصُّلهم عن الالتزامات باتجاه جهود إحلال السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن

==================================== الصراع الأمني في منطقة البحر الأحمر: تحت هذا العنوان، نشر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، في لندن، بتاريخ 16 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، تقريرًا حول الصراع الأمني المحتدم في منطقة البحر الأحمر، للباحثان، كاميلي لون وبنيامين بيتريني، أوضح أنَّ البحر الأحمر والدول المجاورة يلعب -مرَّة أخرى- دورًا مهمًّا في المنافسة الأمنية الإقليمية المتزايدة بين إيران والمتمردين الحوثيين في اليمن مِن جهة، وإسرائيل ودول الخليج العربي والولايات المتحدة مِن جهة أخرى

 وذكر التقرير إنَّه -خلال العامين الماضيين- زادت إسرائيل مِن نشاطاتها الأمنية في البحر الأحمر، ردًّا على الوجود الإيراني المتزايد في المنطقة، ففي أبريل/ نيسان 2021م، انفجرت هناك سفينة الشحن الإيرانية MV Saviz، وهو ما وصفته وسائل الإعلام في الولايات المتحدة بأنَّه عمل انتقامي مِن قبل إسرائيل على الضربات الإيرانية السابقة على سفنها، وزعم مسئولون في السعودية أنَّ السفينة استُخدِمت كمركز قيادة إيراني، لتنسيق هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

وفي أوائل يوليو/ تموز 2022م، أكَّد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أنَّه -في الأشهر الماضية- حدَّد الإسرائيليين أهمَّ وجود عسكري إيراني في المنطقة في العقد الماضي، وادَّعى أنَّ إيران تؤسِّس نفسها بشكل منهجي في منطقة البحر الأحمر، حيث تقوم سفنه بدوريات في المنطقة الجنوبية

 وفي الآونة الأخيرة، عادت طهران إلى المنطقة، ودعمت إثيوبيا في حملتها ضدَّ تمرُّد الـتيغراي، حيث يُزعم أنَّ المركبات الجوية الإيرانية مهاجر- 6 نُقِلت إلى إثيوبيا، ونُشِرت في ساحة المعركة عام 2021م، بالإضافة إلى اجتماع عُقِد بين وزيري خارجية إيران وإريتريا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/ أيلول 2022م

 علاوة على ذلك، فإنَّ تزايد نشاط إيران في اليمن، وجنوب البحر الأحمر، يعدُّ الأكثر إثارة للقلق لدول المنطقة، حيث قامت إيران بتسليح ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن، منذ عام 2014م، ممَّا دفع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للتدخل في الصراع في عام 2015م

 وفي السنوات الأخيرة، زاد الحوثيون مِن وتيرة هجماتهم ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما ضرب الحوثيون مرارًا سفن الشحن قبالة السواحل اليمنية، ممَّا يُهدِّد الأمن البحري حول واحدة مِن أكثر نقاط الاختناق البحرية ازدحامًا في العالم، حيث وقع بين يناير/ كانون الثاني 2018م، وأكتوبر/ تشرين الأول 2022م، نحو (26) هجومًا للحوثيين، ناجحة أو تمَّت محاولة تنفيذها، في البحر الأحمر ضدَّ السفن التجارية والبنية التحتية للموانئ المدنية

 وذكر التقرير أنَّ إستراتيجية الولايات المتحدة تتَّجه نحو إنشاء بنية أمنية في البحر الأحمر تستند إلى تمكين الشركاء الإقليميين لمواجهة التحديات هناك، إلى جانب مخاوفهم المشتركة بشأن إيران، ومصلحتهم المشتركة في حرية الملاحة، مع أنَّ دول الخليج العربي وإسرائيل والولايات المتحدة لديهم مصالح متباينة في البحر الأحمر والقرن الأفريقي

 وكشف التقرير أنَّ العديد مِن الدول الخليجية ساهمت في الاضطرابات السياسية في المنطقة، ووجدت نفسها على خلاف مع الولايات المتحدة ودولًا غربية أخرى، ففي السودان، أعاق الدعم السعودي والإماراتي للقوات المسلحة عملية الانتقال السياسي في البلاد، وأرسى الأسس للانقلاب العسكري، في أكتوبر/ تشرين الأول 2021م

وانتقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشدَّة التدخل السعودي في اليمن، ممَّا أدَّى إلى تعليق جزئي للمساعدات العسكرية الأمريكية للسعودية

وخلال ذلك، طوَّرت إسرائيل ودول الخليج العربي علاقات أقوى مع بكِّين وموسكو، اللَّتان تعملان بقوة في المنطقة

 وعلى الرغم مِن الاتفاق الواسع، فإنَّ دول الخليج العربي وإسرائيل والولايات المتحدة لديها مستويات مختلفة مِن التسامح مع الاستفزازات الإيرانية في المنطقة، حيث تركِّز إسرائيل على وقف برنامج إيران النووي وأنشطتها الإقليمية، حتى لو كانت مخاطرة بإشعال حرب إقليمية تهدِّد أمن دول الخليج، وتعطي الولايات المتحدة الأولوية لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، على أمل إشراك طهران في مرحلة لاحقة، بينما دول الخليج العربي مهتمة بالدرجة الأولى بنفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية والطائرات بدون طيار

 وأوضح أنَّ دول المنطقة تميل إلى التركيز على مواجهة الأنشطة الإقليمية لإيران، ولكن النهج المتمركز حول إيران في البحر الأحمر، لن يُحدث فرقًا كبيرًا فيما يتعلَّق بالمشكلات الرئيسة، مثل الفقر وضعف الحكم، الأمر الذي جعل العديد مِن دول المنطقة أسيرة لأزمات تهدِّد الاستقرار والتجارة البحرية الدولية

 كيفية إنهاء حرب اليمن إلى الأبد: تحت هذا العنوان، نشرت مجلة شئون أجنبية، الأمريكية، تقريرًا مطوَّلًا، وأعاد نشره موقع مجموعة الأزمات الدولية، للكاتبان، ستيفن بومبر ومايكل وحيد حنَّا، قالا فيه: يمكن لواشنطن أن تساعد في إبرام وساطة للتوصل إلى سلام دائم في اليمن

 وأوضح التقرير أنَّ الأطراف المتصارعة في الحرب المدمرة في اليمن حقَّقت -في أبريل/ نيسان الماضي- إنجازًا نادرًا، بعد ثماني سنوات مِن الصراع الوحشي، حيث وقَّعوا على هدنة توسَّطت فيها الأمم المتحدة، والتي حدَّت بشكل كبير مِن موجات القتال التي دفعت دولة فقيرة -كاليمن- إلى أزمة إنسانية ضخمة

 وأضاف لقد سمح بعض المراقبين لأنفسهم في أن يأملوا في أن تكون هذه الهدنة خطوة أولى نحو عملية سلام أوسع

وفي أفضل السيناريوهات -كما اعتقدوا- قد يؤدِّي ذلك إلى تسوية سياسية للصراع بين المتمردين الحوثيين، الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة مِن البلاد وتدعمهم إيران، وبين الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليًّا، والسعودية المتحالفة معها

 وتقود السعودية التحالفَ العسكري في اليمن الذي تلقَّى دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا وأسلحة مِن واشنطن، في معظم فترات هذه الحرب في اليمن

لكنَّ اتفاق الهدنة الذي تمَّ تمديده مرَّتين انهار، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، واستأنف الحوثيون إثر ذلك هجماتهم المتقطِّعة على البنى التحتية لتصدير النفط في اليمن

وبات مِن غير الواضح حاليًّا ما إذا كانت فترة الاستراحة الهشَّة مِن الصراع الشامل في اليمن ستستمر أم لا؟! وبالنسبة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعتبر الحرب في اليمن إرثًا مأساويًا، ونهاية غير مريحة

حيث تبيَّن أنَّه عندما تولَّى بايدن منصبه لم يُخفِ رغبته في فكِّ ارتباط الولايات المتحدة عسكريًا بسرعة بالنزاع في اليمن؛ ثمَّ لجأ لاحقًا إلى التزام إدارته بالعمل على حلِّ الحرب في اليمن

 وكان العديد مِن مسئولي السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك وزير الخارجية، أنطوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، يخدمون في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، عندما وافقت إدارته، في مارس/ آذار 2015م، على دعم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في حربهما ضدَّ المتمردين الحوثيين في اليمن

