خطير للغاية.. جاسوس إسرائيلي يتسلل إلى غرفة نوم الرئيس المصري (صور)
منذ 2 سنوات
الجاسوس علي خليل العطفي -أواخر ستينيات القرن الماضيالجاسوس الذي استطاع أن يخترق القصر الجمهوري ====================================حيث كان المدلك الخاص للرئيس/ السادات لمدة 7 سنوات عمل فيهم لصالح الموساد الإسرائيليمن هو
وكيف استطاع اختراق قصر الرئاسة
وكيف تم القبض عليه ؟! اليكم القصة كاملة ولد علي العطفي في القاهرة بحي السيدة زينب عام 1922 وحصل علي الشهادة الاعدادية ولم يكمل دراسته وعمل في بداية حياته صبي بقال وعامل في فرن و عامل في صيدلية ثم مدلك كانت مهنة المدلك حتي منتصف القرن الماضي غير معروفة الا للطبقات الأرستقراطية وعمل علي العطفي بها كمساعد في البداية لمدلك اجنبي وبعد قيام ثورة 1952 ومع رحيل اغلب الأجانب عن مصر وجد علي العطفي الفرصة أمامه ليكون واحد من أشهر المدلكين في مصر حيث أطلق علي نفسه خبير للعلاج الطبيعي وكان هذا المصطلح حديث في مصر وذاع صيته حتي قامت الحكومة المصرية بإدراج اسمه في كشف من وقع الاختيار عليهم للسفر الي امريكا لتحضير الدكتوراة في العلاج الطبيعي لكن وجد علي العطفي نفسه في ورطة كيف يسافر وهو لا يحمل سوي الشهادة الاعدادية وحتي تلك اللحظة لا يعرف احد أنه لم يحصل سوي علي شهادة اعدادية خصوصا أن شهرته ساعدته في أن يكون استاذ مدرس في معاهد التربية الرياضية في مصر وتم انتخابه رئيسا للاتحاد المصري للعلاج الطبيعي وتم ترشيحه لتولي اول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعيوأصبح الأمر معقد لرغبته في السفر للحصول علي الدكتوراه لكن العقبة هي أنه لم يحصل سوي علي الشهادة الاعدادية ويخشي أن ينفضح أمره وهنا كان القرار بالسفر الي هولندا ثم ذهب إلي السفارة الإسرائيلية ليعرض عليهم العمل كجاسوس لصالح إسرائيل مقابل الحصول علي شهادة الدكتوراه وبالفعل قام الموساد بتجنيده ليعود علي العطفي الي مصر حاملا الدكتوراه ونفذ الموساد خطته واستغل الموساد علاقاته مع اشهر جامعات العالم بتوجيه دعوات لعلي العطفي للحديث عن الدكتور النابغة وبدأ الاعلام الغربي الموجه من الموساد في الحديث عن الدكتور حتى ذاع صيته وبدأت الصحافة المصرية بطبيعة الحال بنقل الاخبار وأصبح اول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعي حتي جاء اتصال تليفوني من رئاسة الجمهورية يخبر علي العطفي باختياره ضمن الفريق الطبي للرئيس السادات ومع دخوله للفريق الطبي للرئيس السادات اصبح المدلك الشخصي للرئيس وظل يتجسس علي الرئيس السادات خلال الفترة من 1972 الي1979ملكن الغرور أوقعه عندما وصلت به الجرأة أن يتوجه الي مقر السفارة الإسرائيلية في هولندا وهو الشخص الذي اصبح من الشخصيات العامة المعروفة في مصر وفي احدي تلك الزيارات التقطته عيون رجال المخابرات المصرية وتم تصويره بصحبه عدد من ضباط الموساد المعروفين لدي المخابرات المصريةوارسلت الصور الي القاهرة وكان جهاز المخابرات المصرية علي مدي عدة شهور سابقة لتلك الواقعة في حيرة شديدة بسبب يقينهم من وجود