حركة الأحرار السود في اليمن تعلن عن خطوة خطيرة.. من المستهدف؟!

منذ 2 سنوات

بيان عالمي ضد العنصرية المقيتة في اليمنمحمد القيرعي

====================================(( هل في مقدوري كمهمش

الشعور بالحنين مجددا للعيش وسط هذا المجتمع البربري ))= انا على وشك المغادرة ربما خلال الأسابيع القليلة القادمة إلى قاهرة ( المعز لدين الله السيسي ) لعلاج كبدي المتليف في مراحله المتقدمة والمميتة

بالإضافة الى اورام السرطان الناشئة والمتمددة في احشائي

جنبا الى جنب مع كل عفونة التاريخ واثامه ،وكأن المشيئة لم تكتفي بأن ابتلتني منذ لحظات ميلادي الاولى بالعيش كخادم على هامش هذا المجتمع اليمني البربري المأزوم والغارق في اثنيته وعنصريته وتخلفه الحضاري حتى اخمص قدميه ،،ومع يقيني شبه التام بانها قد تكون رحلتي الأخيرة

ربما لدنو ميقات عزرائيل لاستضافتي لديه والذي لا يفرق عادة في مثل هذه الحالات ما بين قبيلي وخادم ،،الا ان حظوظي في الآخرة وفي حضرة الرب تحديداً لن تكون هي الاخرى بافضل حالا مما كنت عليه هنا في الدنيا بمعية هؤلاء القبائل

نظرا لمشاكلي الكثر وبطابعها اللاهوتي البحت مع جماعة الاخرة ،،الا ان ما يسوؤني حقا هو انني ساغادر هذا العالم فيما لا تزال قيود النبذ والدونية العنصرية المقيتة تتدلى من اعناقي بالطريقة ذاتها التي ظلت عليها منذ ولوجي للدنيا في لحظات ميلادي الاولى ،،= أنها الصورة التي تجعل من وجودنا عموما معشر الاخدام في هذا البلد ( كطبقة مقصية  ومعذبة ) القصة الأكثر إيلاماً في تاريخ الإنسانية المسلوبة والمعذبة ،،والوصمة الأكثر بعثاً للخجل والإدانة والتشويه لميراث أمة تصر إصراراً عجيباً على قهر واستبداد طائفة عرقية داخلة في تكوينها الاجتماعي والوطني بدواعي الحفاظ على ارثها القبلي المحنط والموبوء بكل عفونة التاريخ ،،لقد كافحنا بضراوة على مدى عقود زمنية فائتة مدفوعين بالامل واليقين في أن نتمكن يوما من تخطي تلك المستويات الساحقة من عدم المساواة التي تنهش ادميتنا المستلبة

حاضرا

وماضيا

وحتى مستقبلا بالنظر الى غياب اية مؤشرات فعلية تدل على ان اجيالنا القادمة قد تحظى بما لم نحظى نحن به من كرامة

وعدالة

ومساواة

وفرص حقيقية للعيش الامن والكريم ،،كافحنا لكي يكون لحياتنا معنى مبنيا على قيم أخلاقية صلبه وراسخة تتيح لنا ولاجيالنا اللاحقة في أن نصبح جزءاً فاعلاً ومتكافئا في الجماعة ،،لكننا لم نحصد سوى المزيد من البغض والتعصب والكراهية والازدراء اللامتناهي لادميتنا إلى الحد الذي يجعلني اتسأءل دوما ما اذا كان هذا القبيلي الرث والمعتوه في بلادنا مخلوق حقا على هيئة الرب ذاته

أم على هيئة الشيطان

من يدري ،،؟خصوصا وان الامر الاكثر ايلاما ومأساوية في هذا المنحى يكمن في أن أي خادما منا تبرز عليه علامات الفهم والمقاومة والذكاء الفطري

