رئيس الحكومة نائبا لأمير الكويت: لماذا تأخر الحسم في تعيين ولي العهد؟

منذ 3 أشهر

يشير تعيين أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح رئيسَ الوزراء الشيخ محمد صباح السالم الصباح نائبا للأمير خلال فترة غيابه عن البلاد إلى وجود معرقلات تؤخر تعيين ولي العهد، تتقدمها الخلافات داخل الأسرة الحاكمة بشأن الأحقّ بالتعيين

 ويتضمّن القرار أكثر من رسالة مبطنة من الأمير إلى فرع الأحمد فيها تخويف وتحذير من الاستمرار في الخلافات، وحثت على التوصل إلى اتفاق بشأن المرشح لمنصب ولي العهد

 وتشير مصادر كويتية مطلعة إلى أن تأجيل الاختيار يعود في جانب منه إلى شروط الشيخ مشعل الذي يريد شخصية وفاقية تتعاون مع رئيس الوزراء، وتدعم توجهات الأمير الهادفة إلى بناء علاقات ثقة بين الحكومة ومجلس الأمة (البرلمان) لتجاوز الخلافات السابقة التي ضيعت على الكويتيين الكثير من الفرص

 ويريد الشيخ مشعل حكومة مستقرة، لا تعصف بها رياح الفساد والانتقادات، كما حدث مع عدد من الحكومات السابقة، لذلك هو يحرص على التقارب بين الحكومة ومجلس الأمة

  ودعا الأمير إلى “ترسيخ التعاون” مع البرلمان

جاء ذلك في كلمة له عقب أداء حكومة الشيخ محمد صباح السالم لليمين الدستورية

وخاطب الشيخ مشعل أعضاء الحكومة بقوله “هذه المرحلة عنوانها الإصلاح والتطوير، وركائزها العمل والإشراف والرقابة والمحاسبة، وإطارها الواجبات والحقوق الوطنية”

 وتقول المصادر الكويتية إن الشيخ مشعل أبلغ المعنيين بالترشح لمنصب ولي العهد بضرورة أن يعلنوا بكل وضوح موقفهم من شروطه ومدى استعدادهم لمرحلة سياسية تقوم على نكران الذات وتجاوز الأجندات الشخصية وتحالفات المصالح داخل الأسرة، وهو ما قد يكون دفع البعض إلى التردد في القبول بذلك خوفا من أن يكون حجة عليه في مرحلة لاحقة

 وألقى التوتر بين الشيخ أحمد النواف حين ترؤسه للحكومة وبين النواب بظلاله على حظوظه في الترشح لمنصب ولي العهد

وهناك مؤاخذات بين شخصيات تمت استشارتها على أسلوب الشيخ نواف الذي عمل به وقام على تكريس واقع أنه “يحكم ولا يُسأل”، وعدم تفاعله بإيجابية مع النواب، وأنه شخصية غير وفاقية ما يجعل في تعيينه وليا للعهد رسالة سلبية

 وغياب الشخصية الوفاقية عنصر مشترك مع مرشح بارز آخر لمنصب ولي العهد هو الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح، الشخصية المثيرة للجدل في الكويت، والتي راكمت الكثير من الخصوم، فضلا عن قضايا ومحاكمات

ويوصف الشيخ أحمد الفهد بأنه يمتلك شخصية قوية وصدامية ما يجعل من الصعب الرهان عليها في منصب ولي العهد لتحقيق أهداف الأمير على المدى القريب، وأهمها تدعيم الاستقرار السياسي ووقف الصراعات داخل الأسرة الحاكمة، وبناء الثقة مع البرلمان لمواجهة الأزمة الاقتصادية

  وشغل الشيخ أحمد الفهد عدة مناصب حكومية منها وزير للإعلام ووزير للطاقة، وتولّى وزارة شؤون الإسكان، كما ترأس جهاز الأمن الوطني

 ولا يستبعد متابعون للشأن الكويتي أن يكون وراء التريث الذي يبديه الأمير بشأن تعيين ولي العهد تفكيره في تعيين ابنه الشيخ أحمد في هذا المنصب، وهو أمر غير مستبعد لكونه تقليدا في الكويت وفي الخليج عموما

ولا شك أن مقترحا مثل هذا سيجد قبولا من الكويتيين، يبقى أنه يحتاج إلى وقت من أجل إقناع مكونات الأسرة الحاكمة بهذه الخطوة مقابل خطوات أخرى وتعيينات تحفظ التوازن داخلها

 ويشغل الشيخ أحمد مشعل الصباح منصب رئيس جهاز متابعة الأداء الحكومي بدرجة وزير، وهو وإن كان لا يمتلك الخبرات الكافية للمنصب فإن تعيينه قد يدخل ضمن مسار تصعيد شباب الأسرة الحاكمة إلى مواقع التأثير في الدولة

 ويشير المتابعون، من جهة ثانية، إلى أن تعيين رئيس الوزراء في منصب نائب للأمير، ولو مؤقتا، يتضمن إشارة واضحة إلى أن الشيخ مشعل يقدم دعما كبيرا لرئيس الحكومة في الإصلاحات التي ينوي تنفيذها، وتأكيد أن دوره يتجاوز البعد التنفيذي المباشر، كما يحصل عادة، إلى اتخاذ القرارات المهمة

 ويضيف هؤلاء أن منح رئيس الوزراء جزءا من صلاحيات الأمير يؤكد أيضا عزم الشيخ مشعل على طمأنة فرع السالم من الأسرة، وإثبات أنه يريد شراكة فعالة بين فرعيْ الأسرة والقطع مع سلبيات المراحل السابقة

 وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية الأربعاء إن أمير البلاد أصدر أمرا بتعيين رئيس الوزراء نائبا للأمير خلال فترة غيابه عن البلاد

وأضافت الوكالة أن المادة الثانية من الأمر الأميري تنص على أن “يستمر العمل بهذا الإجراء إلى حين تعيين ولي للعهد”

  وأعلنت الكويت تشكيل حكومتها الجديدة برئاسة الشيخ محمد صباح السالم الصباح في 17 يناير، وهي أول حكومة تتشكل في عهد الأمير الجديد الذي تقلد الحكم الشهر الماضي، ولم يعين حتى الآن وليا للعهد

 ويمنح الدستور الأمير سنة لاختيار ولي للعهد وعرضه على مجلس الأمة لمبايعته في جلسة خاصة بموافقة أغلبية الأعضاء

وينص الدستور على أن الأمير يعين نائبا له يمارس صلاحيته في حال تغيبه خارج البلاد وتعذر نيابة ولي العهد عنه

 وقالت الوكالة إن مرسوما أميريا صدر أيضا بتعيين وزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد يوسف الصباح في منصب رئيس الوزراء خلال الفترة التي يكون فيها رئيس الوزراء نائبا للأمير