وفي عام 2018م، أصدر العديد مِن هؤلاء المسئولين الأمريكيين -أنفسهم- بيانًا عامًا يعترفون فيه بالتكاليف الفادحة للحرب على الشعب اليمني، مشيرين إلى أنَّ الولايات المتحدة لم تكن تنوي أبدًا تسليم التحالف، الذي تقوده السعودية، شيكًا على بياض

وفي مارس/ آذار 2021م، كتب اثنان مِن مسئولي إدارة أوباما السابقين مرَّة أخرى، إلى جانب روبرت مالي (الذي يخدم الآن في إدارة بايدن كمبعوث خاص للولايات المتحدة إلى إيران)، مقالًا في مجلة الشئون الخارجية، توقَّعوا فيه خارطة الطريق لإنهاء الحرب، التي ستحاول الإدارة الامريكية اتِّباعها

 تعليقات أمريكية ضد الحوثيين بشأن اليمن: علَّق نائب المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير، ريتشارد ميلز، بتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، على مجريات الأحداث في اليمن، بقوله: مرَّ ما يقرب مِن شهرين، منذ انتهاء الهدنة (في اليمن)، وإنَّنا نشجِّع على استمرار بقاء العناصر الرئيسة لتلك الهدنة، لكنَّنا لا نزال نشعر بقلق عميق مِن فشل الحوثيين في وضع المفاوضات على طريق نحو سلام أكثر ديمومة، وبدلًا مِن ذلك اتَّخذت (جماعة الحوثي) إجراءات تتعارض مع الدعم الدولي القوي والمستمر لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن

 وأوضح أنَّ الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شنَّها الحوثيون على ميناء الضبَّة النفطي، وميناء قنا (في حضرموت)، غير مقبولة، وأنَّها إهانة للشعب اليمني وللمجتمع الدولي بأسره، لأنَّ هجمات الحوثيين هذه على السفن التجارية التي تنقل البضائع الأساسية تؤدِّي إلى تفاقم معاناة الشعب اليمني بشكل مباشر، وتهدِّد بإعادة البلاد إلى الصراع

 وذكر أنَّ البحرية الأمريكية اعترضت 170 طنًا مِن المواد الفتَّاكة، المستخدمة كمكوِّنات وقود الصواريخ الباليستية والمتفجرات التي كانت مخبَّأة على متن سفينة متَّجهة إلى اليمن مِن إيران، في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني

 وأوضح أنَّ جماعة تسعى للسلام لا تشُنُّ ضربات على الموانئ البحرية، وموانئ النفط، وتقطع تدفُّق الإمدادات الإنسانية والسلع الأساسية عن الناس في البلاد؛ والمفترض أنَّ جماعة تسعى إلى السلام لا تحاول استيراد الوقود سرًا للصواريخ، لأنَّ هذه السلوكيات لن تؤدِّي إلَّا إلى مزيد مِن الشلل للاقتصاد اليمني، وستؤدِّي إلى عودة ظهور عمليات القتل للمدنيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية

 وأضاف ريتشارد ميلز نحثُّ الحوثيين على اتِّخاذ مسار آخر، وهو اغتنام هذه اللحظة، واختيار إنهاء ثماني سنوات مِن الحرب المدمرة

وندعو الحوثيين إلى الانخراط بحسن نية في المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة، وإعادة اليمن إلى طريق السلام مِن خلال تسوية سياسية تفاوضية وشاملة بقيادة يمنية، لأنَّه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع

 وأشار إلى أنَّه -وبالرغم مِن الانقسامات العالمية- هناك وحدة ملحوظة لمثل هذا الحل في اليمن، داخل مجلس الأمن، وفي جميع أنحاء دول المنطقة

 وقال: لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بدعم جهود السلام النشطة في اليمن، حيث يواجه الحوثيون اليوم خيار إحلال السلام والازدهار لجميع اليمنيين أو الاستمرار في دائرة عنف لا طائل مِن ورائها سوى تدمير حياة الكثير مِن اليمنيين

وتحثُّ الولايات المتحدة الحوثيين على التفاوض بحسن نية، والاستجابة لدعوات اليمنيين للعدالة والمساءلة، وإظهار دعمهم لسلام شامل ودائم للبلاد قولًا وفعلًا