د. عبدالقادر الجنيد : هل هناك شبه بين السودان واليمن؟ هل قد ضاع البلدان؟

منذ 12 ساعات

د

عبدالقادر الجنيد سنخوض تجربة جديدة اليوم

سنحكي ما يحدث في السودان

وسوف يتضح لنا بسهولة أن السودان ينزف ويتمزق وتتقطع أوصاله بيد أبنائه وبتدخلات خارجية

يستطيع اليمنيون من خلال ما سوف نحكيه أن يرون بوضوح أن السودان يضيع وأنه يسير في طريق الندامة وأن من يسير على هذا الطريق يغيب بدون رجعة ولا يعود

الشبه كبير جدا بين ما يدور في السودان وما يدور في اليمن

ولكن اليمنيون، لا يستطيعون- بانفعالاتهم-  أن يفهموا أنهم أيضا ضائعون ويسيرون في طريق الندامة واللي يروح ما يرجعش

سنتكلم عن السودانيين فقط وسوف نترك الحكم على التشابه بينهم وبيننا على اليمنيين

لن نطلق أحكاما على أشقائنا في السودان ولكننا سوف ندعو أهلنا في اليمن إلى التأمل في أوجه الشبه وإلى بحث احتمال أننا كلنا في الهوى أو الهواء، سواء

**أولا: بلاد حميدتي في السودان**محمد حمدان دقلو حميدتي، أصبح قائد تحالف تأسيس، ويقول أنه هو الشرعية السودانية١- إنشاء تحالف تأسيس في نيروبي*في فبراير الماضي، في العاصمة الكينية نيروبي تكوَّن تحالف تأسيس، من:١- قوات الدعم السريع٢- الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال٣- الحركة الشعبية لتحرير السودان - المجلس الانتقالي٤- تجمّع قوى تحرير السودان-  حركات مسلحة في دارفور وجنوب كردفان٥- قوى وأحزاب سياسية- حزب الأمة القومي برئاسة فضل الله برمة ناصر و الحزب الاتحادي الديمقراطي تيار محمد الحسن الميرغني

٢- نتيجة حفل تأسيس التحالف في نيروبي* اتفق المشاركون في إنشاء تحالف تأسيس على:أ- إعلان سياسيب- دستور انتقاليج- تشكيل حكومة السلام والوحدةد- مكان العمل يبدأ من مناطق سيطرة الدعم السريع، وتتجه للسيطرة على كل السودان

٣- حميدتي: قائد تحالف تأسيس في نيالا*يوم الثلاثاء الماضي، في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أعلن تحالف السودان التأسيسي- اختصارا تأسيس - تشكيل هيئته القيادية برئاسة قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي»،ونائبه رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال» عبد العزيز آدم الحلو، وهي خطوة وصفت بأنها تمهيد لاقتراب تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريعمناطق كانتونات حميدتي*قوات الدعم السريع، تسيطر على ولايات دارفور الخمس (جنوب، وغرب، وشرق، ووسط، وشمال دارفور)، باستثناء الفاشر

وثمة جيوب تسيطر عليها حركة تحرير السودانبقيادة عبد الواحد النور

 وأجزاء تسيطر عليها القوات المشتركة، وولاية غرب كردفان، باستثناء مدينة بابنوسة، وأجزاء واسعة من ولاية شمال كردفان، والأجزاء الشمالية من جنوب كردفان،وبعض المناطق في جنوبها تسيطر عليها الحركة الشعبية

الإسلام والإسلاميون والخليجيون وحميدتي *قادة قوات الدعم السريع، يصرحون أن الهدف من خطوتها، هو: سد الفراغ الإداري في مناطق سيطرتهاو استمرار التنمية،وأن الدعم السريع يعمل على توحيد البلاد وتحريرها من سيطرة خصومه الإسلاميين،وفي الوقت ذاته لا يعترف بحكومة الجيش

احتمال الإنفصال*هل يمكن فعلا أن يستطيع حميدتي أن يحرر بقية البلاد من البرهان؟هل يمكن فعلا أن يعيد حميدتي توحيد السودان؟هل يتمتع حميدتي بدعم دولة الإمارات بالمال والمسيرات الدرونز؟**ثانيا: بلاد البرهان في السودان**هذه هي المساحات التي بقيادة قائد الجيش ورئيس الجمهورية عبد الفتاح البرهان

