د. عبدالقادر الجنيد : غضب برلماني: اتهامات مباشرة للرئاسة والحكومة … أول مرَّة في اليمن

منذ يوم

د

عبدالقادر الجنيد مجلس النواب اليمني، تعرض لتهديدات وإهانات وطرد في حضرموت من الانفصاليين (المجلس الانتقالي)

وتقاعس محافظ حضرموت ومدير الأمن عن نجدتهم

ثم تقاعس رئيس الوزراء

ثم تقاعس رئيس المجلس الرئاسي ونوابه عن القيام بواجباتهم

… كل هذا أدى إلى توجيه اتهامات ونقد وهجوم قوي من مجلس النواب على كل هذه الجهات

**أولا: غضب البرلمان على الرئاسة والحكومة**كل ما هو مكتوب بين الأقواس، هو نقل حرفي من نص بيان اجتماع مجلس النواب اليمني

١- البرلمان، يتهم المجلس الانتقالي في حضرموت*قامت مجاميع تابعة للمجلس الانتقالي يوم الاثنين 2025/07/21م، بمنعها من ممارسة مهامها، وإجبارها على مغادرة الفندق في مدينة المكلا، وفعلاً تمت مغادرتها  بعد التهديد بأنهم سيقتحمون الفندق ويستخدمون القوة

٢- البرلمان، يتهم المحافظ وإدارة الأمن في حضرموت*السلطات المحلية لم تحرك ساكنًا رغم نداءات اللجنة لها بتوفير الحماية وفض التجمع المحيط بالفندق، وفي تقرير اللجنة التفاصيل كاملةً حول الحادث

٣- البرلمان، يتهم سلطات محلية بالفساد*بالغ الأسف أن تقف سلطات ومكونات في مواجهة مجلس النواب ومنعه من أداء مهامه، وأن تعمل تلك الجهات والمكونات كمظلة للفساد ومدافعة عنه، وألا تتحرج والفساد يتغول في كل مرافق الدولة وأجهزتها الايرادية

، وسلطاتها ويمتد من الباب إلى المحراب٤- البرلمان، يتهم رئيس الوزراء بالكذب*رئيس مجلس النواب وهيئة الرئاسة قد اتفقوا مع فخامة الأخ رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي ورئيس الوزراء المعين الأستاذ سالم بن بريك يوم 2025/07/01 على تشكيل هذه اللجان وأن تكون مقدمة لانعقاد مجلس النواب، وأن الضرورة لإصلاح الأوضاع ومكافحة الفساد تقتضي عمل كل مؤسسات الدولة مجتمعة للقضاء على تلك الآفة والحفاظ على المال العام وتوريد كل عائدات الدولة إلى الخزينة العامة

رئيس الوزراء المعين لم يصدر أي توجيه رغم أنه ادعى أنه قد وجه وزيري الإدارة المحلية والنفط لكنه تأكد أنه لم يصدر أي توجيه، وبلغ هيئة رئاسة مجلس النواب يوم الأربعاء 16 / 7 / 2025م، أن رسائل طبعت ووقع عليها بن بريك وبقيت عند  أحد الموظفين معه وحتى هذه اللحظة لم تصل هذه الرسائل الى الوزراء

٥- البرلمان، يتهم رئيس الحكومة بالتضليل*أن هذا لأمر مؤسف أن يتصرف أي رئيس وزراء بهذا الشكل أو أن يمارس معه التضليل وعدم المصداقية

٦- البرلمان، يهاجم رئيس الحكومة*رئيس الوزراء، لا يعطي مؤشر على وجود رغبة لتجاوز الاختلالات القائمة وتمكين مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها

بقاء الحكومة بدون رؤية أو برنامج يخضع للمراقبة والمحاسبة لا يمكن القبول به٧- البرلمان، يتهم سلطات بالنهب المنظم*حالة العجز عن تسديد المرتبات أو توفير الخدمات ناتجة عن النهب المنظم الذي تقوم به بعض الجهات ولا تورد المبالغ الخاصة بالدولة  إلى الخزينة العامة

٨- البرلمان، يتهم المجلس الرئاسي بالتقاعس*ويدعو مجلس النواب مجلس القيادة إلى القيام بواجباته وعلى رأسها تمكين السلطات الثلاث من النهوض بمسؤولياتها وفقاً للدستور والتزام الحكومة بتقديم برنامجها وموازنتها العامة وحساباتها الختامية بكل شفافية وعرضها على مجلس النواب

وكذلك وبصورة عاجلة التوجيه بمحاسبة كل من أعاق عمل لجان مجلس النواب وتمكين المجلس من الانعقاد بصورة دائمة في العاصمة المؤقتة

 ٩- البرلمان، يتهم الرئيس بعرقلة اجتماع مجلس النواب*العراقيل المستمرة أمام انعقاد مجلس النواب رغم الجهود المتكررة بغرض إقناع رئيس مجلس القيادة ونوابه بانعقاد المجلس  ليؤدي مهامه ويتحمل مسؤوليته، لكن كل تلك الزيارات لم تفلح وظلت تلاحق وعودًا أشبه بالسراب

١٠ البرلمان، يلجأ للشعب ضد الرئاسة والحكومة*يؤكد البرلمان أهمية توضيح الحقيقة للناس بعد أن مضت سنوات ولم نستطع أن نبوح بالحقيقة لإدراكنا أن الحقيقة مرة وأن الظروف القائمة تقتضي أن يتحمل أعضاء البرلمان ويصبروا ويصابروا حتى بلغ السيل الزبى وطفح الكيل ولم يعد بمقدور هيئة رئاسة مجلس النواب أن تصمت عن قول الحق

**ثانيا: تأملات في وضع الجمهورية**ماذا تبقى بعد بيان مجلس النواب من شرعية ونظام وقانون؟نحن نؤيد الشرعية، أولا وقبل كل شيئ لأنها شرعية

والشرعية، تعني القانون

والقانون، هو الذي يسير نظام الحكم بنظام

مجلس النواب، يسحب الشرعية عن الشرعية بهذا البيان

مجلس النواب، يلجأ للشعب ضد رئيس الحكومة وضد المجلس الرئاسي

أي تأملات في هذا البيان الغاضب من داخل الشرعية ضد الشرعية، يجب أن تفتح عناوين المفاصل المحورية في عوامل هلاك الشرعية

هذه عناوين كلها سوف تؤدي إلى نهاية فكرة اليمن كوطن قابل للبقاء والحياة لكل تنوعات الناس في اليمن في كل مناطق اليمن

العناوين العشرة لمفاصل هلاك اليمن*١- الفشل في مواجهة العدوانية الشرسة للحركة الحوثيةالحوثي، يهدد ويحشد ويتمدد بلا مقاومة

٢-تحالف دعم الشرعية: السعودية والإمارات

مختلفتان، وتعتمدان على الكانتونات وهناك غموض في النوايا والأهداف

٣- تفكك قرار الدولة العسكري بإنشاء الألوية العسكرية خارج إمرة وزارة الدفاع

٤- مساندة بعض التحالف للانفصال

٥- كانتونات اليمن العسكرية وقادتها العسكريون

هذا يقسم اليمن إلى شراذم، تنشغل بمهاترات فيما بينها أكثر من انشغالها بالحوثيين أو بخدمة اليمن

٦- فكرة حكومة المناصفة

المحاصصة والمناصفة، تعني تعيينات لموظفين رديئين يتمتعون بالحصانة والحماية والبقاء الأبدي

٧- فكرة القيادة التوافقية و الجماعيةهذا يعني عدم القدرة على صناعة القرار

٨- فكرة تكوين المجلس الرئاسي

هذا اختراع لا مثيل له في أي مكان في العالم

٩- فقدان ثقة الشعبالشعب، هو الثروة والقوة الحقيقية

١٠- انعدام القائد الواحدلا سفينة بدون ربان

**ثالثا: الاستجابة لغضب البرلمان**١- الناس منهكون*بيان البرلمان الغاضب، يختتم بأن كل ما يستطيع عمله هو توضيح ما يحدث للناس

لكن الناس جائعون، عاطشون، مشردون، نازحون ومنهكون بأعباء الغلاء وسوء الأحوال المعيشية

البرلمان يشتكي للشعب، وكأنه يقول: “أنقذونا، نحن بلا قوة”لكن الناس، يشتكون من الجميع وحتى من أعضاء مجلس النواب الغاضبين

 الناس، يحتاجون لمن ينقذهم

٢- من الذي سوف ينقذ الناس؟*لو يغضب مجلس النواب مهما غضب، تحت عناوين هذه المفاصل، فلن يستجيب له أحد

من الذي يمكنه الاستجابة؟السعودية— لا

الإمارات— لا

الكانتونات— لا

رئيس الجمهورية— لا

أعضاء المجلس الرئاسي— لا

الجيش— لا

الشعب؟— لا

٣- الأمل الخافت*لن نلف ولا ندور

الجهة الوحيدة، التي تمسك بكل خيوط وعناوين كل هذه المفاصل، هي الشقيقة الكبرى

اليمن، في محنة عظمى تتعرض فيها من جهة لطعنات الحركة الحوثية الكبرى وفي الجهة الأخرى تتعرض اليمن لما ينخر في عظامها

هذه المفاصل العشرة تنخر في بنية الدولة اليمنية وتضعف قدرتها على البقاء

لا يمكن أن يخرج من وسط هذا الضعف قائد يمني يثير خيال الناس أي الشعب ويكسب ثقتهم هكذا شاءت حظوظ الزمان

تقاطعت الظروف الإقليمية والدولية بحيث أصبحت المملكة العربية السعودية هي الطرف الأكثر قدرة وتأثيرا على مستقبل اليمن

ولكن يجب أن ترغب السعودية— هي بنفسها— أن تنقذ اليمن