جاسوس مجهول في مكان حساس ولا يعرفون من هو وكان لدي المخابرات المصرية معلومات مؤكدة بأن هذا الجاسوس المجهول ينقل اسرار دقيقة عن الرئيس فخصص له ملف (الجاسوس المجهول)وقد تسلم الملف العميد/ محمد نسيم الملقب بقلب الأسد والذي ظهرت شخصيته في مسلسل رافت الهجان وبعد اكتمال ملف الجاسوس المجهول وادراج اسم علي العطفي بالملف تم العرض علي الرئيس /السادات شخصيا وفي البداية شك الرئيس /السادات في صحة المعلومات الذي قدمها له رئيس المخابرات المصرية وسأله عن الضابط المسؤول عن الملف فلما علم بأنه العميد/ محمد نسيم صدق علي الملف لثقته الشديدة بقلب الأسد وأمر الرئيس بإعطاء الملف شديد السرية وهي اعلي درجات التصنيف المخابراتي وصدرت الأوامر بالقبض علي الجاسوس علي العطفيوفي عام 1979 ذهب رجال المخابرات المصرية الي منزل علي العطفي بحي الزمالك بعد ترتيب موعد معه علي أعتبار أنهم صحفيين من مجلة آخر ساعة واقتحم رجال المخابرات المصرية المنزل لمواجهة علي العطفي بتهمة التجسس فتصنع الذهول وبدأ بتهديد العميد /محمد نسيم ويحذره فيه من نتيجة ما يقوم به وأنه سيقوم بأخبار رئيس الجمهوريةفأخبره العميد ان إجراءات المخابرات لا يستطيع أحد أن يوقفها ولا حتي رئيس الجمهوريةوان الرئيس علي علم تام بكل ما يحدث وأخرج له صورته مع ضابط الموساد أما السفارة الإسرائيلية في هولندا فانهار علي العطفي وأحيل للمحاكمة وحكم عليه بالاعدام شنقا لكن الرئيس/ السادات تدخل ليخفف الحكم عنه الي الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة وقام ابن علي العطفي بنشر اعلان مدفوع في الصحف يعلن فيه لشعب مصر أنه يتبرأ من والده ويستنكر خيانته لمصر وفي عام 1990 توفي علي العطفي في السجن ورفضت أسرته استلام جثته فدفن في مقابر الصدقة والي هنا تنتهي حكايتنا لكن لسه في حكاوي تانية كتير إن شاء الله انتظرونا مع #صورة_وحكاية جديدة
علي العطفي الذي كان المدلّك الخاص للرئيس المصريممارسي مهنة التدليك من الأجانب فكثر الطلب عليه وازدحمت أجندة مواعيده وراح يتنقل من قصر فلان إلى فيلا فلان، وكثر اختلاطه بعلية القوم، وأعطى لنفسه لقب “خبير” علاج طبيعي،وكان هذا المصطلح حديث عهد في مصر، فلما ظهرت الحاجة لوجود العلاج الطبيعي في مصر ونشره كعلم ومهنة وجد لنفسه مكانا بين رواده، فانضم الى قائمة مدربي العلاج الطبيعي في معاهد التربية الرياضية في مصر، وبدأت الدولة ترسل خريجي تلك المعاهد في بعثات تدريبية الى أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، فعاد هؤلاء إلى مصر وهم يحملون درجات الدكتوراه
عام 1963 وجد العطفي اسمه في كشوف من تمت الموافقة على سفرهم الى الولايات المتحدة الأميركية، فوجد أن أمامه فرصة ذهبية للوصول الى أعلى المناصب لو حصل على الدكتوراه، لكن كيف وهو ليس معه سوى الشهادة الإعدادية، بحسب اعترافاته في ما بعد،أنه استطاع الحصول عليها من رجال الموساد في سفارة إسرائيل في أمستردام، حيث عاش فترة في هولندا وتزوج منها وحصل على الجنسية الهولندية وأصبح هناك مبرر لسفرياته الكثيرة والتي كانت تتم كغطاء لنشاطه التجسسي، وبعد ذلك وبموجب شهادة الدكتوراه المزوّرة عمل أستاذا في معاهد التربية الرياضية، وانتُخب رئيسا للاتحاد المصري للعلاج الطبيعي، وكان أول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعى في مصر منذ إنشائه عام 1972 حتى قُبض عليه في 18 مارس (آذار) 1979
