د. ياسر الشرعبي : السعودية وتراث الشعوب: حراك ثقافي لا سياسي
منذ 14 أيام
د
ياسر الشرعبي تشهد السعودية، وعلى امتداد تاريخها، حراكًا ثقافيًّا وإعلاميًّا متنوعًا، وتقدم اليوم نموذجًا فريدًا من الحراك الثقافي والإعلامي المتنوع، والانفتاح برؤى واعية على ثقافات الشعوب المختلفة لتعزيز هويتها الثقافية، وتأكيد قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الشعوب
ويظهر ذلك بجلاء في تبنيها ورعايتها المبادرات المميزة والمتخصصة والعامة في تراث الشعوب، وإشراك الجاليات ودمجهم في الحياة؛ مجسِّدة بذلك حرصها على بناء جسور التواصل بين الثقافات
ومن يعش في المملكة يلحظ ذلك بجلاء، وسأكتفي هنا بإيراد ثلاثة نماذج شهدتها منذ 2010 في الجامعات السعودية وخارجها، وكلها تجسد حرص الأشقاء في المملكة على العناية بثقافات الشعوب وحرصهم على تقوية الروابط بينهم وبين مختلف الثقافات
معارض تراث الشعوب: تجسيد للتنوع والتميزبرعاية وتمويل سعودي، تقيم الجامعات السعودية ممثلة بإدارة الطلاب الدوليين معارض تراث الشعوب، وهي معارض ثقافية شبه سنوية، يتنافس فيها طلاب الدول على إبراز تراث شعوبهم وعاداتهم، ويرتدون ملابسهم، ويقدمون أكلاتهم، ويستعرضون فنون بلدانهم وخصوصياتهم وسط احتفاء من قيادات الجامعات والمسؤولين فيها، وتغطية إعلامية واسعة، وحضور جماهيري من مختلف الجنسيات، إضافة إلى حضور ممثلي سفارات الدول، وتنتهي بتكريم المتميزين وفق معايير محددة تضعها الجهة المنظمة
معرض بين ثقافتين: تجسير الفجوات الثقافيةيعدُّ معرض بين ثقافتين الذي أطلقته وزارة الثقافة السعودية أحد الأمثلة التي تجسد نهج المملكة ورغبتها في مدِّ جسورٍ حضارية بين مختلف الثقافات العربية والعالمية، وتعزيز التواصل الثقافي إقليميًّا ودوليًّا، وترسيخ المكانة الاستثنائية والعمق الحضاري للثقافة السعودية
ويجمع بين ثقافتين لإبراز أوجه التشابه والاختلاف بينهما
وقد شهد في نسخته الأولى استعراض (ثقافة المملكة - وثقافة اليمن) وشهد حضورًا مميزًا من اليمنيين وغيرهم، وأتيح للزوار التعرف على ترابط الثقافتين وتشابههما، وذلك ضمن جهود وزارة الثقافة السعودية، وبحضور نخب يمنية إعلامية وثقافية وسياسية
مبادرة انسجام عالمي: احترام الثقافات ودعم التنوع الثقافيفي سياق نهج المملكة الرامي إلى مدِّ جسور التواصل والتعريف بتراث الشعوب والتعرف عليهم، أطلقت وزارة الإعلام بالشراكة مع موسم الرياض مبادرة انسجام عالمي لتعزيز التواصل الثقافي مع مختلف الجاليات التي تعيش في المملكة، وتمكينهم من الاستمتاع بجودة الحياة التي تشهدها المملكة في ظل رؤية 2030
وتعد الجالية اليمنية من الجاليات المدرجة ضمن هذه المبادرة السعودية، كون الثقافة اليمنية لا تنفك عن الثقافة السعودية
وقد دُعيَ الإعلاميون من مختلف الدول، ومنها اليمن، للمشاركة في هذه الفعالية للتعرف على هذه التجربة ونقلها إلى بلدانهم
هذه النماذج من الفعاليات المتنوعة تؤكد أن المملكة تؤمن بتأثير الثقافة على تعزيز التفاهم والتعايش بين الشعوب، وأنها تستلهم قيم التنوع الثقافي مع إبراز مكانتها كدولة تملك ثقافة ثرية تتفاعل بإيجابية وتؤثر وتؤثر بثقافات العالم