د. فارس البيل : البردّوني الخالد.. في اليمن المهزوم !

منذ شهر

لم يحظَ البردّوني بكثير اهتمام في حياته بين اليمنيين

لا من النخب ولا الجماهير

بل إنه ظل في دائرة اهتمام صغيرة لبعض المثقفين الكبار ونفر من الشباب اللامع

 ولضعف الحركة النقدية في اليمن فلم تتلقفه الدراسات والمقالات على عكس ما كان يحظى به في الخارج العربي من اهتمام وتطلع سواء في مصر أو العراق أو غيرها

وأغلب الذين التفتوا إلى البردّوني في السنوات الأخيرة

لم تكن التفاتتهم إلا بحكم الصراع السياسي وانتشار وسائل التواصل والمعرفة التي جعلت من اليمني يبحث عمّا يفخر به وسط الهزائم، كما ألجأت السياسيين والأحزاب للحديث عنه وأدبه بحكم تقاطع شعره مع حالة التحول السياسي والثورية الجديدة والخروج على السلطة

أما البردّوني فكان قد سبقهم جميعًا

وعاش حياته بتواضع كبير

لم ينل فيها حظه من الانتشار والتأثير الذي يجب

 فالأحزاب والجماعات الدينية كانت ترى فيه عابثاً أو بعثياً وربما ملحدًا

وشعره كفري

واليسار كانوا ينظرون إليه بعين اللارضا وعدم التوافق

غِيرةً أو تقليلاً منه

وكذلك كثير من الأدباء والنقاد

فلم يكن البردّوني يقع في أعين اهتماماتهم جراء هذا التداعي والتخوين من المؤسسات السابقة بما فيها السلطة التي لم يكن على وفاق تام معها وله آراؤه الحادة فيها، كما لم تكن هي على قطيعة تامة مع نشاطه الأدبي الذي ظل حاضرًا في الصحف والإصدارات الرسمية للدولة

وأتذكر مقولة راجت للتقليل منه وأنا في المرحلة الثانوية

فحواها أنه، أي البردّوني، من تيار طه حسين التغريبي

وأنه ليس الذي يكتب الشعر والكتب

بل يكتبها له آخرون

أما البردّوني فملكاته أقل من ذلك !! وكنت أتساءل حينها

من هذا المبدع الذي يجيد كل هذا ويتخفى وراء البردّوني الأعمى

أليس أولى بإعلان نفسه وحيازة المجد ؟المهم أن البردّوني الآن

ربما نال جزءًا مما يجب في ذاكرة الأدب والتاريخ اليمني بهذا الاهتمام الذي يبدو متأخرًا وانتهازيًا

لكنه جيد على كل حال

والأجمل أن البردّوني لم يلتفت في حياته لكل هذا الإهمال والتعالي

وظل يبدع وينتج أدبًا خالدًا

ولعله كان يدرك أن مايكتبه سيجري في المستقبل

وأن الأيام ستئول إليه

والأضواء حتماً ستلتفت وتنير ما سطره في تاريخ اليمن المعاصر المهزوم من كل شيء

إلا من البردّوني الخالد ! لم يحظَ البردّوني بكثير اهتمام في حياته بين اليمنيين

لا من النخب ولا الجماهير

بل إنه ظل في دائرة اهتمام صغيرة لبعض المثقفين الكبار ونفر من الشباب اللامع

 ولضعف الحركة النقدية في اليمن فلم تتلقفه الدراسات والمقالات على عكس ما كان يحظى به في الخارج العربي من اهتمام وتطلع سواء في مصر أو العراق أو غيرها

وأغلب الذين التفتوا إلى البردّوني في السنوات الأخيرة

لم تكن التفاتتهم إلا بحكم الصراع السياسي وانتشار وسائل التواصل والمعرفة التي جعلت من اليمني يبحث عمّا يفخر به وسط الهزائم، كما ألجأت السياسيين والأحزاب للحديث عنه وأدبه بحكم تقاطع شعره مع حالة التحول السياسي والثورية الجديدة والخروج على السلطة

أما البردّوني فكان قد سبقهم جميعًا

وعاش حياته بتواضع كبير

لم ينل فيها حظه من الانتشار والتأثير الذي يجب

 فالأحزاب والجماعات الدينية كانت ترى فيه عابثاً أو بعثياً وربما ملحدًا

وشعره كفري

واليسار كانوا ينظرون إليه بعين اللارضا وعدم التوافق

غِيرةً أو تقليلاً منه

وكذلك كثير من الأدباء والنقاد

فلم يكن البردّوني يقع في أعين اهتماماتهم جراء هذا التداعي والتخوين من المؤسسات السابقة بما فيها السلطة التي لم يكن على وفاق تام معها وله آراؤه الحادة فيها، كما لم تكن هي على قطيعة تامة مع نشاطه الأدبي الذي ظل حاضرًا في الصحف والإصدارات الرسمية للدولة

وأتذكر مقولة راجت للتقليل منه وأنا في المرحلة الثانوية

فحواها أنه، أي البردّوني، من تيار طه حسين التغريبي

وأنه ليس الذي يكتب الشعر والكتب

بل يكتبها له آخرون

أما البردّوني فملكاته أقل من ذلك !! وكنت أتساءل حينها

من هذا المبدع الذي يجيد كل هذا ويتخفى وراء البردّوني الأعمى

أليس أولى بإعلان نفسه وحيازة المجد ؟المهم أن البردّوني الآن

ربما نال جزءًا مما يجب في ذاكرة الأدب والتاريخ اليمني بهذا الاهتمام الذي يبدو متأخرًا وانتهازيًا

لكنه جيد على كل حال

والأجمل أن البردّوني لم يلتفت في حياته لكل هذا الإهمال والتعالي

وظل يبدع وينتج أدبًا خالدًا

ولعله كان يدرك أن مايكتبه سيجري في المستقبل

وأن الأيام ستئول إليه

والأضواء حتماً ستلتفت وتنير ما سطره في تاريخ اليمن المعاصر المهزوم من كل شيء

إلا من البردّوني الخالد !