د. عبدالقادر الجنيد : المحرمي والبحسني ينجدان عيدروس… زوبعة المجلس الرئاسي
منذ 4 ساعات
د
عبدالقادر الجنيد نعترف أن معنا مشاكل
وحتى أننا نتسبب بالمشاكل
ولكن موضوع اليوم هي أننا غارقون في مشاكل، ليست هي مشاكلنا
**أولا: مشاكل، ليست مشاكلنا** ١- فكرة المجلس الرئاسي*المفروض أن يتتبع أعضاء المجلس الرئاسي مشاكلنا، ولكن الحاصل أننا نحن من نتتبع مشاكلهم والمشاكل التي يتسببون بها لنا
فكرة المجلس الرئاسي في حد ذاتها، لغم موقوت جاهز للانفجار ذاتيا في أي لحظة بفعل أعضاء المجلس الرئاسي الثمانية أو بفعل الآباء المؤسسين المُوَلِّدين: السعودية والإمارات وربما إذا تفاقمت الأحوال بفعل مستشفى الولادة: أمريكا وبريطانيا
٢- آباء المجلس الرئاسي*نحن لم نعمل المجلس الرئاسي ولكنه فُرِض علينا
المفروض أن السعودية والإمارات— رسميا— يساعدون في حل مشاكل اليمن ولكنهم قد أصبحوا جزء من انقسامات اليمن
٣- عيدروس الزبيدي يصنع مشكلة*أصدر عضو مجلس الرئاسة عيدروس الزبيدي، ١١ قرار خارج صلاحياته وأغضب هذا التصرف الرئيس رشاد العليمي
هذا تحدي واضح للرئيس
وقد وقفت السعودية وأمريكا وبريطانيا في صف الرئيس
٤- الرئيس يجتمع بالسفير السعودي محمد آل جابر في الرياض ويقوم بزيارة مفاجئة إلى عدن
٥- السفير الأمربكي يصل أبو ظبي ويجتمع بالمحرمي وربما مع المسؤولين الإماراتيين
وبعد هذا مباشرة غادر عيدروس الزبيدي عدن إلى الإمارات
٦- سفيرة بريطانيا لدي اليمن، عبدة شريف، تتحدث إلى الشرق الأوسط:أ- تؤكد أن الوحدة السياسة والانسجام يظلان عنصرين حاسمين في أداء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ب- تحذر من أن أي انقسام لا يخدم سوى الحوثيين، وأولئك الذين لا يضعون مصلحة اليمن أولاً {{ وهكذا يمكن أن نستنتج بأن موقف السعودية وأمريكا وبريطانيا يقترب من تأييد الرئيس رشاد العليمي }} ٧- أعضاء أتباع السعودية ينجدون الرئيسثلاثة أعضاء مجلس رئاسة: سلطان العرادة، عبدالله باوزير، و عثمان مجلي— وكلهم الأربعة تابعون للسعودية
٨- أعضاء أتباع الإمارات ينجدون عيدروس*وتلقى عيدروس الزبيدي، نجدة من ثلاثة أعضاء رئاسة آخرين: عبدالرحمن المحرمي، فرج البحسني، و طارق صالح— وكلهم الأربعة تابعون للإمارات
أصدر إعلام طارق صالح غمغمة تستحسن قرارات عيدروس الزبيدي
أما عبدالرحمن المحرمي وفرج البحسني فقد أصدرا بيانين
وهكذا يبدو واضحا أن الإمارات تعمل بهمة من خلف الستار لنجدة عيدروس الزبيدي
البيانان، يلقيان الضوء على لب المشكلة
كلهم يريدون تسيير الرئيس بموجب مبدأ القيادة الجماعية
{{ وهكذا يمكن أن نستنتج بأن موقف الإمارات يقترب من تأييد عيدروس الزبيدي }} **ثانيا: بيانان من المحرمي والبحسني لنجدة عيدروس** البيانان نسخة طبق الأصل من بعضهما
١- عدم الالتزام بالتفويض في قرار نقل السلطة بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية لمجلس القيادة الرئاسي (المشكل من الثمانية) وفق مبدأ المسؤولية الجماعية
(هذا يعني أن المحرمي والبحسني يتهمان الرئيس بالانفراد بالقرارات) ٢- القرارات الفردية التي اتُّخذت خلال السنوات الماضية كانت سبباً رئيسياً في الانقسام داخل مجلس القيادة الرئاسي
(المحرمي والبحسني، يقران بوجود الانقسام) ٣- تجاهل مبدأ المسؤولية الجماعية يعيق التقدم السياسي ويؤثر على العملية الانتقالية ويمنع تحقيق الاستقرار وإلى تدهور الثقة بين الأعضاء
(اكتملت اتهامات المحرمي والبحسني للرئيس) ٤- يدعو المحرمي والبحسني إلى الالتزام الصارم من قبل الرئيس ببنود تفويض نقل السلطة والمسؤولية الجماعية
