ثورة أكتوبر الخالدة .. مسيرة من الكفاح والنضال تؤكد واحدية المصير

منذ سنة

حظيت الذكرى التاسعة والخمسون، من ثورة الرابع عشرة من أكتوبر المجيدة، بزخم شعبي واحتفاء واسع، من مختلف فئات المجتمع، لما مثلته من رمزية هامة في التحول الوطني، والانعتاق من الاستعمار، والانطلاق نحو التحرر والاستقلال

 وتصادف الذكرى التاسعة والخمسون، منذ ثورة أكتوبر الخالدة، ضد الاستعمار البريطاني، مع ما تمر به البلاد من ظروف مشابهة، لإرهاصات ما قبل ثورتي سبتمبر في شمالي الوطن، وأكتوبر في جنوبه

 وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة، انطلقت حملة إلكترونية واسعة، بدأت مساء الخميس، وتستمر ليومين، تحت هاشتاج، #ثورة 14أكتوبرالمجيدة

 ولاقت هذه المناسبة الوطنية، تفاعلا واسعا لتمجيد اللحظة، التي قرر فيها شعبنا، إشعال الثورة، ضد المستعمر البريطاني، مقدماً في سبيل ذلك التضحيات، ومسطراً أروع صفحات النضال الذي أطلقه الأبطال، وقدحوا شرارته من جبال ردفان الشمّاء، فتجاوبت معه أنحاء البلاد، بعد عام واحد من ثورة الشعب السبتمبرية، على الإمامة الكهنوتية، ولتسير إرادة الشعب في كل اليمن نحو التحرير

 وفي مثل هذا اليوم 14 أكتوبر 1963م، كان اليمنيون في المحافظات الجنوبية على موعد مع طرد المحتل البريطاني، في معركة وجودية لإنهاء أكثر من قرن على الاحتلال وإنهاء حقبة الاستعمار، وكانت الوحدة الوطنية هي أبرز أهداف الثوار الذين انطلقوا من جبال ردفان

  وتمت الثورة ضد المستعمر في تنسيق يمني مشترك بإسناد من الجمهورية العربية اليمنية الوليدة قبل عام فقط وتحديدا في 26 سبتمبر/ أيلول 1962، حيث قامت الثورة اليمنية المجيدة ضد الإمامة والكهنوت، وكانت معجزة 14 اكتوبر، هو توحيد عشرات السلطنات تحت راية دولة واحدة، تبحث هدفها الأكبر في الوحدة اليمنية

 وبعد 59 عاماً من الثورة ضد المستعمر البريطاني، أصبحت القيم والمبادئ والأهداف السامية، التي ناضل من أجلها الآباء والأجداد، نجد أنفسنا في أشد الحاجة للتمسك بها، واستلهام قيم النضال، من أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية، وضمان عدم الانتكاسة مجدداً والانحدار نحو مشاريع التقسيم والتمزيق والإمامة الكهنوتية

 وفي هذا الشأن، اعتبر نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني، الإنجاز الثوري للرابع عشر من أكتوبر المجيد بأنه يتمثل في أنه نقل اليمن من جغرافيا ممزقة إلى بلد قادر على تعريف نفسه متحرراً من إرادة حلف الاحتلال المحلي والأجنبي

 وقال العديني في منشور له على فيسبوك، إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر، قامت ضد واقع أن يتقاسم بلادنا طرفان كلاهما يناصبها العداء ويسعى لإبقائها على هامش التاريخ بعيدة عن حركته وتطوره

 في المقابل، يرى مراقبون، أن التعاضد الحقيقي، الذي حدث بين ثورا سبتمبر وأكتوبر، وامتزاج الدم اليمني، في الثورتين الخالدتين، ضد الإمامة الكهنوتية في شمال الوطن، والاستعمار الغاشم في جنوبه، تؤكد واحدية المصير، والهدف المشترك، لأبناء الوطن الواحد

 ومما يُجسد المصير المشترك، لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، تؤكد العديد من المصادر أن نجاح ثورة سبتمبر ساعد في تسريع الخطى نحو استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني

 وتشير شهادات عدد من أوائل الثوار، التي تم توثيقها إلى أن عدن استضافت لعقود الأحرار المناهضين للحكم الإمامي، وأن ثورة الـ26 من سبتمبر مثلت الحاضن الكبير لانطلاق ثورة الـ14 من أكتوبر

 ويروي بعض الثوار الأوائل أن ثورة 26 سبتمبر 1962، خلقت في عدن وفي كل مناطق الجنوب، مناخاً ملائماً لقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة

 ومن جبال ردفان، مع مغيب شمس الـ14 من أكتوبر عام 1963، كان لبوزة ومجموعته الثورية ممن تدربوا في الشمال، وساندوا ثورة سبتمبر، يفجرون شرارة ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة

 سبق ذلك سنوات من الكفاح والمناوشات بين الثوار وجنود الاحتلال البريطاني في عدن، عبر كوكبة من أبطال الجنوب والشمال معاً، تكللت نضالات اليمنيين في شطري البلاد بالنجاح

 وخلال فترة حكم الإمامة والاستعمار، حاولوا بكل جهد، تمزيق خارطة الوطن، وتشطير الأرض اليمنية، وعزل اليمن عن محيطها فجاءت الثورة في سبتمبر وأكتوبر، لتعيد لليمن اعتباره ومكانته وارتباطه بعروبته وحضارته وهويته التاريخية

 وعكست الاحتفالات والكرنفالات الشعبية، في العديد من المدن والمحافظات، الرغبة الحقيقية، لدى الشعب اليمني، للتمسك بأهداف ومبادئ، ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وعدم التفريط، بالمكتسيات الوطنية، وقيم الجمهورية والحرية والاستقلال، فضلا عما تضمنته من رسائل وطنية، هامة، عبر ضرورة، استلهام قيم ومبادئ النضال للمضي على نهجها في دحر مخلفات الاستعمار، وتحرير البلاد من الإمامة الكهنوتية