حملات الموت والمقابر الجماعية منجزات حوثية وحيدة منذ الانقلاب (تقرير)

منذ 7 أشهر

 منذ بداية انقلابها، ركزت مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن على استحداث وتوسعة المقابر في جميع المحافظات والمديريات التي تسيطر عليها، وقد أنجزت المئات منها حتى أصبحت كل مديرية في تلك المناطق لديها مقبرة أو مقبرتان، خاصة بقتلى المليشيا الحوثية في الجبهات من أبناء تلك المناطق، وبالإضافة إلى ذلك، أنشأت المليشيا مقابر خاصة بالقتلى الذين ينتمون إلى سلالتها بمسمى آخر أطلقت عليه اسم روضات الشهداء

 منجز حوثي وحيدمشروع المقابر يعد المشروع الوحيد الذي قدمته المليشيات الحوثية لسكان في تلك المناطق حسب مختصين، حيث يعاني السكان هناك ظروفا معيشية صعبة وأزمات اقتصادية متفاقمة

وفي ظل انقطاع المرتبات، وازدهار الاسواق السوداء، برزت أنشطة وخدمات إيرادية يتيمة مرتبطة بالحرب والموت، أبرزها أسواق السلاح ومشاريع بناء المقابر والروضات

 زيادة أعداد المقابر التي رصدتها تقارير سابقة، كشفت عن حجم الضحايا التي تقدمها تلك المناطق في حروب الحوثي في المحافظات التي تسيطر عليها، والآثار الاجتماعية والإنسانية لتلك المقابر؛ فقد زادت تبعا لذلك أعداد الأرامل والأيتام والأسر التي أصبحت بلا عائل

 استراتيجية التشييع والحشديأتي اهتمام المليشيات باستحداث المقابر والاهتمام بإعمارها كجزء من استراتيجية الدعاية والتأثير التي تتبعها مليشيا طهران، فهي من جهة، تسلط الضوء على خسائر المشروع الإيراني الذي تروج له المليشيات وتضخ له من دماء اليمنيين؛ ومن جهة أخرى، تكشف عن استغلالها تشييد تلك المقابر لتعزيز الولاء والانتماء وجذب الدعم الشعبي لصالحها

وتذهب مصادر إلى أن الآلية التي يستخدمها الحوثيون في التشييع وتضخيمها هي ذاتها الآلية التي تحشد بها مقاتليها من ذات المناطق التي يتم تشييع الجنائز فيها بحفلات باذخة، تعاظمت بالتزامن مع ازدياد أعداد القتلى خلال المعارك الأخيرة - قبل الهدنتين - في جبهات القتال، حيث تجاوز عدد المقابر - كثيرا - عدد المديريات في محافظات السيطرة الحوثية

 نازية هاشمية!!في تعليقه على تزايد عدد مقابر قتلى الحوثي، قال الدكتور علي أبوصلاح ٲكاديمي وباحث، عن رأيه بأن ذلك هو نتاج مشروع الموت الذي ينتهجه الحوثيون

 ويصف استحداث المقابر في عهد المليشيات بأنه مذبحة ترتكبها المليشيا الحوثية بحق اليمنيين، من خلال زجهم في حروب مذهبية وطائفية وعنصرية، ويعتبر أن هذا المشروع استخفافاً بحياة اليمنيين يدفعهم للموت من أجل تحقيق مصالح الحوثيين وإيصال النازية الهاشمية الكهنة إلى السلطة ومزاعم وأكاذيب الحق الإلهي

 وفي سياق التباهي والتفاخر بمشروع الموت لليمنيين الذي تروج له الجماعة لاستقطاب مزيد من القتلى، أعلنت في مطلع أبريل من العام 2018 أنها أنجزت في مناطق سيطرتها إنشاء أكثر من 300 مقبرة خلال ثلاث سنوات من انقلابها على الشرعية

 300 مدفن حوثيفي حديثه، المدير التنفيذي في المؤسسة الحوثية المدعو عبد السلام الطالبي لوكالة (سبأ) بنسختها الحوثية، كاشفا عما أسماه جماليات غير مسبوقة لهذا الإنجاز الحوثي المسمى رياض الشهداء، التي قال إنها تزيد عن 300 مقبرة!

