جدل واسع حول سرعة انتهاء باقات الإنترنت «فور جي» واتهامات لـ«يمن نت» بالتلاعب في احتساب البيانات
منذ 4 ساعات
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن منذ أسابيع موجة استياء متصاعدة من قبل مستخدمي الإنترنت فور جي، بعد أن لاحظ كثيرون أن باقاتهم الشهرية تنفد خلال فترات قياسية، رغم ثبات أنماط استخدامهم أو حتى انخفاضها مقارنة بالأشهر السابقة
يقول أحد المستخدمين في منشور لقي تفاعلًا واسعًا: كنت أشحن ثمانية آلاف ريال مقابل 60 جيجابايت، وكانت تكفيني لما يقارب الشهر، أما الآن فلا تصمد أكثر من أسبوع أو عشرة أيام، مع أن استخدامي لم يتغير
ويضيف آخر متسائلًا: هل لاحظتم أن الإنترنت يخلص بسرعة في الأشهر الأخيرة، أم أن المشكلة عندي فقط؟اتهامات من داخل الشركةالجدل تصاعد أكثر بعدما نشر أحد الناشطين يدعى، رفيق الدرب، تعليقًا ادّعى فيه أنه من داخل يمن نت، زاعمًا أن الشركة تتعمد تقسيم الباقة إلى قسمين متساويين: نصفها مخصص للتحميل (Download) والنصف الآخر للرفع (Upload)، بحيث تُعتبر الباقة منتهية بمجرد استهلاك جزء التنزيل حتى وإن لم يُستخدم جزء الرفع
وجاء في تعليق الدرب: الباقة مثلاً 60 جيجابايت، يُفترض أن تُستهلك بحرية بين رفع وتنزيل، لكن الشركة تقسمها 30 للرفع و30 للتنزيل، وعندما تنتهي الـ30 الخاصة بالتحميل تعتبر الباقة منتهية، رغم أنك لم تستخدم سوى القليل من جانب الرفع
هذه طريقة السرق المعتمدة لديهم
الدرب طالب بتدقيق فني في طريقة احتساب البيانات من قبل الشركة، ودعا إلى حملة ضغط شعبي لإجبار الجهات المعنية على توضيح الحقائق، ووقف ما وصفه بـالاستهتار بالمستهلكين الذين يدفعون مبالغ كبيرة مقابل خدمة لا ترقى لمستوى التكلفة
تفسيرات فنية أخرىفي المقابل، قدّم بعض المستخدمين تفسيرات مختلفة للأمر، مشيرين إلى أن السبب قد لا يكون في الشركة وحدها، بل في التطور السريع للأجهزة والتطبيقات الحديثة التي أصبحت تستهلك بيانات بشكل خفي حتى دون علم المستخدم، وفق الناشط لؤي الدبعي
وقال الدبعي: الهواتف الحديثة والأنظمة الجديدة مثل أندرويد تسحب بيانات كثيرة في الخلفية، من تحديثات تلقائية وعمليات تشغيل لا يمكن تعطيلها بسهولة
هذا هو السبب الحقيقي في سرعة نفاد الباقات، خاصة عند استخدام الواي فاي
صمت رسمي ومطالب بالشفافيةحتى الآن، لم تصدر «يمن نت» أي بيان رسمي يوضح آلية احتساب البيانات أو يرد على الاتهامات المتداولة بشأن تقسيم الباقات بين الرفع والتنزيل
ويطالب المستخدمون بأن تُلزم الشركة بإصدار تقرير تقني يوضح نسب استهلاك الباقات ومكونات الاستخدام، على غرار ما تفعله شركات الاتصالات في دول أخرى
ويرى مراقبون أن غياب الشفافية في سوق الإنترنت اليمني، وغياب المنافسة الفعلية، يسهمان في استمرار شكاوى المستخدمين دون حلول ملموسة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تجعل تكاليف الإنترنت عبئًا يوميًا على كثير من الأسر
وبينما يستمر الجدل بين من يرى أن الخلل في «يمن نت» ومن يعتقد أن التطور التقني هو السبب، يبقى المؤكد أن خدمة الإنترنت في اليمن أصبحت مكلفة وضعيفة في الوقت نفسه، وأن الحاجة ملحّة لإصلاحات تنظيمية وتقنية تضمن عدالة الخدمة وشفافية المحاسبة في بلد يعاني من انقطاع شبه دائم عن العالم الرقمي