ومركزها العاصمة المؤقتة بور سودان على البحر الأحمر، وهي الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا ومعها السفارات والتمثيل في الأمم المتحدة

مناطق كانتونات البرهان*الحكومة الموالية للجيش، تسيطر على ولايات الوسط والشرق والشمال (سنار، ومعظم النيل الأزرق، ومعظم جنوب كردفان، والقضارف، وكَسَلا، والبحر الأحمر، ونهر النيل، والشمالية)، وتتقاسم مع قوات الدعم السريع السيطرة على شمال كردفان

وهناك انقسامات حادة داخل تحالفات الرئيس تكاد تعصف بدولة الشرعية السودانية لدرجة أنهم يتماهون ويخدمون أهداف العدو المشترك حميدتي

هؤلاء المختلفون، هم: حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي،و حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة جبريل إبراهيم،وحلفاء الجيش في القوات المشتركة الدارفورية التي تقاتل إلى جانبه الدعم السريع (!) (!)الإسلام والإسلاميون والخليجيون والبرهان*يغض الجيش الطرف عن تحرك مجموعات محسوبة على شمال ووسط البلاد، تدعو علانية لفكرة فصل غرب السودان عن وسطه وشماله، بحجة التمايز التاريخي والثقافي، وهي نفسها الحجج التي أدت لانفصال جنوب السودان

هناك رغبة التقدميين والليبراليين السودانيين وبعض الخليجيين وبعض الدول الغربية، في فصل ارتباط قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالجماعات الإسلامية أكثر من رغبتهم بالتخلص من تمرد الجنرال حميدتي أو حتى توحيد السودان

هناك بعض التكوينات داخل تحالف البرهان لا يهتمون بتوحيد البلاد ولا ياحتمال تشظي السودان إلى شراذم لأن هذا يخدم مصالحهم المادية والمالية ويطيل مدة بقائهم كزعماء وقادة

البرهان، تم تزويده بمسيرات درونز إيرانية، وربما يتمتع بدعم دولة خليجية أخرى ومن الدولة الجارة الشمالية

احتمال الإنفصال*هل يمكن فعلا أن يستطيع البرهان أن يحرر بقية البلاد من حميدتي؟هل يمكن فعلا أن يعيد البرهان توحيد السودان؟**ثالثا: هل سوف يتمزق البلدان: اليمن والسودان؟**التمزق لا يُعلن عن نفسه… لكنه يأكل البلد قطعة قطعةالتمزق لا يأتي عادة عبر إعلان رسمي، بل عبر واقع يتسلل بالتدريج:١- مناطق لا تخضع للسلطة المركزية٢- دويلات أمر واقع٣- اقتصادات منفصلة٤- جيوش محلية٥- جوازات متباينة٦- سرديات وطنية متناقضةخاتمة*مهما حاولنا أن ننبه القادة اليمنيين إلى أنهم يسيرون باليمن إلى وضع سوف تختفي فيه اليمن بعد أن تتمزق إلى أشلاء، فإنهم لا يسمعون ولا يستمعون

مهما حاولنا أن ننبه الجيران السعوديين والإماراتيين أن هناك خطرا يحيق باليمن بسبب بعض تصرفاتهم، وأن هذا أولا: لا يجوز ، وثانيا: سيصيب اليمنيين بكارثة، وثالثا: قد لا يناسبهم انهيار وتمزق اليمن؛ فإنهم لا يسمعون ولا يستمعون

لا أستطيع أن أحكم أي الوضعين أكثر سوء: وضع اليمن أم وضع السودان

ربما بإلقاء الضوء على السودان وحده، سوف يخفف من حدة الانحيازات والتعصبات والانفعالات بيننا، ويساعد اليمنيين والسعوديين على رؤية أن ما يدور في اليمن هو شبيه بما يدور في السودان

وأن البلدين في طريق الندامة والضياع

وأن إنقاذ اليمن ممكن إذا اجتهدت السعودية