 وفي معرض التباهي، تحدث القيادي الطالبي بأن هذا الكم من المقابر الجديدة المزينة بالأشجار والعشب الأخضر والمرسومة في أشكال هندسية بديعة، هو نوع من التعبير الدنيوي عن الخلود، الذي تحاول من خلاله أن تحاكي الصورة التي تتخيلها الجماعة عن الخلود الأخروي الذي ينتظر قتلاها حيث النعيم المقيم كما تزعم

 وذكر المشرف الحوثي المسؤول عن تشييد مشروعات المقابر، أن هذا المشروع يتطلب التشييد والتزيين وتوفير المياه والأضرحة والصور والأحجار والإسمنت، ليس هذا فحسب؛ بل يتطلب كوادر متطوعة تعمل ليلاً ونهاراً وتواكب العمل أولاً بأول وهو ما يستغرق كلفة باهظة تضطر معها الجماعة بحسب تعبيرها إلى طلب مزيد من التبرعات من أنصارها

 مقابر جماعيةمنذ تصاعد أنشطة مليشيا الحوثي في محافظة صعدة أصبحت المقابر واجهة لدفن العديد من ضحايا المشروع التدميري الذي ينفذه الحوثيون، إذ تعتبر محافظة صعدة مركزا رئيسيًا لهم وفيها أكبر عدد من مدافن الحوثي على مستوى اليمن

وفقًا للمصادر، أنشأ الحوثيون عشرات المقابر في رازح وساقين وكتاف وغيرها

 في محافظة صنعاء، تقول المصادر الميدانية إن المليشيات أنشأت عددا من المقابر الجماعية في مناطق مثل بني حشيش وهمدان وبني مطر، بالإضافة إلى مناطق أخرى في عدد من المديريات

ويشكو سكان تلك المناطق من جرائم القتل الجماعي التي ترتكبها المليشيات الحوثية، حيث يتم إلقاء أبنائهم في هذه المقابر وسط مأساة الحرب

 وفي أمانة العاصمة أفاد مركز العاصمة الإعلامي بتأسيس 16 مقبرة جديدة في أمانة العاصمة فقط منذ احتلالها في سبتمبر 2014، تم توزيع هذه المقابر على 10 مديريات

 دراسات وإحصائياتتقول إحصائية لمركز العاصمة الإعلامي، نُشرت في وقت سابق بأن منطقة الجراف التابعة لمديرية الثورة غرب العاصمة صنعاء من أكثر المناطق التي شهدت إنشاء مقابر جماعية، حيث تم إنشاء أربع مقابر في تلك المنطقة بمساحات تتراوح بين 2000 و3000 متر مربع، دفنت فيها آلاف الجثث التابعة للحوثيين

 وفي منطقة بيت بوس بمديرية السبعين جنوب العاصمة، أنشئت مقبرة جماعية تبلغ مساحتها حوالي 1200 متر مربع، ومقبرة تحمل اسم الخلود في حي السنينة بمديرية معين

 ووفقا للتقرير، قامت المليشيات بتوسيع مقبرة في حي السواد، لتصل مساحتها إلى 2300 متر مربع، كما تم إنشاء ثلاث مقابر جديدة في مديريات بني الحارث والتحرير وشعوب

 وفي نهاية عام 2017، تم افتتاح مقبرتين، الأولى في حي مذبح والثانية في حزيز جنوب شرق العاصمة صنعاء

وقد قامت المليشيات الحوثية بتحويل مساحات واسعة من الأراضي التابعة لبعض المرافق الحكومية في العاصمة صنعاء إلى مقابر جماعية لدفن قتلاها، وقبل عامين تم افتتاح مقبرتين بشارع الستين في مديرية معين خلف مبنى وزارة الخارجية، وثالثة داخل حديقة نادي ضباط الشرطة بشارع الزبيري مديرية الوحدة

 ذمار

مصيدة ومدافنعلى بعد ٢٠٠ كم من العاصمة صنعا، ضاقت مقابر محافظة ذمار بأفواج القتلى من أبناء المنخرطين ضمن مقاتلي الحوثي، ولقو مصرعهم خلال المعارك الشرسة مع القوات الحكومية، إذ تعد محافظة ذمار واحدة من أكثر المحافظات التي يستغلها الحوثيون لحشد المقاتلين لجبهاتهم

