خالد الرويشان : شجرة الغريب فاضَ بها من غباءاتكم ..فَطَرتُم قلبَها فانفَلَقَ وتناثرَ أشلاءً!

منذ 16 أيام

خالد الرويشان شجرة الغريب فاضَ بها من غباءاتكم

فَطَرتُم قلبَها فانفَلَقَ وتناثرَ أشلاءً!لم تستطع أجواء ورياح ووقائع وأهوال 2000 سنة أن تكسر قامتهابينما كسرتم قلبها في 20 سنة! فَطَرتُم قلوب 30 مليون!شجرة الغريب في تعز

حارسة الدهر كما أسماها شاعر العرب الكبير سليمان العيسىلقد سالتْ دموعي مراراً وأنا أكتبها لكم الليلةوكأنّ هذه الملحمة مرثاةٌ لشجرة الغريب

مرثاةٌ لبلاد ومناجاةٌ لشعب

مرثاةٌ لكل غريبٍ ونادرٍ ونفيس في هذه البلاد!ما أنتِ؟ حارسةٌ للدهر، أم خبرُيَعرَى ويُورِقُ، لا يُدرى لهُ عُمُرُ؟ما أنتِ؟ سرٌ من الماضي يطوفُ علىشطِّ الزمان

بجلبابيهِ يأتزرُتغازلين الضحى والليلَ صامتةًوحول جذعِكِ يعيا

يسقطُ السفرُما أنتِ؟ ملحمةٌ غبراءُ آونةًوتارةً

يتفيّا ظِلّكِ القمرُبِنتَ الزمانِ

سلاماً!إنّني تَعِبٌ

وها مَرافقُكِ السمراءُ تنتظرُآتِيكِ

يحملُني شوقٌ إلى قصصٍفي هذه الأرض، يفنى حولَها السمرُيا دوحةَ الأزلِ المزروعِ في بلديشعراً وخمراً

وأستسقي وأعتصِرُوأرتمي أبداً ظمآنَ، محترقاًعلى التخومِ

فلا كرمٌ ولا ثمَرُقالوا : الغريبُ

ووجّهنا ركائبناإليكِ

كانَ شعاعُ الشمسِ يُحتضَرُوكنتِ تحتَ سكونِ الوَعرِ جاثمةًمِلْءَ المهابةِ، يخشى لمْسَكِ القَدَرٌلَمْ تنبِسي حينَ حيًّيناكِ عن شفَةٍلِمَ الكلامُ؟ يٌجيدُ الضجّةَ البشرُوقَفتِ مثلَ عمودِ الفجرِ صامدةًهذا كتابُكِ

مفتوحٌ لِمَنْ عَبَرواورُحتُ أقرأُ في صمتٍوعاصفةٌمن الحنينِ

على جنبَيَّ تنفجرُهذي أنا

قلتِ لي

شمطاءُ

باقيةٌعلى العصورِ، وعندي اللونُ والزَّهَرُعندي الفصولُ - كما أختارُ - عاريةًمكسوّةً، عنديَ الأحلامُ والصورُأنا الحياةُ، أنا الأمُّ التي ولَدتْتاريخَكُمْ، يزدهي حولي وينكسرُألُمُّهُ فوقَ جذعي

مرَّةً ألَقاً

يسقي الشموسَ، وآناً يخجلُ البصرُألْفانِ مِمّا عددتُمْ عُمْرُ قافيتيلَمْ يَتعبِ العُودُ في كفّي ولا الوَتَرُما زلتُ أغنيةً خضراءَ حاليةًفي كلّ عامٍ على الآفاقِ أنتشِرُأبي هو اليمنُ التاريخُ، شاهقةٌحولي الذُّرى، وبها أزهو وأنتصرُأُقاتِلُ العَدَمَ الطاغي بأجنحتيأُعلِّمُ الناسَ كيف اليأسُ يندحِـرُووَحدةٌ أنا

كالأرضِ التي ضَرَبَتْفيها جذوري، فَمَنْ حَدُّوا؟ ومَنَ شطَروا؟خذوا ضفائريَ الخضراءَ من عدنٍإلى ذُرى نُقُمٍ في الروعةِ انْصَهِرواهذي أنا

تحتَ أغصاني ابنُ ذي يَزَنٍأناخَ يرتاحُ لَمّا هَدّهُ السفرُوعَبَّ مِنّيَ وضّاحٌ قصائدَهُفالبِيدُ أُنشودةٌ للحبِّ والحَضَرُالشّعرُ مِلْءُ دمي ما زلتُ أسفحُهُزهراً وعطراً، تساوى الصحوُ والمطرُتوحّدَتْ في ظلالي كُلُّ عابرةٍمن الرياحِ

تآخى الصفوُ والكدَرُهذي أنا! وطنٌ باقٍ يؤرّقُهُليلٌ طويلٌ مريرٌ، شَقّهُ سَحَرُهذي أنا

وعلى صدري سأجمَعُكُميا مَنْ على نبضةٍ في قلبيَ انشطروابٍنْتَ الغريب

وفي قيثارتي غُصَصٌأنأى بِهِنَّ عن الشكوى، وتستَعرُضُمّي إليكِ رمادي

سوف أنثُرُهُفي كُلِّ وادٍ

إلى أنْ ينبُتَ الشررُالهائمانِ على صحراءِ غُربَتِناأنا وأنتِ، ألَمْ يعصِفْ بكِ الضجَرُ؟أما تعِبْتِ؟بلَى

إنّي على رهَقِيطفولةٌ ضاعَ في ألعابها الكِبَرُأُمّاه!ليس وَداعاً إِنْ رفعتُ يديإنّي إليكِ عنِ المأساةِ أَعتذِرُ