حضرموت تشهد موجة تصاعدية من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة تنديدا بتردي الأوضاع الخدمية
منذ 15 ساعات
تشهد محافظة حضرموت، الواقعة جنوب شرق اليمن، موجةً تصاعدية من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، اندلعت احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية وتدهور الخدمات الأساسية، في ظل ارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية، وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وشح حاد في توزيع المياه، وانهيار شبه كامل لخدمات النظافة والصحة
وأصبحت الاحتجاجات اليومية سمة بارزة في شوارع مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، حيث يقطع المحتجون بشكل متكرر الطريق الدولي الرئيسي الذي يربط حضرموت ببقية المحافظات اليمنية
وقد تسبب هذا الإغلاق في شل حركة النقل التجاري، وأدى إلى توقف تام لمرور الشاحنات والقواطر، ما أثار مخاوف من تفاقم الأزمة الاقتصادية في المحافظة التي تُعد من أكثر المناطق استقرارًا نسبيًا في اليمن
وبحسب مصادر محلية، فإن بؤرة الاحتجاجات تتركز بشكل خاص في حي ديس بالمكلا، حيث تجمع المئات من المواطنين يوميًا، مرددين هتافات تندد بـالإهمال الحكومي وتطالب بـالعدالة في توزيع الموارد وتحسين الخدمات
وعبر المحتجون عن غضبهم الشديد من استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، في ظل موجات الحر الشديدة، إضافة إلى تردي جودة المياه، وانتشار القمامة في الشوارع، وتفاقم أعباء المعيشة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود
وتأتي هذه الموجة من الاحتجاجات في ظل تطورات سياسية محلية مهمة، تمثلت في عودة محافظ حضرموت، مبخوت مبارك بن ماضي، إلى المحافظة بعد غياب دام عدة أشهر
ورغم ترحيب بعض الأوساط بعودته، إلا أن هذه العودة قوبلت بسلسلة من المطالبات الجماهيرية العاجلة، تطالب باتخاذ إجراءات فورية لحل أزمة الكهرباء، وإعادة تفعيل محطات التوليد، وتحسين توزيع الوقود، وضبط الأسواق التي تشهد تلاعبًا في الأسعار
وقد اتسعت رقعة التظاهرات في الأيام الماضية لتشمل مدنًا أخرى في حضرموت، مثل سيئون، وشبوة، والوادي، حيث أغلق المتظاهرون طرقًا حيوية، ورفعوا لافتات تحمل شعارات تطالب بـالعدالة الاجتماعية وإنهاء الفساد المالي والإداري، وإعادة النظر في توزيع عائدات النفط والغاز، التي تُستخرج من حقول في حضرموت، لكن أهلها يشعرون أنهم لا يجنون نصيبًا عادلًا من هذه الثروات
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بالتغيير، تبقى الشوارع في حضرموت ساحةً للغضب الشعبي، حيث يصر المتظاهرون على رفض الوعود المعهودة، ويطالبون بـأفعال ملموسة تعيد للحياة اليومية هدوءها، وتعيد للأمل مكانه في نفوس المواطنين الذين يعانون من سنوات من الإهمال والتهميش