د/سيف الوجيه : أكتوبر أيقونة النصر.....

منذ سنة

 تطل علينا الذكرى التاسعة والخمسون لثورة 14 اكتوبر المجيدة فتذكرنا بما اجترحه اليمنيون في جنوب وطننا الحبيب من مآثر وبطولات لازالت شاهدة على عظمتها، وأنها كانت أيقونة النصر  حيث شكلت بأحداثها وشخصياتها ذروة المقاومة للاستعمار البريطاني البغيض الذي جثم على صدر شعبنا في جنوب اليمن زهاء 129 عاما، ذاق خلالها أبناء اليمن في الجنوب صنوفا من القهر والمذلة والتفريق والتغريب وتدمير القيم الاجتماعية والأخلاقية؛ حيث عمد المستعمر إلى تقسيم الجنوب حينها إلى كانتونات أو محميات أو سلطنات مارس من خلالها سياسة فرق تسد ، حيث أوهم كل سلطنة بأنها دولة مستقلة ذات سيادة ومنحها بعض الامتيازات في جانب الضرائب والحكم المحلي لكن في الحقيقة هي مؤامرة لشق الصف الجنوبي الواحد حينها لكي لا يصحو ويفكر في جمع الكلمة والوقوف في وجه المستعمر والمطالبة برحيله ، واستمر على ذلك طويلا، ولكنها في النهاية إرادة الله نافذة حيث كان الأحرار في شمال الوطن على موعد مع انتزاع النصر المشهود والعظيم في 26 سبتمبر 1962م والتحرر من ظلم الإمامة الكهنوتية البغيضة فكانت سبتمبر ملهمة بحق لثورة أكتوبر فتحرك بعدها الأحرار في جنوب الوطن فأشعلوا ثورة أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشماء بقيادة البطل غالب بن راجح لبوزة ومحمد صالح الأزرقي من الضالع وبقية الأبطال من حولهم وماهي إلا شهور حتى التحمت قوى الثورة في الجنوب من الضالع ويافع وأبين وكل مناطق الجنوب، وأعلنوا الكفاح المسلح وصدحوا بأغنية برع يا استعمار برع ولى الليل وراح برع فما هي إلا أن دار الزمن دورته وهبت الجماهير بغضبتها الأكتوبرية 1963م مجبرين -بعزمهم وإصرارهم- بريطانيا العجوز الشمطاء على رفع يد وصايتها عن جنوب وطننا الحبيب فحملت عصاها تاركة لشعبنا في الجنوب تقرير مصيره ونيل استقلاله بعد سنوات من الذل والقهر والحرمان والتبعية

وهكذا هي إرادة الشعوب لا تقهر فإرادتها من إرادة الله عز وجل، ولازال شعبنا اليمني اليوم يناضل من أجل الحفاظ على واحدية الثورة في شماله وجنوبه مجترحا البطولات والتضحيات التي نلمسها على أرض الواقع واقفا في شموخ وتحدي وإباء مع كل شرفاء الوطن في شماله وجنوبه لمواجهة بقايا الاستعمار وأدواته في شمال الوطن وجنوبه، فهنيئا لإخواننا في جنوب الوطن الحبيب ذكرى ثورة 14 اكتوبر وهي دعوة لهم أن يلموا الشمل ويتجاوزوا الخلافات البينية التي تؤدي حتما لتمزقهم وتشتتهم فالعدو يتربص بهم من كل جانب وليكن الماضي لهم عبرة

فهل سيكون ذكرى أكتوبر فرصة لتأكيد مبدأ التصالح والتسامح بحق وحقيقة؟!!!إنا لمنتظرون