دراسة: الأمم المتحدة متمسكة بوحدة اليمن رغم التحولات السياسية والعسكرية
منذ 8 أيام
أكدت دراسة تحليلية صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية أن الأمم المتحدة لا تزال تعتبر وحدة اليمن مبدأً ثابتًا في تعاملها مع الملف اليمني، رغم المتغيرات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد منذ إعلان الوحدة عام 1990م وحتى اليوم
وحملت الدراسة عنوان موقف الأمم المتحدة من الوحدة اليمنية ماضيًا وحاضرًا، وأشارت إلى أن مواقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن خلال العقود الثلاثة الماضية اتسمت بالثبات والوضوح في دعم الدولة اليمنية الموحدة، ورفض أي خطوات أحادية تهدد سلامة الأراضي اليمنية
وأوضحت الدراسة أن مجلس الأمن الدولي كان قد رفض خلال حرب صيف 1994م إعلان الانفصال الصادر عن قيادة الجنوب، وأصدر القرارين (924) و(931) اللذين شدّدا على أن الأزمة شأن داخلي يمني، وأن أي اعتراف بدولة منفصلة يعد خرقًا لميثاق الأمم المتحدة
كما استعرضت الدراسة سلسلة من قرارات المجلس اللاحقة، ومنها (2014) و(2051) و(2140) و(2216)، التي أكدت جميعها على دعم المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمرجعيات الثلاث كأساس لأي تسوية سياسية مستقبلية
وفي السياق ذاته، لفتت الدراسة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جدّد في مايو 2025 تهنئته لليمن بمناسبة اليوم الوطني للوحدة، فيما أكد مجلس الأمن الدولي في بيانه الأخير التزامه الراسخ بوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، وهو ما وصفته الدراسة بأنه دليل على استمرار التوافق الدولي حول وحدة الدولة اليمنية
وبيّنت الدراسة أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يحصل حتى الآن على أي اعتراف رسمي من الأمم المتحدة، لا كسلطة أمر واقع ولا كممثل للجنوب، رغم محاولاته منذ عام 2017م لاستمالة الموقف الأممي عبر اللقاءات الدولية وإعلان الإدارة الذاتية في 2020م، أو تنظيم اللقاء التشاوري الجنوبي في 2023م
وأشارت إلى أن مشاركة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جانب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، جاءت بصفته عضوًا في مجلس القيادة وليس ممثلًا للانتقالي، ما يؤكد استمرار موقف الأمم المتحدة الرافض للاعتراف به ككيان مستقل
وخَلصت الدراسة إلى أن الموقف الأممي يشكّل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية اليمنية، ويمنح الحكومة اليمنية رصيدًا دبلوماسيًا مهمًا يمكن استثماره في مواجهة المساعي الانفصالية داخليًا وخارجيًا
كما حذّرت من أن استمرار الانقسام الداخلي وضعف الأداء الدبلوماسي قد يؤديان إلى تراجع هذا الدعم الدولي، داعيةً مجلس القيادة الرئاسي إلى تبنّي خطاب سياسي موحّد يعزّز خيار الوحدة، والعمل على تثبيت الاستقرار في المحافظات الجنوبية باعتبارها جزءًا أصيلًا من القضية الوطنية اليمنية