ارتبط العطفي من خلال عمله بشبكة علاقات قوية بكبار المسؤولين في مصر، وكان في مقدمة أصدقائه السيد كمال حسن علي أحد من تولوا رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئاسة الوزراء في مصر، والسيد عثمان أحمد عثمان صهر السادات وصاحب أكبر شركة مقاولات في مصر وقتها
كان طريقه لتلك الصداقات صديق عمره الكابتن عبده صالح الوحش نجم النادي الأهلي في ذلك الحين، والمدير الفني للمنتخب الكروي المصري وقتها، الذي جعله المشرف على الفريق الطبي للنادي الأهلي، فتعددت علاقاته، حتى أصبح المدلك الخاص لرئيس الجمهورية بدءاً من عام 1972
كشفت التحقيقات التي أجريت مع العطفي ، لم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية فحسب، وبعدها عمل كصبي بقال، ثم عامل في أنه هو الذي سعى الى المخابرات الإسرائيلية بنفسه عن طريق سفارتهم في هولندا، وتبين لرجال الموساد أنه شخص ليس له عزيز، وصديقه الوحيد في الدنيا هو المال، وليس له أي انتماء لوطنه ولا يتقيد بأي مبدأ، وبالتالي تمت الموافقة على اعتماده كعميل مخلص لهم
بعد الموافقة على تجنيده تم الاتصال به من القاهرة عن طريق أحد عملاء الموساد وطلب منه سرعة السفر إلى أمستردام، وبعد أربعة أيام كان هناك من دون أن يعرف لماذا طلبوه هناك، وما هي المهمة المكلّف بها، ومن سوف يلتقي به، وظل يتجول في شوارعها وبين حدائقها، حتى وجد فتاة تصدم به وهو يسير في إحدى الحدائق، وكادت تقع على الأرض، ولما حاول مساعدتها وجدها تناديه باسمه وتطلب منه قراءة الورقة التي وضعتها في جيب معطفه من دون أن يشعر! ثم اختفت الفتاة خلال ثوان بالكيفية نفسها التي ظهرت بها
مد العطفي يده لجيب معطفه وقرأ الورقة التي دستها الفتاة المجهولة، وكان فيها عنوان مطلوب منه أن يذهب إليه في اليوم نفسه بعد ساعات عدة، وعندما وصل الى بداية الشارع الذي فيه العنوان المذكور وجد سيارة سوداء تقف بجواره ويطلب منه سائقها أن يركب بسرعة، وبمجرد أن دلف داخل السيارة وانطلقت به فوجىء بالفتاة المجهولة التي أعطته الورقة بجواره
توقفت السيارة بالعطفي وبصحبته الفتاة المجهولة، أمام إحدى البنايات!! سار خلف الفتاة بين ردهات عدة حتى وصل الى حجرة ذات تجهيزات خاصة، كان فيها شخص ذو ملامح مصرية،وقف يستقبله قائلا: إيلي برغمان ضابط “الموساد” المكلف بك، ولدت وعشت حتى بدايات شبابي في القاهرة، ثم هاجرت مع أسرتي الى إسرائيل
ثم بدأ الاتفاق على تفاصيل العمل، فأخبره برغمان بأنه سيخضع لدورات تدريبية مكثفة، واتفق معه أيضا على المقابل الذي سيأخذه نظير خدماته لـ”الموساد”، وعُرض على جهاز كشف الكذب قبل أن تبدأ تدريباته على أعمال التجسّس
