رئيس هيئة قناة السويس: تراجع حاد في الإيرادات وسط تصاعد هجمات الحوثيين
منذ 5 ساعات
قال رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، إن الممر الملاحي الاستراتيجي يواجه أزمة كبرى في ظل التراجع الحاد في حركة السفن، نتيجة تصاعد هجمات جماعة الحوثي على الملاحة التجارية في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023
وأوضح ربيع في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط أن عدد السفن التي تمر يومياً عبر القناة انخفض إلى ما بين 30 و35 سفينة، مقارنة بأكثر من 65 سفينة قبل بدء الهجمات
كما تراجعت إيرادات القناة بنسبة 61% في النصف الأول من عام 2024، لتسجل نحو 3
9 مليارات دولار، انخفاضاً من 10
2 مليارات في عام 2023
وأضاف أن إجمالي عدد السفن التي عبرت القناة منذ بداية العام بلغ 13,213 سفينة، مقابل 26,434 سفينة في العام السابق، مشيراً إلى أن الظروف الأمنية في البحر الأحمر دفعت العديد من شركات الشحن الكبرى إلى تجنب الممر واللجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح، رغم الكلفة الزمنية والمالية المرتفعة
ورغم تشكيل تحالف بحري بقيادة الولايات المتحدة لردع هجمات الحوثيين، لا تزال التهديدات مستمرة، ما أثر بشكل مباشر على حركة التجارة العالمية وعائدات مصر من العملة الأجنبية، في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطاً اقتصادية متزايدة، تشمل انخفاض قيمة الجنيه وارتفاع التضخم
وقال ربيع إن مصر ترفض الانخراط في أي تحالف عسكري ضد الحوثيين، مؤكداً أن اليمن دولة عربية شقيقة، ومصر لا تنخرط في عمليات عسكرية ضد دول عربية
وأشار إلى أن استقرار الأوضاع في قطاع غزة قد يسهم في وقف الهجمات وعودة السفن إلى القناة، مؤكداً أن شركات الشحن أبدت استعدادها لاستئناف المرور فور تحسن الأوضاع الأمنية، نظراً للمزايا التنافسية لقناة السويس مقارنة بالمسارات البديلة
وفي محاولة لاحتواء التداعيات، أعلنت الهيئة عن حوافز وتخفيضات تصل إلى 15% على رسوم عبور بعض فئات السفن، إلا أن ربيع أقر بأن استمرار التهديدات وارتفاع تكاليف التأمين يدفع الكثير من الشركات إلى تغيير مساراتها
وقال: نبذل كل ما في وسعنا، لكننا نخوض معركة صعبة حتى يتحقق الاستقرار الأمني
وكانت جماعة الحوثي المدعومة من إيران قد بدأت في نوفمبر 2023 سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت سفناً تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، في إطار ما وصفته بدعمها العسكري لفلسطين ضد العمليات الإسرائيلية في غزة
واستهدفت الهجمات بدايةً السفن المرتبطة بإسرائيل، قبل أن تمتد إلى سفن تابعة لحلفاء الولايات المتحدة ودول غربية أخرى
وتسببت الهجمات في اضطراب واسع النطاق لحركة الملاحة في أحد أهم الممرات البحرية العالمية، ما دفع العديد من الشركات إلى الابتعاد عن البحر الأحمر والاعتماد على طرق بديلة أكثر طولاً وكلفة