د. ثابت الأحمدي : سلام اليمن أولوية سعودية
منذ 2 ساعات
د
ثابت الأحمدي منذ الأيام الأولى لعملتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل ما شككتُ مثقال ذرة في موقف أشقائنا الكرام في المملكة العربية السعودية، الحامية العربية والمرجعية الإسلامية الكبرى، ذلك لأنّ المملكة بما تملكه من خبراتٍ سياسيّة متراكمة، وبُعد نظر حصيف تدرك طبيعة الأخطار الكبرى المحدقة بها وبغيرها في المنطقة، والحوثيون في اليمن أحد الأخطار الكبرى التي تهدد المنطقة برمتها، لا اليمن أو المملكة فقط
مؤخرًا، صدرَ بيان وزارة الخارجية السعودية بلهجته الجادة ضد المجلس الانتقالي، المتخادم مع الحوثي، بطريق غير مباشر، والذي انقلب على الشرعية، وعلى مجلس القيادة، وعلى منظومة المرجعيات السياسية، بما فيها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كما انقلب الحوثي سابقا على الدولة في صنعاء في سبتمبر، معيدا الوضع السياسي خطوات كبيرة إلى الوراء، على الرغم من التنازلات الكبيرة التي قدمها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي للمجلس، دعما للقضية الجنوبية، وإن كان الانتقالي لا يمثل ــ بطبيعة الحال ــ القضية الجنوبية، ومن باب لعل وعسى، ولأن العدو الأكبر يتربص بنا جميعا
كانت فرصة مواتية للانتقالي لأن يستفيد من سعة صدر رئيس مجلس القيادة، ومن دعمه المباشر للمجلس، ومن الفرص التي أتاحها له لترتيب أوراقه، وللتعامل مع قضايا البلاد المصيرية بمسؤولية ورزانة؛ ولكن للأسف حماقة بعض قيادة المجلس الانتقالي المصحوبة بالطيش واللامسؤولية قادتهم إلى ارتكاب جناية كبرى بحق الوطن، وبحق القضية الجنوبية ذاتها في ظرف سياسي حرج، لا يتحمل تبعات تلك الرعونة والخفة، تمثلت هذه الجناية في الانقلاب المسلح على الدولة، ومحاولة تقويض المركز القانوني للدولة، بحسب تعبير فخامة رئيس مجلس القيادة، وهي خطوة في الظلام ما كان أغناهم عنها، لقيت استهجانا واسعا محليا وإقليميا ودوليا؛ لأنها لا تخدم إلا مليشيات الحوثي الإيرانية التي ثملت مؤخرا في جحورها في صعدة من فصول هذه المسرحية الهزلية التي أقدمت عليها قيادة المجلس الانتقالي
! كانت فرصة المجلس الانتقالي أيضا لثقة المملكة العربية السعودية به، وهو شرف، وأي شرف، إلى جانب الدعم الاقتصادي الكبير الذي حظيت به عدن والمناطق الجنوبية بشكلٍ عام خلال سنوات الحرب التعيسة التي أكلت الأخضر واليابس، ولم يتبق لنا إلا وفاء وصدق وإخلاص شقيقتنا الكبرى، ولا تزال إلى اليوم على أكثر من صعيد، ونخشى أن ينفد صبرها، فنصبح جميعا عراة في عراء، بسبب حماقة بعض رفاقنا من داخل الشرعية نفسها، لكنه للأسف خان الثقة، ونكث بالعهد، وانقلب على نفسه، قبل أن ينقلب على غيره
!بيان المملكة العربية السعودية الأخير وضع الدواء على الجرح المدمى، وعزز من متانة الثقة الكبيرة بالمملكة، على المستويين: الشعبي والنخبوي، لكن هذا وحده ليس كافيا لتجاوز الألم، فلا بدّ من أن نساعد أنفسنا أولا حتى يستطيع الآخرون مساعدتنا، وصولا إلى دحر الانقلاب واستعادة الدولة