خليل السفياني : التغيير ومحاربة الفاسدين

منذ سنة

 محاربة الفساد والفاسدين لا تقل أهمية وخطورة عن محاربة الاحتلال بل إنهما وجها عملة واحدة

  حيث يوظف مسئولون مواقعهم ومراكزهم الرسمية لجني مكاسب وامتيازات من المال العام أو من المواطنين بالابتزاز أو مقابل صفقات تجاريه ، فهذه الأشكال من الفساد وبالرغم من خطورتها فإنها تُهدد وجود الدولة واستقلالها

وتدمير مؤسساتها وشعبها  الفساد المالي والسياسي لمسئولين في مراكز حساسة، وجود الفاسدين في مجتمعنا اليمني هو احتلال أكثر خطورة واشد فتكا بلوطن والشعب  من الاحتلال الخارجي  إن فساد الاشخاص والنخب المتواطئة مع الاحتلال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مما يجعل الفساد والسكوت عنه، غير قادرين على التصدي له، خيانة وطنية

الفاسدون يستغلون حالة الانقسام والحرب، وترهل وتفكك النظام وضياع القانون ،وحاجة كثير من الناس للاستفادة من التسهيلات التي يقدمها الفاسدون من خلالهم، لإذلال الشعب وامتهان كرامته وتطويعه لما يريده الاحتلال، مستقوين بوقاحتهم وبحماية الفاسدون ، وبكذبهم على الناس البسطاء من خلال الزعم أنهم يقدمون خدمات للناس لا يقدمها غيرهم 

الفاسدون مثلهم مثل الاحتلال يحاولون تتفيه وشخصنة الأمور حتى يفرغوها من مضمونها الوطني، لأنهم لا يؤمنون بشيء يسمى (وطني) وينظرون بازدراء للشعب ولقواه الوطنية

وهو ما يلجأ له اعداء اليمن فعندما يكتب المثقف أو يبدع في أي مجال من مجالات تخصصه موظفا تجربته الشخصية، فهذا لا يعني أن الدافع للكتابة شخصي فقط، وإلا لاعتبرنا مثلا أن كل من ينتقد وزراء فاسدون  وقادة أحزاب لهم عقود برئاسة احزابهم  ومسئولين في الدولة يعبثون بلوطن إنما يكتب كردة فعل على فشله او لأنه يريد منصبا في وزارة واتهام مَن يكتب منتقدا الاعتقالات بأن دوافعه شخصية لأنه كتب بعد تعرضه للاعتقالالمثقف والمبدع جزء من المجتمع ويعاني كما يعاني أبناء المجتمع، والوظيفة الاجتماعية النقدية والأخلاقية للمثقف تفرض عليه أن ينوب عن أبناء شعبه الذين يشاطرونه نفس المعاناة ومروا بنفس التجربة ولكنهم لا يستطيعون إيصال صوتهم للرأي العام ولأولي الأمر

  قد تنطلي حيِّل وأكاذيب الفاسدين على البعض من المواطنين، كما قد يسكت كثير من المواطنين البسطاء، لقلة حيلتهم، عن فساد الفاسدين، ولكن الغريب أن من يقولون أنهم قادة المشروع الوطني وحُماة الوطن ولا يتركون مناسبة إلا ويزعموا أنهم ضد الفساد والمفسدين، هؤلاء يتعاملون بحذر وتردد مع الفساد والفاسدين حتى داخل مؤسسات الدولة التي تُحسب عليهم، الأمر الذي يطرح تساؤلات إن كان الأمر عجزا أم تواطؤا ومشاركة في الفساد؟

يزعم البعض ولتبرير سكوتهم عن الفاسدين،أنه ليس الوقت المناسب للتغير ومحاسبة الفاسدين ،خوفا أن يخسروا التسهيلات والامتيازات التي يوفرها لهم الفاسدون فالتغيير ومحاسبة وكشف الفاسدين هي الخطوة الأولى التصحيحية لبناء و اصلاح وانقاذ الوطن والمواطن