د. عادل الشجاع : بين وعد بلفور وأحمد لملس : هل أدلكم على من أعطى من لا يملك لمن لا يستحق ؟

منذ سنة

   يسجل لنا التاريخ أن وعد بلفور منح اليهود وطنا قوميا في فلسطين وأن هذا الوعد جاء بعد مفاوضات ثنائية بين البريطانيين وقادة الحركة الصهيونية في غياب أصحاب الوطن الممنوح وهو الظرف المشابه لما قام به محافظ عدن بتسليم جزيرة ميون للإمارات بوثيقة رسمية موقعة مع أحد مشايخ الجزيرة المدعو صالح الخرور والجزيرة كما يعلم الجميع في التقسيم الجغرافي تتبع محافظة تعز وليس عدن

 الظرف التاريخي الحالي يشابه إلى حد كبير ظروف تسليم فلسطين لليهود ، ومن يتخذ القرار اليوم في عدن هم المتنفذون في السلطة المزدوجون بين الشرعية والانتقالي وارتباطهم بالمحتل الإماراتي ، فهؤلاء وصلوا إلى حد إنكار انتمائهم إلى اليمن وإنكار حقوق اليمنيين والإقرار بحق الإمارات كدولة لها الحق بالبقاء من أجل أن تدعم وجودهم في الحكم

 إن توقيع لملس على وثيقة أحقية الإماراتيين ببناء مستوطنات تحت مسمى مدن سكنية ، يعد عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ، وهو أيضا تسهيل للإماراتيين بتفكيك جغرافية اليمن وإلحاقها بالإمارات وتعطي الحق في السيادة الإماراتية الكاملة على هذه الجزيرة التي ظلت محل أطماع لجميع الدول الاستعمارية التي حاولت الاقتراب من اليمن ، بما في ذلك الاستعمار البريطاني

 ومثلما كان وعد بلفور بداية مأساة الشعب الفلسطيني ، عندما أعطت بريطانيا وطن وشعب حي ومعروف إلى شعب آخر دون وجه حق ، فإن وثيقة لملس تعطي الإماراتيين وطن وشعب حي ومعروف هو الشعب اليمني الضارب في أعماق التاريخ أكثر من ثمانية آلاف سنة لبلد عمره ٥٠ عاما

 ولست بحاجة للقول ، بأن لملس ينفذ سياسة الانتقالي في ظل صمت من يسمون أنفسهم قيادات الشرعية وعلى رأسهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، إضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى ورئيس الحكومة ومحافظ تعز التي تقع الجزيرة إداريا تحت سلطته وقائد حراس الجمهورية الذي يزعم أنه يحرس الجمهورية

 قرار محافظ عدن يكشف عن نوايا المجلس الانتقالي ويؤكد بأنه لا يبحث عن استعادة دولة كما يسوق لنفسه بل يريد تفريغ المحافظات الجنوبية من فكرة الدولة ، وهذا ما لمسناه في بيع القطاعات النفطية لشركات خاصة ، بينما هي قانونا يفترض أن تؤول ملكيتها لشركة بترو مسيلة التابعة للدولة ، هذه التصرفات تشكل وصمة عار في جبين الانتقاليين والتي ستترك وراءها مشكلات ستؤرق اليمنيين لعشرات السنين القادمة ، وستظل تلك التصرفات شاهدة على العبث التاريخي بوحدة وسيادة اليمن التي نصت عليها كل القرارات الأممية والدولية

 وجدت الإمارات في قيادات الانتقالي ضالتها ، كي تمضي في بناء المستوطنات وتغيير المعالم على الأرض وتجريف أصحاب الأرض ، لعن الله وعد بلفور ومن أصدره ولعن الله وثيقة لملس ومن وقعها والمجد لشهداء أكتوبر أصحاب ٣٠ نوفمبر الذين سقطوا دفاعا عن وطنهم وتمسكوا بأرضهم واحتراما لوطنهم ولعن الله كل من يلبس عقالا إماراتيا أو سعوديا وهو في السلطة يحكم باسم اليمن

 والآن بعد ما قلت ما لدي ، سأترك كل من ذكرتهم في أعلى المقال يعودون إلى هوايتهم المعروفة في تخريب بلدهم بأنفسهم من أجل خرافة استعادة الدولة الجنوبية وخرافة الإمارات والسعودية في استعادة الشرعية ، فجميع من يحمل شعار استعادة كالحمير تحمل أسفارا ، ومثلما حرر اليمنيون وطنهم عبر التاريخ سيحررون وطنهم من رجس الإمارات والسعودية وإيران وستذهب هذه الحثالة الموبوءة بالخيانة إلى مزبلة التاريخ