يصبح منبوذا ومستهدفا في حالات كثر من جميع كتل القبائل الرثة والبهيمية

سواءا كانوا مثقفين

أو بدو

او متنورين

أو مؤدلجين

لا فرق

( فالخادم المتنور ) يشكل من منظورهم تهديدا وجوديا لقيمهم وميراثهم الماضيوي التفوقي

فالجميع توحدهم نزعاتهم الهمجية وحنينهم إلى جذورهم البهيمية ،،الأمر الذي يجعل من امكانية كسر وتخطي حواجز النبذ والكراهية العنصرية الموروثة والمتوارثة

امرا صعبا وربما مستحيلا أن جاز التعبير في مجتمع هرمي ماضيوي مولعا بالحروب والهيمنة

وفاقدا لابسط شروط الايمان البديهي بالمساواة والسلام والعدالة المجتمعية ،،ما يعني اننا ننتمي اجمالا معشر اخدام اليمن

لوطن ومجتمع لسنا ملزمين البتة بالولاء أو الحنين اليهما بالمطلق ،،لدرجة انه لا يغامرني أي شعور البتة بالاسى حيال هذا المجتمع الغارق في ازماته وحروبه الداخلية المتعاقبة والتي لا تنتهي جراء اخفاقه واخفاق ساسته ومفكريه أن وجدوا طوال تاريخهم القومي المأزوم في الحصول على اجابات شافية عن سبب بؤسهم وشقائهم وشقاء اجيالهم المتوالي

نظرا لافتقارهم في المقام الأول للقدر الكافي من التحضر والعقلانية والعلم الذي يؤهلهم لادراك واستيعاب قيم ومبادئ ومضامين الحداثة الليبرالية الانسانية المعاصرة بصورة مثلى وموضوعية والتي يمكنهم ومن خلالها فقط ليس فحسب فهم ماضيهم وحاضرهم المتعثر

بقدر ما سيمكنهم في الوقت ذاته من ايجاد الحلول الموضوعية لاغلب

إذا لم نقل جل معضلاتهم الاجتماعية والثقافية الشائكة والموروثة كتلك المتعلقة بالاختلافات والتباينات المذهبية والدينية والعصبيات العشائرية والعنصرية وانعدام العدالة والمساواة الانسانية والتمييز الجنسي والتخلف الحداثي عموما ،،

خلاصة القول هو انني وسواء رحلت عن اليمن

أو عن عالمنا الدنيوي

فان حنيني الفعلي وفي كلتا الحالتين سيكون محصورا فقط لابناء جلدتي المهمشين

ولليالي الانس والفرح والبرع المخدماني الصاخبة بكل عذوبة الدنيا والمتجدد دوما على إيقاع العزلة والدونية ،،فنحن معشر الأخدام مفتونون بطبعنا بمفردات اللذة والفرح الجماعي حتى وإن كانت مصطنعة

وكأنها انتصارا لشيء مقدس في حياتنا الضائعة ،،خصوصا مع ذلك المزيج المبهج من الاغاني العدنية واللحجية ورقصات الشرح البلدي المختلطة والتي ابتدعها ابائنا واجدادنا على ما يبدوا لتجنبنا ربما في تلك اللحظات العابرة والمسروقة من حياتنا عناء ومغبة الشعور بالانتماء العضوي لوطن ومجتمع نعيش في محيطهما حالة من الاغتراب التاريخي بدرجة بات يستحيل علينا ازاءها معشر الاخدام الشعور باية نبضات حب

أو غبطة

أو ولاء حيالهما

مثلما يستحيل علي انا ايضا - محمد القيرعي - وفي لحظات عمري المندثرة تعويض ما فاتني من ليالي الرقص والانس والبرع المخدماني التي فوتها عمدا خلال عقود وسنوات كفاحي الفائتة التي اهدرتها عبثا على ما يبدوا في سبيل تحقيق حلم

لا يزال على حاله ،،وللحديث بقية ،،الرئيس التنفيذي لحركة الدفاع عن الأحرار السود في اليمن رئيس قطاع الحقوق والحريات في الاتحاد الوطني للفئات المهمشة في اليمن