تقرير حقوقي يكشف تصاعداً مروّعاً في حالات الانتحار باليمن خلال عقد الحرب
منذ 13 ساعات
كشفت مؤسسة تمكين المرأة اليمنية (YWEF) في تقرير حقوقي جديد بعنوان “بين القهر والخذلان: الانتحار في اليمن” عن تصاعد مروّع في معدلات الانتحار خلال السنوات العشر الماضية، خصوصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، مؤكدة أن الانتحار بات “ظاهرة مجتمعية مقلقة تعكس انهيار منظومة الدعم النفسي والاجتماعي في البلاد”
ويصدر التقرير بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية (10 أكتوبر)، حيث يوثّق حالات الانتحار من منظور إنساني وحقوقي، مستندًا إلى بيانات ميدانية ومصادر أممية وإعلامية، ليشكّل أول محاولة وطنية شاملة لرصد الظاهرة بالأرقام والقصص الإنسانية
1660 حالة سنويًا و13 ألف ضحية خلال عقد الحربووفقًا للتقرير، تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن اليمن يسجل ما يزيد عن 1,660 حالة انتحار سنويًا، أي بمعدل 5
2 حالات لكل 100 ألف نسمة، بينما يُقدَّر العدد الإجمالي خلال الفترة 2015–2025 بما بين 13,000 و 16,000 حالة انتحار
أما الإحصائية الميدانية التي أعدتها مؤسسة YWEF، فتتضمن 200 حالة موثقة بالأسماء والتفاصيل في 18 محافظة، غالبيتها في مناطق سيطرة الحوثيين، من بينها 34 طفلًا و32 امرأة و64 معلمين وموظفين حكوميين، في حين تتصدر محافظات إب، تعز، صنعاء، وذمار معدلات الانتحار
ويشير التقرير إلى أن 78% من إجمالي الحالات وقعت في مناطق الحوثيين، في حين أن الابتزاز الإلكتروني والعاطفي بات سببًا مباشرًا في ما لا يقل عن 22 % من حالات الانتحار بين النساء والفتيات
انهيار شامل لمنظومة الدعم النفسيرصد التقرير انهيارًا كاملًا في البنية الوطنية للصحة النفسية، إذ لا يتجاوز عدد الأطباء النفسيين في اليمن 60 طبيبًا فقط، مع إغلاق % 80 من المراكز والعيادات النفسية، وغياب أي برامج وقائية أو خطوط طوارئ
وأكد أن “الانتحار في اليمن لم يعد قرارًا فرديًا بقدر ما هو نتيجة تراكمات قهرية تواطأت فيها الحرب والفقر والعزلة وانعدام العدالة”
قصص مؤلمة من الميدانأورد التقرير ملحقًا ميدانيًا بعنوان “شهادات من الميدان” ضمّ نماذج إنسانية مؤثرة، منها:• الطفل أحمد الحسيني (12 عامًا) الذي شنق نفسه بعد حرمانه من المدرسة بسبب الفقر
• الطالبة مثنّى (22 عامًا) التي أنهت حياتها بعد ابتزازها إلكترونيًا دون أي حماية قانونية
• المعلم ياسر جنيد (45 عامًا) الذي انتحر بعد عامين من انقطاع راتبه واعتقاله
• المخترع عبدالمجيد علوس (32 عامًا) الذي أقدم على الانتحار بعد التضييق عليه ومصادرة اختراعاته
وتؤكد المؤسسة أن هذه النماذج تمثل “قمة جبل الجليد” لظاهرة أعمق تتنامى بصمت في ظل الخوف والوصم الاجتماعي
المؤسسة تحذّر وتطالب بتدخل عاجلقالت المؤسسة في بيانها المرفق بالتقرير:“إن الحرب لم تكتفِ بقتل اليمنيين بالقذائف، بل دفعت الآلاف منهم إلى قتل أنفسهم تحت وطأة الفقر، والخذلان، واليأس
إن السكوت عن الانتحار هو تواطؤ مع الألم، وإنقاذ من تبقى مسؤولية وطنية وأممية
”وطالبت مؤسسة تمكين المرأة اليمنية (YWEF) بـ:• إنشاء برنامج وطني للدعم النفسي والاجتماعي بإشراف منظمة الصحة العالمية واليونيسف
• إعادة تفعيل إدارة الصحة النفسية في وزارة الصحة اليمنية
• إطلاق خط ساخن وطني مجاني لتقديم الاستشارات والدعم النفسي
• تمكين المجتمع المدني من تنفيذ حملات توعية واسعة لكسر الصمت حول الظاهرة
اختتم التقرير بالتأكيد على أن “الانتحار في اليمن لم يعد فعلًا فرديًا، بل نتيجة مباشرة للسياسات القهرية، والفقر المدقع، وانهيار قيم الأمل”
ودعت المؤسسة المجتمع الدولي إلى النظر في الظاهرة كـ قضية حقوق إنسان وليست قضية طبية فقط، مشددة على أن “الحق في الحياة لا يكتمل إلا بوجود الأمل”
صادر عن: مؤسسة تمكين المرأة اليمنية (YWEF) 10 أكتوبر 2025صنعاء – عدن