تيسير السامعي : واقع اليمن بعد ثمان سنوات حرب

منذ سنة

بعد ثمان سنوات حرب صار فى اليمن واقع، وهذا الواقع   كما أراه -أنا المواطن البسيط- مع بداية عام ٢٠٢٣هو كالتالي:في الشمال واقع، وفي الجنوب واقع، وفي الوسط واقع

واقع شمال الشمال واقع حرب ولا خيار غير الحرب، وإصرار عجيب على عدم التراجع أو تقديم أي تنازلات، حتى ولو استمرت الحرب عشرين سنة، ولو صار البلد رمادا، المهم هو أن يصلوا إلى ما يريدون ويظلون هم المهيمنين والمسيطرين وأصحاب القرار

السلام -في نظرهم- يعني الاستسلام والخضوع

فالسلام بمفهومه العام غير موجود في ثقافتهم وتوجهاتهم

واقع الجنوب: البحث عن دولة تحقق الأمن والاستقرار وتقدم الخدمات

لم يعد يهمهم أكانت هذه الدولة في ظل اليمن الكبير أم في ظل اليمن المقسّم والمجزأ، المهم تكون دولة حقيقية

لا يريدون أن تصل الحرب إليهم، ولا يريدون أن يعتدوا على أحد، ولا أحد يعتدي عليهم

ما يهمهم مما يحصل في الشمال هو ما ينعكس عليهم فقط، الأمور الأخرى لم تعد تهمهم كثيرا

أما الوسط فتايه، يعيش في تخبّط، ليس له مشروع، فهو يشعر بأنه أقرب إلى الجنوب، ويتطلع إلى ما يتطلع إليه، لكنه غير قادر على التحرر من التبعية للشمال

يسعى إلى السلام لكنه ضحية الحرب، ويدفع الثمن دون أن يحصل على شيء

لن  يخرج من حالة التيه هذه إلا إذا آمن بنفسه، وامتلك قراره، وصار له مشروع يسعى لتحقيقه

هذا هو الوقع حسب ما تجسّده أغلبية من الناس في المناطق التي يعيشون فيها: في شمال الشمال، وفي الوسط، وفي الجنوب، وحسب ما أراه -أنا- من خلال متابعتي اليومية للأحداث

فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان