د. عبدالوهاب الروحاني : في وداع الأستاذ سعيد ..!!

منذ سنة

     ‏    ‏ سعيد الجناحي

مناضل من الماء الى الماء

عنيد ووفي لمبادئه ووطنه

تنقل بين الاحرف والسجون، وخضع للملاحقات جراء وفائه لقيم ومبادئ تشربها وضحى لأجلها من الجبهة القومية و الاشتراكي اليمني وحتى صحيفته الامل، التي ارتبطت باسمه وحملت شعارات آمن بها وناضل من أجلها

        قاتل بصلابة في صفوف الحركة الوطنية

وكان نصيرا للعمال والفلاحين، وصوتا قويا في الوسط الثقافي والاعلامي

لم يهتم للوظيفة ولم يبحث عن منصب

       كان اسم سعيد الجناحي يسبق اي حديث عن الاشتراكي في صنعاء، فهو صاحب ورئيس تحرير الامل

الصحيفة المعارضة الوحيدة في عقد الثمانينات، التي كانت تعبر عن رأي الجبهة الوطنية والاشتراكي المحظور في صنعاء في زمن ما بعد أحداث المناطق الوسطى

   من اول حرف لاخركلمة:    وانا لا ازال احبو في بلاط صاحبة الجلالة (حينما كان للصحافة جلال) كنت أرى الاستاذ سعيد الجناحي كل سبت أو اثنين يتأبط الأمل في شارع 26 سبتمبر في صنعاء، وهو يسير في طريقه الى وزارة الاعلام، حيث كان يستدعى من إدارة الصحافة أسبوعيا تقريبا، وبعد صدور كل عدد جديد من صحيفته

      ذلك لأن صحيفة الأمل كانت تقرأ من أول حرف إلى آخر كلمة

فالسلطة كانت تقرأها لتراقب ما وراء السطور، وتتلمس حركة المعارضة والشارع من خلالها، أما النخب السياسية والثقافية فكانت تقرأها اما لإنتماء أو لمتابعة مستوى التقارب بين صنعاء وعدن

بينما كان البسطاء يقرأونها أملا في إحياء الامل

حينما كانت لا تزال هناك دولة، وبيد المثقف قلم

      عرفت الاستاذ الجناحي من خلال متابعتي لصحيفةالأمل، والتقيته لاحقا مع الاستاذين محمد الزرقة (رحمه الله)، وعلي الشاطر (رعاه الله)

حيث كان استحضار المواقف وتبادل الرسائل بالنكتة مدخلا لتوضيح الحقائق

جلست معه ثلاث مرات أو أكثر

كان ذو طباع هادئة، حركته متأنية

يفكر قبل ان يتكلم، واذا تكلم كان وضوحه يسبق كلماته

     ‏اول من تخلى عنه:      كان (الاشتراكي) الذي ناضل الجناحي في صفوفه، ودفع معه ربيع حياته أول من تخلى عنه، وتلامتذته كانوا أول من نكل به وسرقوه حقوقه، وصادروا صحيفته ومركز أمله، وتاجروا بالمبادئ التي أرسى قواعدها من 14 اكتوبر مرورا بمجلة الثقافة الجديدة وصحيفة صوت العمال حتى الامل

الذي حاولوا اختطافه في لحظة النسيان ونكران الجميل

       لم يهدأ الاستاذ سعيد، ولم يسمح بان تسرق ارادته ويختطف امله

فقد واصل عطاؤه وابداعه، فانتج للمكتبة الوطنية ما يصحح مسار حركة التاريخ اليمنية بكتبه التي عكف على كتابتها كالحركة الوطنية اليمنية

من الثورة الى الوحدة، وممهدات الثورة اليمنية وانطلاقها، كما كتب عن الصحافة، ومنظمات العمل الجماهيرية والابداعية

     رحل سعيد الجناحي إلى بارئه مثقلا بمعاناة الحياه

ومآسي ما جلبته الايام السوداء للوطن في آخر سني عمره

رحل عفيفا، نظيف اليد متمسكا بالمبادئ التي نشأ وعاش عليها، تماما كما فعل زميلاه المناضلان الراحلان جارالله عمر، وسلطان احمد عمر

    ‏    ‏مات الاستاذ الجناحي واقفا دون ان يلطخ مسيرة نضاله بكلمة او موقف، ولم يقبل ان يبيع ويشتري ويأكل من موائد اللئام، كما فعل ويفعل الكثير الكثير من زملائه اليوم

 رحم الله الاستاذ سعيد

والعزاء لأهله وذويه وتلامذته وزملائه الذين ظلوا معه على وفاء