حولا ملايين الدولارات إلى سوريا ولبنان والامارات لتجنيد مقاتلين.. : تحقيق لـ رويترز: ئيس المخابرات السوري السابق وابن خال الأسد يخططان لقيادة تمرد

منذ 3 ساعات

�عدّت وكالة رويترز تحقيقاً موسعاً يكشف أن اثنين من أبرز رجالات الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وهما اللواء كمال حسن وابن خاله الملياردير رامي مخلوف، ينفقان ملايين الدولارات لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين المحتملين في الساحل السوري ولبنان، في محاولة لإطلاق انتفاضات تهدف إلى تقويض الحكومة الجديدة واستعادة نفوذهما المفقود بعد سقوط دمشق أواخر 2024

وبحسب أربعة مصادر مطلعة على تحركات العائلة، فإن الأسد، المقيم في موسكو منذ فراره إلى روسيا في ديسمبر 2024، بات مستسلماً لحياة المنفى، في حين يرفض مقربون آخرون، بينهم شقيقه ماهر الأسد، التسليم بفقدان السلطة

إلا أن ماهر، الذي لا يزال يحتفظ بولاء آلاف الجنود السابقين، لم يصدر أوامر أو يقدم تمويلاً حتى الآن

تمويل ميليشيات ومحاولات للسيطرة على غرف قيادة سريةكشف التحقيق أن حسن ومخلوف يعملان على تشكيل ميليشيات تضم أفراداً من الطائفة العلوية، مستندَين إلى شبكات نفوذ سابقة

وتظهر وثائق ومقابلات مع 48 شخصاً مطلعين على النشاطات أن الرجلين يمولان بشكل منفصل قوات يقدَّر عددها الإجمالي بأكثر من 50 ألف مقاتل، رغم عدم وجود مؤشرات على تعبئة فعلية حتى الآن

كما يسعى الطرفان لانتزاع السيطرة على شبكة من 14 غرفة قيادة تحت الأرض بُنيت خلال السنوات الأخيرة من حكم الأسد قرب الساحل السوري، وتضم مخابئ أسلحة ومعدات اتصال

وأكدت صور ووثائق عملياتية اطلعت عليها رويترز وجود هذه المنشآت، رغم تعرضها للتعطّل إلى حد كبير

مخلوف بين نبوءات آخر الزمان وتمويل الفصائلوبحسب مصادر متعددة، يعيش مخلوف في طابق خاص بفندق فاخر في موسكو تحت حراسة مشددة، ويتحدث مع أتباعه بخطاب ديني يعتبر فيه نفسه المخلّص الذي سيقود المعركة الكبرى لاستعادة النفوذ

وتظهر وثائق مالية أنه حوّل ملايين الدولارات لضباط علويين في سوريا ولبنان والإمارات لتمويل مجموعات يدّعي أنها تضم أكثر من 54 ألف مقاتل، رغم أن الرواتب لا تتجاوز 20 إلى 30 دولاراً شهرياً

كمال حسن: شبكات أمنية قديمة وهجمات إلكترونيةأما اللواء كمال حسن، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية، فيظهر في رسائل صوتية حصلت عليها رويترز وهو يعبّر عن غضبه من فقدان النفوذ، متعهداً بـاستعادة كرامة العلويين

وبحسب منسق عملياته، أنفق حسن نحو 1

5 مليون دولار منذ مارس الماضي على 12 ألف مقاتل مفترض

كما جنّد فريقاً من المتسللين الإلكترونيين لتنفيذ هجمات على أنظمة الحكومة الجديدة وتسريب بيانات رسمية على الإنترنت المظلم

الحكومة الجديدة تتحرك

ودور خالد الأحمدللتصدي لهذه التحركات، استعانت الحكومة السورية الجديدة بـ خالد الأحمد، صديق طفولة الرئيس أحمد الشرع وأبرز شخصية علوية في الحكومة

ويلعب الأحمد دوراً محورياً في احتواء التوترات الطائفية ودعم برامج اقتصادية لدمج العلويين في مؤسسات الدولة، وفق مسؤولين محليين

وأكد محافظ طرطوس أحمد الشامي أن السلطات على دراية كاملة بالمخططات، وأن شبكات القيادة السرية ضعفت إلى حد كبير، مضيفاً أن قدرات حسن ومخلوف محدودة ولا تشكل تهديداً فعلياً

موسكو تبتعد

وتمويل يتراجعوبحسب مصادر مطلعة على وساطات روسية، لم تُبدِ موسكو استعداداً لدعم حسن أو مخلوف، رغم استضافتها لهما، إذ تركز على ضمان استمرار وصولها إلى القواعد العسكرية في الساحل السوري

وزيارة الشرع إلى موسكو في أكتوبر الماضي عززت هذا الموقف، وفق دبلوماسيين

وتشير مؤشرات حديثة إلى أن مخلوف يعاني من ضائقة مالية، إذ لم تصل رواتب مجموعاته لشهر أكتوبر

توتر في الساحل وانتفاضات محدودةوعلى الرغم من الاحتقان في المناطق العلوية، بما في ذلك احتجاجات واسعة في 25 نوفمبر للمطالبة بالإفراج عن معتقلين وتحسين الأوضاع، لا توجد أدلة على أن مخلوف أو حسن يقفان خلفها

وتعرضت الحكومة لانتقادات بعد قمع انتفاضة في مارس قُتل خلالها نحو 1500 مدني بحسب تقديرات مختلفة

ومع ذلك، يقول قادة ميدانيون إنهم لن يتحركوا قبل تبلور المشهد السياسي، بينما يواصل حسن ومخلوف محاولاتهما لكسب الولاءات في بيئة تعصف بها البطالة وانعدام الأمن وضعف الثقة بالطرفين

وتخلص رويترز إلى أن فرص نجاح مخططات الرجلين تبدو ضئيلة، في ظل الانقسامات بينهما، وتراجع الدعم الروسي، ورفض قطاعات واسعة من العلويين العودة إلى دولة النفوذ القديمة، فيما تركز الحكومة الجديدة على احتواء التوتر وبناء مسار للمصالحة