ثنائية ‘‘الوحدة - الانفصال’’

منذ سنة

في مساحة على تويتر، يوم أمس الأول، جرت حلقة نقاش حضرها عبدالعزيز جباري، وعيدروس النقيب وصلاح باتيس وأكثر من 1500 مستمع

كان الحديث عن ثنائية الوحدة والانفصال

تكمن أهمية هذه الحلقة، من أهمية هوية المتحدثين بوصفهم سياسيين معتبرين ومن ثلاث مناطق جغرافية: شمال، جنوب، شرق، وهذا التقسيم الجهوي هو متغير جوهري في تشكل رؤيتهم لـالوحدة - الانفصال كما سنعرف في التالي

طلب مُيسر المساحة، من جباري البدء في الحديث، أجاب بأنه يفضل الاستماع أولاً لزميله في البرلمان عيدروس النقيب

انطلق النقيب في حديثه مدافعاً عن مكتسبات الواقع الراهن في عدن، وهو واقع بات يثير الاطمئنان لفكرة الانفصال، لأن المجلس الانتقالي هو من يُسيطر عملياً على عدن وعدد من مناطق الجنوب

اقرأ أيضاًالرئيس اليمني الراحل ”إبراهيم الحمدي” يتحدث عن الوحدة اليمنية قبل اغتياله

شاهد ماذا قال؟محافظ سقطرى السابق ”رمزي محروس”: الانتقالي لا يمثل إلا نفسه والمحافظات الشرقية ترفضهالموسيقار أحمد فتحي يعزف ويغني بعيد الوحدة اليمنية ”مقطوعة رائعة”بعد منع الاحتفال بعيد الوحدة

مسيرة طلابية في ميدان السبعين بصنعاء ”صور”الانتقالي يهاجم المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت بعد تصريحات قائدها عن الوحدةخلال لقاء العليمي

تصريحات جديدة للرئيس الإماراتي ”محمد بن زايد” بشأن اليمن والوحدة اليمنيةتمارس الانفصال

الرئاسي اليمني يحذر من تحركات عسكرية للمليشيا استعدادا للحربسفير فرنسا لدى اليمن يشدد على الوحدة في صفوف الحكومة الشرعيةتجاهل المرتبات والوحدة

زعيم المليشيا يوجه 3 مطالب للحكومة اليمنية والسعودية ويصف الوسيط بالنكتةتصريحات نارية لقائد المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت بشأن الوحدة اليمنيةنتوحد مع من؟!سفارة الجمهورية اليمنية في تركيا تنظم حفلاً خطابياً وفنياً بمناسبة العيد الـ33 للوحدةلم يتوقف كثيراً عند الانتقالي أو الانفصال، وقام بانعطافه سريعة نحو حرب 94 واستمر إلى نهاية مشاركته

الدفاع عن الانتقالي يبدو محرجاً لأي سياسي بارز في الجنوب، لأن الانتقالي إلى جانب كونه فصيل سياسي في الجنوب، هو أيضاً، في وعي الجنوبيين الآخرين يعبر عن هوية منطِقة تتمثل في الزبيدي- الضالع، ولكي يصبح الحديث عن الانفصال قضية شرعية جامعة للجنوبيين انتقل لحرب 94، التاريخ الذي ينقل الجنوبيين من الصراع في مجالهم الجغرافي والسياسي إلى خارجهم، فتبدو فكرة العدو هو الشمال مقابل الجنوب

هذا العدو المفترض، ركز عليه بيان الانتقالي الأخير، وهي استراتيجية سياسية تقليدية تبتكرها القيادات في أي دولة، اصنع هوية جامعة من عدو خارجي للسيطرة على الآراء المعارضة في الداخل

تحدث النقيب وهو برلماني عن الحزب الاشتراكي في الجنوب، عن الاغتيالات في صنعاء بعد الوحدة، ثم يتساءل: لماذا اقتصرت الاغتيالات في صنعاء على مسؤولين جنوبيين دون غيرهم من الشمال؟

أيضاً هناك 7 ضباط جنوبيين يعملون على شاحنات في دول خليجية بعد مطاردتهم من قبل نظام حرب 94