المهمّة المستحيلةكان برنامج التدريب الذي خضع له العطفي يركز على تأهيله ليكون نواة لشبكة جاسوسية تخترق الوسط الطبي والأكاديمي في مصر، فدُرّب على استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال بالشفرة، وتصوير المستندات بكاميرات دقيقة، واستخدام الحبر السري، كذلك تضمن التدريب تأهيله نفسيا ومعنويا للتعامل مع المجتمع بوضعه الجديد، حتى أصبح العطفي مؤهلا تماما للقيام بالعمليات التجسسية لصالح الموساد الإسرائيلي داخل مصر
لكن برغمان كان ينظر للعطفي نظرة طموحة، ويرى فيه فرصة ذهبية تستحق أن تُقتنص، فقررأن يطرح ما يفكر فيه على رئيس الموساد، وفي اجتماع موسع ضم رؤساء أفرع الموساد وكبار قادتها، فتح برغمان حقيبته وأخرج منها ملفات عدة سلم لكل شخص نسخة منها، وبدأ يطرح فكرته فقال: الدكتور العطفي متخصص في العلاج الطبيعي، وهو أحدث التخصصات الطبية في مصر، وقلة عدد الأطباء والأساتذة في هذا التخصص سوف تعطي له فرصة كبيرة للتميز في مجاله بقليل من المساعدات العلمية التي نقدمها له، حيث نستطيع أن نمده بأحدث الأدوية والكريمات، وندعوه لمؤتمرات علمية دولية في هذا التخصص، ونمول حملة دعائية عنه في مصر وخارجها، لتتردد عليه الشخصيات المهمة ذات المراكز العالية في الدولة، ليصبح قريبا من معاقل صنع القرار، ثم نصل لتنفيذ الفكرة التي تدور في خاطري، وهي أن الرئيس السادات يحرص على أن يكون بين أفراد طاقمه الطبي مدلّك خاص،فلماذا لا نحاول لأن يكون العطفي هو المدلّك الخاص للرئيس السادات؟سيحتاج الأمر وقتا ليس بقصير ولمجهود كبير، لكننا سنخترق مؤسسة الرئاسة، وتكون حياة الرئيس المصري بين أيدينا!استمع رئيس الموساد وقادته لفكرة برغمان، وطلب من الحضور التصويت على الفكرة برفضها أو الموافقة عليها، وعلى مدى ساعات عدة ناقش الحضور الفكرة بكل تفاصيلها، وفي نهاية الأمر نجح برغمان في الحصول على موافقة الغالبية على فكرته، وتقرر سفره إلى هولندا لبدء تجهيز العطفي للمهمة الجديدة والتي أطلق عليها “المهمة المستحيلة“
الجاسوس المجهولعاد العطفي إلى مصر وتسلّم من مندوب “الموساد” أدوات عمله كجاسوس، من حبر سري وشفرة، وجهاز إرسال واستقبال، وكاميرا دقيقة، ولم يكن يعرف شيئا عما خطّطه برغمان له، وخلال المرات التي سافر فيها إلى هولندا كان يُدرّب في أرقى المستشفيات التي تقوم بالعلاج الطبيعي، حتى أصبح بالفعل خبير تدليك، وتوالت عليه الدعوات من جامعات عدة ليحاضر فيها في تخصّصه، وطاردته الصحف المصرية والأجنبية لإجراء حوارات معه، وكان ذلك كله جزءاً من السيناريو الذي أعده برغمان له ليكون مدلّك السادات
في تلك الأثناء افتُتح في مصر أول معهد للعلاج الطبيعي، واختير العطفي ليكون أول عميد له، وذات يوم بينما هو في مكتبه بالمعهد فوجىء بمكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية يطلبه
خرج العطفي من المقابلة وهو لا يصدق أنه أصبح أحد أطباء رئيس الجمهورية، وخُصِّصت سيارة من رئاسة الجمهورية تأخذه كل يوم من بيته بحي الزمالك إلى حيث يوجد السادات في أي من قصور الرئاسة المتعددة