(هنا يقترب المحرمي والبحسني من توجيه اللوم إلى الرئيس وقد يقول البعض أنه تهديد أيضا) وكأن المحرمي والبحسني، يقولان بأنه مادام الرئيس رشاد العليمي قد انفرد باتخاذ القرار كما فعل عندما عين وزير الخارجية فإنه لا داعي للعجب والاستنكار والإدانة لعيدروس الزبيدي عندما يصدر قرارات تعيينات ليست من ضمن صلاحياته
بمعنى آخر: هذان البيانان يقولان للعليمي بلغة مهذبة أو غير مهذبة: “إذا حاولت أن تتصرف كرئيس فعلي، سنُذكّرك بأنك مجرد واحد من ثمانية، ولسنا مستعدين لمنحك صلاحيات أكبر دون توافق معنا
**ثالثا: الأعضاء المحرجون** لكن ماذا عن موقف الأعضاء سلطان العرادة وعبدالله باوزير وعثمان مجلي، من مسألة تفويض نقل السلطة والمسؤولية الجماعية، والانفراد بإصدار القرار؟ هم بالتأكيد لا يتفقون مع عيدروس الزبيدي ولا على جرأته بإصدار القرارات وخصوصا أنها انفصالية
ولكن في نفس الوقت هم أيضا ربما لا يريدون انفراد الرئيس رشاد العليمي بإصدار القرار، فربما تكون المرة القادمة قرارا لا يعجبهم، خصوصا وأنهم أكبر المتحمسين بين أعضاء مجلس الرئاسة لمحاربة الحوثيين
وأنهم الوحيدون الذين على خط النار المُجَمَّد مع الحوثيين
**رابعا: أمريكا وبريطانيا وإصدار القرار** من الواضح أن السعودية والإمارات قد تبلورت لهن رغبات واضحة ولكن لا تريدان الانغماس بمواجهة ولا الظهور ب مواقف واضحة
وهنا سوف يأتي دور أمريكا وبريطانيا
ويمكن باستعمال الحدس والاستقراء أن نستنتج أنهم مع موقف رئيس مجلس الرئاسة الذي رأى بقرارات عيدروس الزبيدي إهانة غير مسبوقة وكذلك مع موقف رئيس الوزراء بن بربك الذي رفض اعتماد قرارات عيدروس الزبيدي
**خامسا: وفي الختام معنا ملاحظات** ١- فكرة رديئة ونتائج رديئة *نحن نكرر دائما أن فكرة المجلس الرئاسي و القيادة الجماعية و القيادة التوافقية، رديئة ولم نسمع بمثيل لها في أي مكان هذه الأيام أو في أي زمان
وها نحن ندخل في مشكلة رديئة هي نتاج فكرة رديئة
٢- مشكلة داخل مشاكل*هذا المجلس الرئاسي قد أدخلنا هذين الأسبوعين في مشكلة ليست من مشاكلنا، ولكنها من مشاكل الأعضاء نفسهم ومن مشاكل من ينفقون عليهم ويديرونهم من وراء الستار أو من على المنصة وأمام الجمهور
٣- عيدروس في الرياض*قد وصل عيدروس الزبيدي من أبو ظبي إلى الرياض
وقد أصدر بيانا يشيد بدور بريطانيا في دعم خفر السواحل ودوره المتزايد في البحر الأحمر
هناك مؤتمر الآن في الرياض لدعم خفر السواحل
إنه يقول لبريطانيا أنه شخص لطيف، أيضا
٤- السعودية والإمارات*المتوقع أن تتوارى السعودية وأن تناور الإمارات وأن تزداد أدوار أمريكا وبريطانيا في التعامل مع هذه المشكلة خلال اليومين القادمين
كلا من السعودية والإمارات، لا تريدان مواجهة مباشرة بين وكلائهما، ويفضّلان إدارة الخلاف لا حسمه، حتى يظل الجميع بحاجة إليهما
بقاء اللعبة مفتوحة يمنحهما القدرة على التدخل والتحكم عند الحاجة
٥- أمريكا وبريطانيا*أمريكا وبريطانيا، تتركان للسعودية والإمارات إدارة المسرح ما لم تتضرر مصالح الغرب الكبرى
وتبحثان عن الاستقرار المؤقت
أمريكا وبريطانيا لا تريدان فوضى شاملة، لكنهما أيضا لا تدفعان نحو حل جذري، لأن ذلك سيعني التزامات أكبر عليهما ٥- عناق أو خناق ونهاية مفتوحة*قد تنتهي هذه المشكلة بالعناق على الطريقة اليمنية أو بالخناق على الطريقة اليمنية أيضا
وبعد انتهاء هذه المشكلة سوف ندخل في مشكلة أخرى من مشاكل المجلس الرئاسي، أو في مشكلة إجراء تعديل شكل المجلس الرئاسي، أو في مشكلة إنهاء حياة المجلس الرئاسي
… وبعدها ندخل في مشكلة جديدة لشكل الرئيس والرئاسة في اليمن