تقرير: حظر شامل يعزل اليمن عن سوق المقامرة الإلكترونية العالمي

منذ 3 ساعات

كشف تقرير بحثي حديث أن اليمن يظل خارج نطاق سوق المقامرة الإلكترونية العالمية المزدهرة، بسبب حظر قانوني وديني شامل يمنع جميع أشكال المراهنات والأنشطة المشابهة، في وقت تشهد فيه أسواق الشرق الأوسط توسعاً سريعاً في هذا القطاع

وذكر تقرير صادر عن موقع iGamingToday، المتخصص في أبحاث صناعة الألعاب، أن البلاد لا تمتلك أي بنية تنظيمية أو قانونية تسمح بتشغيل أو ترخيص أنشطة المقامرة عبر الإنترنت أو على أرض الواقع، مضيفاً أن “القوانين المحلية المستندة إلى الشريعة الإسلامية تحظر المقامرة بشكل كامل، ما يجعل السوق اليمني مغلقاً تماماً أمام المستثمرين”

 وأوضح التقرير أن حجم الإيرادات القانونية المتوقعة من قطاع المقامرة في اليمن لعام 2025 يبلغ “صفراً”، وأن معدل النمو في هذا المجال “صفر بالمئة”، نظراً لغياب أي نشاط مرخّص

في المقابل، يُتوقع أن تصل إيرادات المقامرة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط إلى عشرات المليارات من الدولارات خلال السنوات المقبلة، مع معدل نمو سنوي يفوق 10%

 وأشار التقرير إلى أن المادة 281 من قانون العقوبات اليمني تجرّم جميع أشكال المقامرة، بما في ذلك ألعاب الكازينو واليانصيب والمراهنات الرياضية، سواء أُجريت داخل البلاد أو عبر الإنترنت

وتقوم السلطات المحلية، بحسب التقرير، بفرض رقابة صارمة على مواقع الإنترنت والتطبيقات التي يُشتبه في تقديمها خدمات مقامرة أو رهانات رقمية

 ولا توجد في اليمن أي جهة تنظيمية مختصة أو تراخيص تُمنح لتشغيل هذا النوع من الأنشطة، كما تغيب السياسات الضريبية أو الأطر المالية المرتبطة بصناعة الألعاب الإلكترونية المدفوعة

ويضيف التقرير أن “السلطات لا تظهر أي نية لتعديل هذه التشريعات في المستقبل القريب، إذ يُنظر إلى المقامرة باعتبارها عملاً محرماً ومرفوضاً مجتمعياً”

 وقال التقرير إن الشركات المحلية والدولية التي حاولت استهداف السوق اليمني تُواجه عادةً بالحجب أو المنع من قبل مزودي خدمة الإنترنت، بينما يُمنع أي شكل من أشكال التحويلات المالية المرتبطة بالمقامرة من قِبل البنوك والمؤسسات المصرفية العاملة في البلاد

 ورغم الحظر الكامل، يرى التقرير أن قطاع الألعاب الرقمية الترفيهية – مثل ألعاب الهواتف الذكية والمنافسات الإلكترونية (Esports) – يمثل بديلاً مقبولاً ومتنامياً بين فئة الشباب اليمني الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً، وهي الفئة الأكثر استخداماً للتقنيات الحديثة والهواتف الذكية

 كما يلفت التقرير إلى أن “أي محاولة مستقبلية لإدخال المقامرة الرقمية إلى اليمن ستواجه عقبات قانونية واجتماعية كبيرة”، مشيراً إلى أن التغييرات في هذا القطاع “لن تكون ممكنة ما لم تحدث إصلاحات سياسية وتشريعية واسعة تُعيد تعريف القيم الاقتصادية والاجتماعية في البلاد”

 ويخلص تقرير iGamingToday إلى أن السوق اليمني يظل “راكداً تماماً” في مجال المقامرة الإلكترونية، لكنه يشير في المقابل إلى وجود فرص في تطوير منصات ترفيه رقمية آمنة ومشروعة تتوافق مع القيم الدينية والاجتماعية السائدة