ذهاب قيادات الحوثي إلى (الحج).. انتصار سعودي يفضح المليشيا ويشعل المعارك بين أتباعها

منذ 10 أشهر

الذهاب المفاجئ لأداء الحج، لقيادات رفيعة في المليشيا الحوثية أثار معارك كلامية وجدلاً ما زال محتدماً بين الموالين والأتباع، فيما اعتبره مراقبون انتصاراً للسعودية، التي حشرت الحوثيين في الزاوية في خطوة منها نحو السلام

 وفي وقت سابق أعلنت وسائل إعلام المليشيا أن عدداً من القيادات الحوثية تتواجد في السعودية لأداء فريضة الحج لهذا العام وذلك بعد أيام من استئناف رحلات نقل الحجاج اليمنيين من مطار صنعاء الدولي

 وكالة سبأ النسخة الحوثية ذكرت أن بعثة الحج فيها، كلاً من نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة في حكومتها غير المعترف بها فؤاد ناجي، ووكيل قطاع الحج والعمرة بوزارة الإرشاد عبدالرحمن النعمي، التابعة للميليشيا، كما ضم المنتحل رتبة لواء يحيى عبدالله الرزامي، وهو أحد أعضاء وفدها المفاوض، بالإضافة إلى المدير العام للحج والعمرة بوزارة الإرشاد علي جعيل، وعدد من العلماء والشخصيات الاجتماعية والقبلية

 هذا الظهور، اعتبره كثيرون منهم من أتباع المليشيا بأنها تعرّت تماماً أمام أنصارها بعد أن ظهرت في تناقض واضح عن ما تروج له من أسباب حربها على اليمنيين، منهم صد العدوان كما أنها كنت تعتبر الحج، موالاة للعدوان ولا يصح، وفقاً لمزاعمها التي ظلت تنشرها طيلة السنوات الماضية

 حج الحوثيين لا يمكن إخراجه من جهود التهدئة السعودية في اليمن، وبناء عوامل الثقة التي تنتهجها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف كافة، بغية رعاية التوصل إلى حل سياسي مستدام ينهي الحرب ومأساتها الأسوأ على مستوى العالم، إلا أن الأغلبية من الموالين للمليشيا يرون غير ذلك ووجدوها فرصة سانحة لشن غضبهم على قياداتهم التي وصفوها بالانتهازية وأنها قفزت على التضحيات حد وصفهم

 انتقادات عدة لم تخلو من سخرية تواجهها المليشيا التي أرسلت إلى الحج أكابر قياداتها، وفي مقدمتهم الرازمي، وهو ما يراه البعض تنصلاً عن المزاعم وخطب التعبئة الرنانة،    تلك الانتقادات رصدها العاصمة أونلاين منها للبرلماني في مجلس نواب المليشيا غير الشرعي أحمد سيف حاشد والذي فسر الأمر، بأن إيديولوجيا المليشيا الحوثية تعرت، وما يحدث تراجع عنها وعن التعبئة التي تتبناها المليشيا

 حاشد أضاف على حسابه في تويتر بأن ذلك سيرتد إلى نحور صانعيها ومن كانوا قائمين عليها، مشيراً بأن الواقع اليوم وغدا سيكشف للكثير كم كانوا مخدوعين بالأيديولوجيا والشعارات الزائفة

 وأفاد بأن الشعارات هي للتعبئة وللأيديولوجيا، وليس لحقيقة ما هو عليه الحال في الواقع، لكل دعاية كلفة، وللأيديولوجيا كلفتها أيضاً، حد تعبيره

 وتابع حاشد قائلاً وفي إطار هذه الكلفة تتعرّى الحقيقة أمام قطاع عريض ممن وثقوا بها وتعلقوا فيها، ليكتشفوا كم هم واهمين، وينكشف الوعي الزائف، والأيديولوجيا الكاذبة، لصالح النفعية التي بدأت تطل برأسها

مضيفاً عزاؤنا للضحايا وذويهم أياً كانوا

 وفي منشور آخر، واجه أحمد سيف حاشد الجماعة بعدد من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق اليمنيين، لافتاً إلى أنها هي من قطعت أوصال اليمن مع خصومها، مستدركاً بأنها الأكثر تشدداً بما يخص ملف الطرقات بين المحافظات اليمنية

 وأشار حاشد أن المليشيا هي من أطالت عذابات اليمنيين، كونها جعلت من مسافة الطريق التي تكون نصف ساعة إلى ثمان ساعات، كما أنها نقلت ملف الطرقات من الإنساني إلى العسكري

 وواصل ساخراً بأنها وهي الأكثر تشدداً باتت عابرة للحدود يحجون آمنين مطمئنين والطرق أمامهم ماهدة وسالكة إلى دولة العدوان المملكة، وشعبنا يتضور جوعا ويعيش ألماً ونكداً ومعاناة لا مثيل لها، ويموت قهراً وكمداً وذلة

 وأضاف شعبنا الذي تقطعت به السبل، واستولت السلطات على رواتبه ووظائفه ومستقبله، ويقولون له: هنيئاً لك كل هذا الجحيم، ولا بأس أن أردت الموت فهذا أفضل، الدنيا لنا، والجنة لنا، لنا دنيا ودين

 أما إسماعيل الجرموزي وهو من الموالين للمليشيا، فقد شن هو الآخر هجوماً حاداً على جماعته مذكراً إياها، بأنها هي من كانت تحاضر الناس في المنابر، بأن الحج لا يصح إلا بعد تحرير مكة من القيادة السعودية الحالية

 ولفت أن جماعته كانت تمنع الحج بمزاعم أن الملاهي وغيرها تنتشر في المملكة، مضيفاً بسخرية مسرع جاءكم الزهايمر ونسيتم هذا الكلام

 ووصلت الانتقادات من ذهاب الحوثيين إلى الحج، إلى أوساط العسكريين في الجماعة منهم صاحب المعرف اللواء فارس مجاهد الحباري الذي كتب بأنه طيلة 9 سنوات، تم التضحية بخيرة رجال اليمن حد تعبيره

 وقال كنا نظن أنها من أجل الكرامة لا نعلم أنها من أجل أن يتسيد علينا الرازمي والأربعين حرامي

معتبراً ذلك استرخاصاً للدم اليمني والتفريط بالسيادة

 في السياق كتب إسماعيل إبراهيم الكبسي قالوا سنحج إلى مكة ببنادقنا واليوم فرحون بسماح آل سعود لهم بالحج فوق طائرات حتى لا يتخطفهم الشعب اليمني على الحدود

وأضاف إنها العزة والكرامة التي وعدوها للبسطاء والسذج مقابل جماجمهم، وتستمر المهزلة ومسرحية السيادة الضائعة، العبد لا يحرر وطنا

 الموقف الحوثي في ذهابها للحج انبرى له عدد من أنصار الجماعة التي غردت هي الأخرى بتفسيراتها، وأنه يعد انتصاراً لقيادات المليشيا حيث انتزعت حقها في الحج، بينما رأى آخرون أن اتخاذ الموافقة للذهاب للحج له ما وراءه وستكشفه الأيام