ما هو الحل، بالنسبة للنقيب؟ يطرح الجواب: فك الارتباط مع الشمال

وهي عبارة تشير إلى ارتباط دولة كانت لها هويتها المستقلة في الجنوب مع دولة لها هويتها المستقلة في الشمال، ولأن حرب 94 حدثن بفعل مظالم ارتكبتها الأخيرة قررت الأولى إعادة استقلالها وفك الارتباط!انتقل الحديث إلى جباري، لمناقشة المظالم التي أسهب فيها زميله النقيب

ذكره بموقفه في البرلمان المتعاطف مع مظالم المواطنين في جنوب الوطن، إلا أن معالجتها لا تتم من الدعوة للانفصال ولكن من الدولة الواحدة بوصفها الضامن والمنصف لكل اليمنيين

بالنسبة لجباري، يعتبر أن مشكلتنا السياسية والانسانية ليست في الوحدة، لأن المواطنين في الشمال والجنوب جميعهم يعانون، ولكن في تقديرات المسؤولين الخاطئة ومن ثم انهيار مؤسسات الدولية

يعود جباري، إلى الوراء أيضاً، ليصف هذه التقديرات الخاطئة ويقول: في البداية كانت في 2011م كنا نعتبر أن هناك تغيير أفضل، ثم انتهت بالتقدير الكارثي في 2015 حين أيدنا التحالف على الانقلاب، وهو الآن سبب في إضعاف الدولة والداعم لدعوات الانفصال

يتحدث في الأخير عن المخرج يقول: الحل في دولة اتحادية، أما آلياته تمضي عن طريق الحوار فيما بيننا

جاء دول صلاح باتيس، وهو شخصية سياسية حضرمية معتبرة

بدأ في وصف سلسلة مظالم تعرضوا لها: إقصاء سياسي وخدمي، قمع للحريات، ثم وصف الآخر الفاعل

يقول: إنه الحزب الاشتراكي

ولأن الحزب لم يعد حاكماً الآن، فمعنى أنه عاد لتأصيل المشكلة إلى الوراء أيضاً، إلى حقبة حكم الحزب بعد التحرير من الاستعمار عام 69

يقول: إن أبناء حضرموت، قيادات اجتماعية ودعاه متدينين، تعرضوا للقتل والسحل ومن نجى فر إلى الخارج، لقد حكمونا بالقوة وليس بإرادتنا، ثم جاء الشمال، هو أيضاً، حكمنا بالقوة

ولكي يؤكد أن الماضي لدى أبناء حضرموت هو نفسه الحاضر، استدل بزيارة الزبيدي مؤخراً إلى حضرموت بترسانة عسكرية يستقوي بها دون اعتبار للنخبة الحضرمية

يقول: الانتقالي حالياً هو تشكيلة من الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً لا نثق بهم

واضح، أن النقاش هذا، يهدف إلى تشكيل هوية شرقية متميزة للحضارم نحن أمام الآخر وهو الجنوب وبالتالي الشمال

إنه يتجاوز طرح الانتقالي في تحديد المشكلة من العودة إلى 94 إلى العودة أكثر نحو 69م، للتذكير بـأننا كنا دولة قائمه في ذاتها ومتميزة في هويتها عن 30 دولة، وبالتالي لن نكون ضمن دولة جنوبية في مشروع الانتقالي

الحل الآن بنظره، هو أن تكون حضرموت إقليم شرقي في دولة اتحادية فدرالية

تقدم سعيد الدين طالب وزير الصناعة السابق، وقال: دعوا الجنوب ينفصل

ودعوا حضرموت تنفصل أيضاً

هذه الثلاث الاطروحات حول ثنائية الوحدة والانفصال تشير إلى أن هناك وعي لدى السياسي في الشمال بوجود مظالم في الجنوب كما في الشمال أيضاً، وأن تمثله للعقلانية تفرض عليه عدم الحديث بصخب عن الوحدة في المقابل عدم القدرة على إطلاق إدانات صريحة تجاه الانفصال، بسبب الانقسامات الكلية التي تعود إلى 2011 ثم 2015 وليس في الجنوب فحسب، في المقابل تحركات الحضارم في إشهار هوية شرقية متميزة تعيد تذكير الانتقالي أن الانفصال لن يكون واحداً، بل انفصالات