 في أواخر 2021 أكد نائب مدير مكتب الثقافة في ذمار، الشاعر والناشط السياسي علي أبو هويدة، أن أكثر من 6 آلاف عنصر من المجندين من ذمار قتلوا في معارك مع قوات الجيش خلال العام نفسه

وقال أبو هويدة في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع تويتر أنه تم توثيق اختفاء 25 طفلاً في مدينة ذمار خلال نفس العام، بالإضافة إلى مقتل 20 مدنيًا على يد عناصر الحوثي في المحافظة نفسها

وفي ديسمبر 2022، أعلن القيادي الحوثي المعروف باسم أبو عقيل الشرقي عن مقتل ما يقرب من 9 آلاف من عناصر الحوثيين في ذمار خلال السنوات الماضية

وهو الأمر الذي سخر منه نشطاء من أبناء ذمار، حيث تباهى بمقتل 9 آلاف شخص من أبناء المحافظة

  مدافن المحويت وعمرانأما في المحويت فقد أعلنت المليشيات الحوثية في مارس 2018، عن افتتاح 5 مقابر جديدة، تزامنت مع الخسائر التي تكبدتها في مواجهاتها مع الجيش في جبهات القتال

ونفذت عناصرهم حملة تبرعات استهدفت التجار والمغتربين لتمويل وافتتاح مقابر جديدة في مديريات المحافظة، حيث بلغ عددها أكثر من عشرة مقابر

 في محافظة عمران، يؤكد مسؤول محلي أن عدد المقابر التي أنشأتها الميليشيات منذ بداية انقلابها بلغ 90 مقبرة لدفن قتلاها، ففي نهاية ديسمبر الماضي قامت الميليشيات بافتتاح مقبرة جديدة لدفن قتلاها أطلقت عليها اسم مقبرة الحسين في منطقة دُكم مديرية ريدة محافظة عمران، بحضور مشرف المديرية أبو حسين الشريف، الذي ينحدر من صعدة، الذي اعتبر ذلك إنجاز جديرًا بكل ذلك البذخ

وسخر ناشطون من إنفاق عشرات الملايين على تكاليف بناء المقبرة وتزيينها بالورود والنقوش الجدارية

 فضيحة حرف سفيانوشهد يوليو الماضي، فضيحة جنائية مدوية عبرت عن إدانها كل الجهات الحقوقية، حيث تم اكتشاف مقبرة جماعية في محافظة عمران، في جريمة تضاف حسب حقوقيين إلى سجل الميليشيات الإرهابي، تضم المقبرة الجماعية رفات 17 مدنيًا تم إعدامهم على يد الميليشيات الحوثية الإرهابية قبل 13 عامًا، من أبناء حرف سفيان محافظة عمران شمال البلاد، قامت المليشيات حينها باختطافهم من مزارعهم وقامت بإعدامهم ودفنهم داخل كهف، قبل أن يتم العثور عليهم من قبل الأهالي، وأثارت هذه الجريمة استنكارًا واسعًا على المستوى المحلي والدولي

 عنصرية وقناديلوتكرس مليشيات الحوثي مشروعها العنصري حتى في مقابرها بتمييز وتقسيم القتلى إلى طبقات بناءً على اعتبارات عنصرية فهناك مقابر لما يسمى ب القناديل وتخص قتلى السلالة الهاشمية، ومقابر أخرى لمن يطلق عليهم الزنابيل، وهم المقاتلون في صفوفهم من أبناء القبائل الذين يستخدمونهم في المعارك ترغيبا وترهيبا

كما تختلف أشكال وأحجام تلك المقابر والقبور على مستوى العناية والتصميم، كما هو حاصل في مديرية شبام بمحافظة المحويت حيث تم تخصيص أكبر مقبرة للسلالة الحوثية

 السلام يقلص المدافنيستنكر اليمنيون بكافة أطرافها وجهاتهم، حفلات التشييع الحوثية الدويلة على المجتمع اليمني، إذ أضافت إلى مواكب السيارات، تزيينها باللون الأخضر والزخارف والاعلام وإطلاق الرصاص الكثيف وزغاريد ما تسمى بالزينبيات على أبواب منازل أهالي القتلى، قبل أن تتقلص تلك الطقوس بشكل كبير في الآونة الأخيرة حيث تقلصت بفعل محادثات السلام والهدن الإسمية، لتقتصر الآن على تعليق صور القتلى ضمن ما يسمى بأسبوع الشهيد