امتد عمله أيضا الى جميع أفراد أسرة الرئيس، وأصبح مقربا جدا من السادات، فهو الرجل الذي يدخل عليه وهو شبه عار ويسلم نفسه له، وتدريجيا اتسع نفوذه وزادت صلاحياته، ووصل الأمر إلى أن قاعة كبار الزوار في مطار القاهرة كانت تفتح له، وبالتالي كان من المستحيل أن تفتَّش حقائبه!خلال تلك الفترة لم يدخر العطفي وسعا في إمداد الموساد بكل ما يتاح أمامه من معلومات، وشمل ذلك كل ما يدور في القصر الجمهوري، من مقابلات وحوارات
اطمأن العطفي تماما إلى أنه من المستحيل كشف أمره، وبدأ يتخلى عن حرصه، وبعدما كان يطوف جميع أحياء القاهرة، بل وغالبية مدن مصر بسيارته، ليلقي بخطاباته إلى “الموساد”، وبعدما كان في كل مرة يلقي برسالته في صندوق مختلف عن سابقه، أصبح يلقي بخطاباته تلك في أقرب صندوق بريد يقابله بجوار المعهد أو النادي
كثرت سفرياته الى خارج مصر بحجج مختلفة، وبعدما كان يعمد لختم جوازه بتأشيرات مزورة لبلاد لم يزرها أصبح لا يهتم بذلك، بل يخرج من البلاد ويدخل وفي حقيبة يده ما يدينه بالتجسس، وكان تخلّيه عن حرصه هذا هو سبب اكتشافه
مكتوب عليها “بسم الله الرحمن الرحيم” فأشار إلى أنها ورقة الكربون التي يستخدمها كحبر سري، ثم مد يده بين صفوف كتب مكتبته وسحب كتابا معينا وقال: هذا كتاب الشفرة، فنادى نسيم على واحد من رجاله وسلمه الكربون وكتاب الشفرة، وبإشارات خاصة ومن دون كلام تناولهما الضابط، وبعد لحظات أعطاهما لنسيم وهو يشير بإشارات خاصة ومن دون كلام أيضاً، لكن نسيم عرف أن العطفي يراوغ، لأن الكتاب الذي أعطاه لهم ليس هو كتاب الشفرة، فما كان منه إلا أن حدّثه بلهجة حادة: أين كتاب الشفرة الحقيقي؟ فقام العطفي لإحضاره من مكان آخر، عندها طلب نسيم تفتيش زوايا المنزل وأركانه كافة، ثم عاد العطفي ومعه كتاب الشفرة الذي فُحص وتأكدوا من صحته
كانت الزوجة انضمت الى الحضور وكذا الابن الثاني عمر، وأخبرهم رجال المخابرات بحقيقة رجل البيت الذي يتجسس لحساب إسرائيل، فانهارت الزوجة ـ التي ثبت يقينا في ما بعد عدم علمها بالأمر ـ وأقبلت عليه تصرخ وهي توبّخه بألفاظ نارية، وكذا ابنه الكبير، بينما انخرط العطفي في نوبة بكاء شديدة
امتدت الجلسة حتى السابعة من صباح اليوم التالي، وأشار نسيم لاثنين من رجاله بمصاحبة الزوجة وولديه لجمع حاجاتهم ومغادرة المكان، فلقد أصبح منذ تلك اللحظة خاضعا لسيطرة رجال المخابرات، وبدأ فريق الضبط يستعد لمغادرة المكان ومعهم صيدهم الثمين، إنه الدكتور علي العطفي الطبيب الخاص لرئيس الجمهورية، يخرج ذليلا منكسرا بين أيدي رجال المخابرات المصرية متّهمًا بأقبح تهمة
السادات يتابع العمليّةكانت الساعة 9 صباحًا حينما خرج نسيم بصحبة عدد منرجاله وبينهم العطفي، في حين بقي بعض رجال المخابرات داخل الشقة وخارجها،في حين كان هناك فريق آخر سبقهم إلى مقر المعهد العالي للعلاج الطبيعي،وصعد إلى حيث مكتبه
