حضرموت.. “وادي يون” بلا خدمات صحية
منذ 13 ساعات
حضرموت – إكرام فرج تعرّض الشاب الثلاثيني، علي بادبيان، من سكان “وادي يون” بمديرية حجر غرب محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، للدغة ثعبان بداية شهر أغسطس الجاري
حاولت أسرته وجيرانه إنقاذه من الموت ونقله إلى المركز الصحي في المنطقة لإعطائه حقنةً ضد التسمم وإنقاذ حياته
لكن كانت الصدمة، بحسب نجله عبدالله، حين وجد المركز مغلقًا وغياب المختص الصحي فيه
توفيّ بادبيان؛ بسبب عدم وجود أي خيارات أخرى أمام أسرته لإنقاذ حياته، فالمنطقة بعيدة عن المراكز الصحية
الحادثة تلخص ما يعانيه سكان منطقة “وادي يون” بمديرية حجر من افتقار المنطقة لأي خدمات صحية
حيث يعاني السكان من افتقارٍ للخدمات الطبية الأساسية
ويضطرون لنقل مرضاهم إلى مناطق بعيدة في مديرية حجر أو إلى مدينة المكلا التي تبعد أكثر من 190 كيلومترًا
بعض المرضى يموت قبل وصوله المشفى، خاصة إذا كانت حالة المريض طارئة
وتتكرر قصص معاناة المرضى من سكان وادي يون بشكل شبه يومي، في ظل غياب شبه تام للخدمات الصحية
ويحتاج أكثر من ستة آلاف نسمة في 22 قرية وتجمعًا بدويًا بالوادي إلى مرفق صحي متكامل
يكون مزودًا بكافة المتطلبات الطبية التشخيصية والمخبرية والكوادر الطبية، كما يقول عبدالله بن علي بادبيان
ويصف عبدالله منطقة وادي يون، بأنها منطقة زراعية وشبه معزولة، وموقعها الجغرافي البعيد تحيط به تضاريس وعرة دون مرافق صحية
وتعاني إهمالًا حكوميًا يجعل من سكان المنطقة فريسةً للأمراض والأوبئة
ويضاعف معاناتهم أكثر، ضعف وتردي الخدمات العامة، كالمياه وعدم توفير الخدمات الزراعية للمزارعين في المنطقة الذين يواجهون مشكلات بهذا الجانب
ويواجه المزارعون أيضًا صعوبةً في نقل محاصيلهم إلى الأسواق نتيجة وعورة الطرق
ويشير عبدالله إلى أن وادي يون واحد من أبرز الأودية الزراعية في مديرية حجر وأكثر المناطق كثافة سكانية في المديرية
لكنه غائب عن خارطة التنمية الخدمية في محافظة حضرموت
معاناة القطاع الصحي من غياب المراكز الطبية المجهزة وانتشار الأوبئة والحميات
جعلت سكان وادي يون يعيشون في عزلة ومعاناة إنسانية، وأبرزها في الجانب الصحي
خلال الشهرين الماضيين، اجتاحت المنطقة موجة وباء وانتشار الحميات الفيروسية والإسهالات
وأصيب المئات من سكان المنطقة، وعانوا من نقل مرضاهم إلى مراكز صحية بعيدة في عدة مناطق بمديرية حجر
كما تؤكد أم أحمد إحدى سكان منطقة وادي يون في حديثها لـ”المشاهد”
وتضيف أم أحمد أن المركز الصحي في المنطقة غير مجهز بشكل كامل
وتتابع: “عندما يمرض أحد أفراد الأسرة، نضطر لقطع مسافة طويلة عبر طرق وعرة للوصول إلى المستشفى العام للمديرية أو إلى المكلا، وأحيانًا نفقد المريض قبل أن نصل
”وتشير أم أحمد إلى أن منطقة وادي يون خارج نطاق اهتمام الدولة، ولا أحد يتجاوب مع معاناة السكان الصحية
وتجهيز المركز الصحي الوحيد بشكل يجعله قادرًا على تقديم الخدمات الصحية للمرضى على الأقل في الحد الأدنى
من جانبه، يقول محمد أبو صالح، مزارع: “اعتدتُ قضاء يومي كمزارع بين النخيل والزراعة
ونواجه خطر لدغات الزواحف الخطرة والسامة كالثعابين، ولا توجد حقن للتسمم في المركز الصحي”
محمد أبو صالح، مزارع: “اعتدتُ قضاء يومي كمزارع بين النخيل والزراعة
ونواجه خطر لدغات الزواحف الخطرة والسامة كالثعابين، ولا توجد حقن للتسمم في المركز الصحي”
ويضيف أن افتقار المنطقة للخدمات الصحية يدفع بعض السكان لمغادرتها والسكن في مناطق أخرى أو الهجرة خارج اليمن
كما دفعت هذه الظروف الكثيرين للهجرة؛ لأنها تعتبر حياة بلا صحة ولا خدمات
ويغادر الشباب الوادي بحثًا عن فرص في مدن أخرى ليس فقط للرزق، بل هروبًا من واقع لا يطاق
من جانبه، قال مدير المركز الصحي في منطقة وادي يون، مصطفى باسرور، إن المركز الصحي يعاني من نقص حاد في الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية
وأضاف في حديثه لـ”المشاهد”: “نحتاج بشكل عاجل إلى الباراسيتامول، والحقن الوريدية، والمضادات الحيوية
بينما الدعم الذي نتلقاه من بعض الجهات الدولية كل ثلاثة أشهر محدود ولا يغطي الاحتياجات الفعلية”
مدير المركز الصحي في منطقة وادي يون، مصطفى باسرور: نحتاج بشكل عاجل إلى الباراسيتامول، والحقن الوريدية، والمضادات الحيوية
بينما الدعم الذي نتلقاه من بعض الجهات الدولية كل ثلاثة أشهر محدود ولا يغطي الاحتياجات الفعلية”
من جانبها، أوضحت المساعدة الصحية في المركز، رندا بانصيب، أن الفريق الصحي يعمل لمواجهة انتشار الحميات، وتوعية المجتمع للحد من انتشار العدوى من الحميات الفيروسية، حسب تعبيرها
وقال عضو المجلس المحلي في منطقة وادي يون، سعيد سالم بادبيس، أنه يوجد مستشفى رئيسي في مركز المديرية و18 وحدة صحية تتوزع على مختلف مناطق المديرية
وتعاني أغلب هذه المرافق من نقص الكوادر الطبية المتخصصة ونقص في الأجهزة التشخيصية والمخبرية
كل من تواصل معهم مراسل “المشاهد” من سكان منطقة وادي يون بمديرية حجر في محافظة حضرموت
طالبوا السلطات المحلية والمنظمات الدولية بالعمل لتوفير الخدمات الصحية لسكان المنطقة وتأمين الأدوية الأساسية
كما طالبوا توفير سيارة إسعاف مجهزة تناسب الطرق الوعرة
وتوفير كوادر طبية متخصصة ولو بزيارات دورية
وتنفيذ خطة متكاملة لمكافحة الأوبئة، وتشمل الرش الدوري والتوعية المستمرة
معتبرين أن أي تأخير في الاستجابة لا يعني فقط تدهور المؤشرات الصحية، بل قد يعني فقدان أرواح جديدة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير