دلالات التصعيد العسكري لجماعة الحوثي
منذ 5 أيام
صنعاء – نواف الحميريمجددًا، الحوثيون يُصعّدون عسكريًا ما يجعل خيارات تجنُّب الحرب باليمن محدودة، في ظل أبعاد ودوافع التصعيد العسكري
حيث تواصل الجماعة القيام بحملات تعبوية مكثفة في مناطق سيطرتها
مستهدفةً طلاب المدارس والجامعات بهدف تجنيدهم في صفوفها؛ والزّجّ بهم في جبهات القتال؛ بهدف مواصلة تصعيدها العسكري
يرى مراقبون أن ما يقوم به الحوثيون، يأتي في إطار المؤشرات على انهيار الهدنة القائمة منذُ عامين في اليمن
مستشهدين بسلسلة التحركات العسكرية لجماعة الحوثي -المدعومة إيرانيًا- على محافظتي مأرب وتعز
تشير هذه التحركات إلى استخدام الجماعة ورقة التصعيد سياسيًا
يعتقد المراقبون أن الحوثيين يضغطون من خلال هذا التصعيد العسكري على القرار الأمريكي بتصنيفها منظمة إرهابية أجنبية
فيما يعتقد آخرون أن جماعة الحوثي تستمد أسباب بقائها من استمرار حروبها؛ سواءً مع الداخل أو الخارج
التحركات العسكرية للحوثيين وصفها المحللون بـ “الخطيرة”، وشملت حملات تجنيد وتعبئة معنوية جهادية وعقائدية، وحشدًا للآلاف من مسلحيها
بالإضافة إلى استحداث الخنادق ومرابض المدفعية والدبابات على سائر الجبهات والمحاور بمحافظتي تعز ومأرب؛ استعدادًا لبدء جولة جديدة من الحرب
يأتي هذا التصعيد وسط مخاوف متزايدة لدى جماعة الحوثيين من تراجع نفوذهم بالتزامن مع الضغوطات الدولية على إيران وأذرعها بالمنطقة
فمع تحولات المشهد الإقليمي يرجح محللون أن الجماعة تحاول تعزيز موقفها ميدانيًا لتجنب حدوث سيناريو مماثل لما حدث في سوريا
يقول أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة تعز، عبدالقادر الخلي، لـ«المشاهد» إن جماعة الحوثي تسعى لتعزيز سيطرتها على مواقع استراتيجية
وأضاف أنه في مقدمة تلك المواقع، السيطرة على مأرب الغنية بالموارد النفطية والغازية التي تمثل شريانًا اقتصاديًا حيويًا
كما أنها تسعى إلى السيطرة على تعز، كونها بوابة رئيسية للوصول إلى الجنوب والمنافذ الساحلية، بحسب الخلي
موضحًا أن السيطرة على هذه المناطق تمنح الحوثيين مكاسب إضافية في معادلة الحرب، عسكريًا واقتصاديًا، ومساحة أوسع للتحرك ميدانيًا
فيما يعزو رئيس مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية، الدكتور فارس البيل، تصعيد الحوثيين إلى سعيهم لتحقيق أي انتصار عسكري
مشيرًا في حديثه لـ«المشاهد» إلى هدف الجماعة من وراء ذلك، والمتمثل برفع شروطها في أي مفاوضات قادمة كنوع من الابتزاز
مضيفًا أن الحوثيين يحاولون الضغط على المجتمع الدولي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، من خلال أي انتصار ميداني يحققونه
”وأشار البيل إلى أن ثمة ضغوطات متزايدة على جماعة الحوثي، تحاول بسببها البحث عن ورقةٍ جديدة؛ للدخول في دائرة التفاوض
كما تسعى إلى التخفيف عن تلك الضغوط من خلال التصعيد العسكري؛ ليشكل لها مكسبًا استراتيجيًا وتكتيكيًا
من جانبه، يتحدث مدير المركز الإعلامي لمحور تعز، العقيد ركن عبد الرحمن اليوسفي، عن الناحية العسكرية للتصعيد الحوثي
معتبرًا أن الجماعة تحاول القيام بأعمال عسكرية هنا وهناك لتثبت قدرتها على مواجهة الحرب الميدانية الشاملة، فعادت للتحشيد والتصعيد
وأضاف اليوسفي لـ«المشاهد» أن جماعة الحوثي تحاول إقناع نفسها وإرسال رسائل -للداخل والخارج- بأنها مستعدة للحرب
ويتابع: أما من الناحية السياسية فيعتبر هذا التصعيد إعلانًا للمجتمع الدولي بأنها ما زالت قوية، وقادرة على خوض المعركة