بعد لحظات، جاءت السيارة التي تقل العطفي وتوقفت داخلأسوار المعهد، وشاهد الطلاب والأساتذة عميدهم مقبوضا عليه، وفي مكتبه عثررجال المخابرات على ضالتهم، إنه جهاز اللاسلكي المتطور الذي يستخدمه العطفيفي بث رسائله، كان مخبأ في مكان سحري لا يستطيع أحد الوصول إليه سواه، ثمخرج الجميع بعد الأمر بتشميع مكتبهمنذ خروج فريق الضبط الى منزل العطفي ورئيس جهاز المخابرات المصرية لميغادر مكتبه، وكان يتابع لحظة بلحظة عملية الضبط والتفتيش، حتى دخل عليهنسيم قلب الأسد مؤديًا التحية العسكرية ويبشره بانتهائها على خير ما يرام،وفورًا أمسك رئيس المخابرات بالتلفون وطلب الرئيس السادات الذي كان متلهفاهو الآخر الى سماع الخبر، لكن السادات طلب أن يسمعه من نسيم شخصيًا، وفيحضور الإثنين إلى استراحة الرئاسة في منطقة الهرم، وأمام السادات روى نسيمكل تفاصيل عملية الخيانة التي تورط فيها طبيبه الخاص، وعملية القبض وماوجدوه لديه من أدلة دامغة تثبت تجسسه، فأصدر السادات تعليماته بأن تتمالعملية في طي الكتمان، وألا تنشر أجهزة الإعلام عنها أي شيء
على مدار 20 يوماً توالت اعترافات العطفي لأجهزة التحقيق، و سُوّدت أكثر من 1000 ورقة باعترافاته
لكن خلال أيام التحقيق الأولى كان العطفي مصممًا على أنه لم يعمل بالتخابر إلا منذ عام ، لكن تقرير المخابرات جاء ليؤكد أن العطفي كان على علاقة بـ”الموساد” منذ عام 1972 وأنه كان يرسل برسائله اللاسلكية المشفرة منذ ذاك التاريخ، وتم التأكيد من ذلك بفحص جهاز الإرسال الذي ضُبط عند العطفي، ومطابقة تردده مع الترددات المجهولة التي رصدتها أجهزة المخابرات منذ عام 1972 وعجزت وقتها عن تحديد مصدرها، وكان من بين أحراز القضية جهاز دقيق يستخدم في عرض الميكروفيلم، وكارت بوستال ذو تصميم خاص فيه جيب سري للغاية يوضع به الميكروفيلم
أثناء التحقيق معه أصدر المدعي العام الاشتراكي في مصر قرارا في 3 نيسان (أبريل)1979 بمنع العطفي وزوجته وأولاده من التصرف في ممتلكاتهم، فحُصرت وفُرضت الحراسة عليها، وبناء على هذا القرار أصدرت محكمة القيم حكما في 1 اذار (مارس) 1981 بمصادرة أموال وممتلكات العطفي وأسرته لصالح الشعب، وكانت ثروته أثناء القبض عليه تقدر بمليونين ومائتي ألف جنيه
أما العطفي فأحيل الى محكمة أمن الدولة العليا في القضية رقم 4 لسنة 1979، حيث أصدرت حكمها عليه بالإعدام شنقًا، لكن الرئيس السادات خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة فحسب، ورفض الإفراج عنه أو مبادلته على رغم الضغوط السياسية التي تعرض لها وقتها من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن الذي تعددت لقاءاته بالسادات خلال تلك الفترة، وهما يعدّان لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل
بعد صدور الحكم على العطفي، قام الابن الأكبر له بنشر إعلان مدفوع الأجر على مساحة كبيرة من صحف عدة يعلن فيه لشعب مصر أنه يتبرأ من والده ويستنكر خيانته لمصر
بعد وفاة السادات وتولي الرئيس مبارك الحكم، تقدم العطفي بالتماسات عدة له بطلب الإفراج عنه لظروف صحية، لكن مبارك رفض الموافقة على تلك الطلبات التي كان آخرها عام 1987، وقيل إنه أصيب بالعمى وهو في سجنه الذي بقي فيه ذليلا مهانا حتى وفاته في 1 نيسان (ابريل) عام 1990، ورفضت أسرته استلام جثته، فدُفنت في مقابر الصدقة