خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة يفاقم أزمة الكهرباء

منذ 8 ساعات

تستمر أزمة الكهرباء بالتفاقم في معظم المدن اليمنية، مخلفةً احتجاجات وسخطاً واسعاً في ظل فشل ذريع للحكومة المعترف بها دولياً في تحسين خدمة التيار الكهربائي وتبديد العتمة التي تخيم على عاصمتها المؤقتة عدن والعديد من المدن آخرها محافظة مأرب التي تشهد منذ أيام خروج المحطة الغازية عن الخدمة بسبب إضراب العمال

وترصد العربي الجديد تدهور وضعية الكهرباء في مدن كبرى تشهد توترات متواصلة بسبب ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي كما هو حاصل في عدن ومعظم المحافظات الشرقية النفطية مثل حضرموت التي تشهد غلياناً شعبياً متواصلاً منذ نهاية يوليو/ تموز الماضي 2025، بسبب أزمة الكهرباء

تعطل محطة مأرب الغازيةتشهد مدينة مأرب شرقي صنعاء أحدث مستجدات هذه الأزمة بعد خروج المحطة الغازية عن الخدمة تزامناً مع استمرار إضراب العمال احتجاجاً على عدم صرف الموازنة المخصصة للعام 2024، إذ سبق ذلك تدهور كبير في وضعية الكهرباء في المحافظة النفطية التي من المفترض أن تكون خارج نطاق أزمات الطاقة الكهربائية بسبب احتضانها لأكبر مشروع لتوليد الكهرباء بالغاز في اليمن

في السياق، يؤكد الكاتب الصحافي والناشط الاجتماعي خالد سعيد، لـالعربي الجديد أنّ الانقطاعات المتكررة أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية للسكان، بخاصة على النازحين كونهم يمثلون النسبة الأكبر من سكان المحافظة، وغالبيتهم تعيش في مواقع نزوح معرضة بشكل كبير لمخاطر تقلبات الطقس وارتفاع درجة الحرارة

 وتسعى الجهات العامة المحلية منذ أيام لاحتواء مشكلة إضراب عمال المحطة الغازية الذين يتمسكون بمطالبهم، مع استمرار المفاوضات الجارية مع السلطات المعنية، فيما تؤكد اللجنة النقابية لعمال المحطة أنها ستعمل على إعادة تشغيل المحطة بشكل مؤقت تقديراً لمعاناة السكان في ظل موجة حر شديدة وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة يومياً، مع استمرار الإضراب الشامل حتى تحقيق مطالبها

ويعد الخروج الحالي للمحطة عن الخدمة الثالث خلال الشهرين الماضيين حيث تتعرض المحطة باستمرار لأعطال فنية تخرجها عن الخدمة لأيام، إذ يرجع خبراء وفنيون سبب ذلك لعدم إجراء الصيانة العمرية للمحطة، ولعملها بتوربين واحد فقط لا تتجاوز قدرته 90 ميغاواط من أصل ثلاثة توربينات غازية بقدرة إجمالية تصل إلى 341 ميغاواط

وبالرغم من إعلان الجهات المختصة نهاية العام 2024، عن إضافة توربين جديد للعمل في المحطة الغازية بعد القيام بصيانته لتغطية العجز في الكهرباء، إلا أن ذلك لم يترك أي أثر ملموس في تحسن خدمة الكهرباء في مأرب التي تعتمد على المحطة الغازية لتوليد الكهرباء منذ العام 2021

وفي عدن جنوبي اليمن، وصلت أحدث برمجة ساعات انقطاع التيار الكهرباء إلى نحو 10 ساعات مقابل ساعتي إضاءة، مع ارتفاع شكاوى المواطنين وسخطهم من تردي التيار الكهربائي وعدم قدرة الحكومة التي تتفاخر أخيراً بتحسين سعر صرف العملة المحلية؛ على تحسين الكهرباء وزيادة ساعات الإضاءة مقابل ساعات الانقطاع

 لا  تحسن في الخدمةالمحلل الاقتصادي في عدن ماجد الداعري، يقول لـالعربي الجديد: وضعية الكهرباء في عدن لا تزال على حالها دون أي تحسن في الخدمة، ساعتين مقابل 10 ساعات انقطاع، والمشكلة تتعلق بعدم توفر الوقود، وعدم توفر سيولة مالية لدى الحكومة بشراء قيمة الوقود لتشغيل محطات الكهرباء

أو توفير الوقود الخام من مأرب وشبوة شرقي اليمن لتغذية وتشغيل محطة الرئيس القادرة على تحسين ومعالجة المشكلة بشكل أكبر، حيث تحتاج لكي تعمل بالمتوسط كمية وقود بنحو 27 شاحنة

ويستمر الغليان والتوتر والاحتجاجات التي تشهدها أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة والغنية بالثروات والموارد – محافظة حضرموت، وذلك بسبب أزمة الكهرباء التي يشكو سكان المحافظة من تدهورها بشكل كبير، ما فاقم من معاناتهم وتراجع أعمالهم وأنشطتهم

أستاذ الاقتصاد بجامعة حضرموت، محمد الكسادي، تحدث في هذا الخصوص لـالعربي الجديد، عن أن مشكلة الكهرباء في حضرموت تتمثل في نقص التوليد، وأزمة الوقود، وليس هناك أيّ حلول جذرية حقيقية لمعالجة الأزمة، مشيراً إلى حاجة حضرموت لمحطات توليد غازية لأن المحطات التي يتم الاعتماد عليها تعمل بالمازوت

وكان قد ظهر مؤشر طفيف لتحسين الخدمة، ثلاث ساعات انقطاع مقابل ساعتي إضاءة، سرعان ما بدده انقطاع تام للتيار الكهربائي في كثير من مناطق المحافظة خاصة مناطق ساحل حضرموت