وبالتالي فهي تريد استغلال ذلك في المفاوضات السياسية، إن كان هناك مفاوضات قادمة برعاية الأمم المتحدة
عبدالرحمن اليوسفي: من الناحية السياسية فيعتبر هذا التصعيد إعلانًا للمجتمع الدولي بأنها ما زالت قوية، وقادرة على خوض المعركة
وبالتالي فهي تريد استغلال ذلك في المفاوضات السياسية، إن كان هناك مفاوضات قادمة برعاية الأمم المتحدة
”في حين يعتقد المحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي أن دوافع التصعيد هو شعور الجماعة بالقلق نتيجة الضغوطات والتحركات الدولية
مبيّنًا أنها ضغوطات تسعى لإرغام الحوثيين على تقديم تنازلات وإيجاد توافق مُرضي لجميع الأطراف بهدف إنهاء الحرب، وفقًا للفاتكي
ويضيف لـ«المشاهد» أن الجماعة تريد الهروب من الضغوط والأزمات المتلاحقة نحو التصعيد العسكري، فكلما زادت الضغوطات تلجأ للعمليات العسكرية
وزاد: تسعى الجماعة للحفاظ على معنويات مقاتليها، وفرض جبايات باسم (المجهود الحربي)، واستكشاف مدى جاهزية القوات الحكومية لأي مواجهات قادمة
يواصل الدكتور الخلي حديثه: يظن الحوثيون أن تصنيفهم كتنظيم إرهابي، قد يمنح الحكومة اليمنية والتحالف العربي غطاءً دوليًا للتصعيد ضدهم
وبالتالي، فإن الحشد والتصعيد العسكري هو تحرك استباقي لردع أي محاولات لاستغلال هذا التصنيف والإضرار بموقف الحوثيين العسكري
بينما يعتبر الفاتكي أن هذه التحركات تأتي ضمن استعداد الحوثيين لأي عمليات عسكرية يمكن أن تقوم بها الحكومة اليمنية ضدها
مضيفًا أن الجماعة تقرأ جيدًا التحركات والمواقف الإقليمية والدولية الرامية “لـقصقصة أجنحة إيران والضغط عليها لتحييد قوتها العسكرية
”في الوقت الذي يرى فيه الباحث الزائر في جامعة توركو، فنلندا، عادل دشيلة، أن سقوط نظام الأسد في سوريا أشعر الحوثيون بالخوف
لافتًا إلى أن تصنيف الإدارة الأمريكية للحوثيين كمنظمة إرهابية، ورفع الغطاء الدولي عنهم؛ عزز شعورهم بالخطر فبدأوا بإجراءات تصعيدية استباقية
”الباحث عادل دشيلة: سقوط نظام الأسد في سوريا أشعر الحوثيون بالخوف
لافتًا إلى أن تصنيف الإدارة الأمريكية للحوثيين كمنظمة إرهابية، ورفع الغطاء الدولي عنهم؛ عزز شعورهم بالخطر فبدأوا بإجراءات تصعيدية استباقية
”ويضيف: الجماعة تريد إثبات قدرتها على شن هجمات على القوات الحكومية، مدركةً أن أي عملية عسكرية ضدها لن تكون كسابقاتها
وبالتالي فهي تقوم بالتحشيد والتصعيد في مختلف الجبهات لإرسال رسائل بأنها مستعدة للخيار العسكري
تصعيد جماعة الحوثي ليس مجرد تحرك عسكري، بل يحمل أبعادًا سياسية كثيرة بحسب الباحث بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، إبراهيم جلال
مضيفًا لـ«المشاهد»: الحوثيون يسعون عبر تكثيف الهجمات للضغط على الحكومة اليمنية والتحالف العربي؛ لانتزاع تنازلات في أي مفاوضات مستقبلية
كما يهدف التصعيد لتوجيه رسالة بأنهم مازالوا الطرف الأقوى على الأرض، كرد فعل مباشر على تصنيفها “جماعةً إرهابية”، يقول الجلال
الباحث دشيلة يرى أن تصنيف الجماعة لن يحدّ من قدرتها على الاستمرار بتصعيدها، والضغط على المجتمع الدولي لإعادة النظر بالتصنيف
ويضيف: الجماعة تحاول إرسال رسالة للمجتمع الدولي أن تصنيفها كجماعة إرهابية لن يضعفها، بل سيزيد من تعقيد الأزمة اليمنية
واختتم: هذا قد يدفع بعض الأطراف الدولية للمطالبة بإعادة النظر في التصنيف لتجنب مزيد من التصعيد
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير